إبراهيم داود

فى ذكرى محفوظ «3»

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنة 1975 قال الكاتب العالمى نجيب محفوظ إننا لن نصل إلى العالمية فى وقت قريب «لأن المسألة مسألة حضارة متكاملة.. كل ما يستطيعه الأديب هو أن يبذل طاقته ليقدم أفضل ما عنده، ولكن سيظل ما يقدمه متخلفًا، فلا يمكن أن يظهر أديب عالمى فى حضارة متخلفة، ولكى يصبح لنا صوت مسموع ويقرؤنا العالم بشغف واهتمام، وليس بعقلية السواح كما يفعل الآن، لا بد أولًا أن يجتاز العالم العربى أزمته الحضارية، ويقضى على أسباب تخلفه»، رغم قسوة الطرح والتقليل من شأن المنجز الإبداعى، إلا أن محفوظ يتحدث بالروح التى بعثتها فيه ثورة 1919 التى شهدها وهو فى الثامنة من عمره.

ولكى يجتاز العرب أزمتهم الحضارية كتب لفؤاد دوارة روشتة ناجعة فيها أربعة أدوية: التعليم ونظامه مع ارتباطه بالبيئة والعقلية الحديثة والمنهج العلمى فى دراسة الكون والطبيعة، فتح النوافذ لنشر الثقافة العالمية على أوسع نطاق، حسن استغلال الثروات، تطوير العلاقات الإنسانية بحيث تحكمها قيم الخير والعدالة الإجتماعية والحرية وتكافؤ الفرص والمساواة، وكان يرى أن كل ذلك يتطلب تخطيطًا علميًا وسباقًا مع الزمن حتى لا يأتى إلينا وقت يزور فيه الناس بلادنا ليتفرجوا علينا لا على آثارنا، كان يرى أن ثورة يوليو لم تفد الأدب، بسبب أزمة الحرية، وحصره فى أدب محاربة الجثث الذى يشتم أيام الملك، أدب تحايلى يغمز ويلمز، أدب الرفض الذى يكتبه الشباب، والذى رغم جمال بعض نماذجه، فهو أدب معزول عن القراء لا يفهمه أحد، وأدب التملق الذى يهدف إلى التقرب من السلطة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة