الدروس المستفادة من انتخابات الفرانكفونية

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014 05:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نهاية نوفمبر الماضى اجتمع قادة منظمة الفرانكفونية (الدول الناطقة بالفرنسية) فى العاصمة السنغالية داكار، لبحث عدة ملفات من أهمها اختيار أمين عام جديد للمنظمة خلفاً للسنغالى عبده ضيوف، ودارت المنافسة بين خمسة مرشحين، وانتهت إلى اختيار الكندية من أصل هايتى ميشال جان أمينة عامة للمنظمة، لتكون أول امرأة وأول شخصية غير أفريقية تتبوأ هذا المنصب، هذا الاختيار كان مثار تساؤل الكثيرين، خاصة أن أربعة مرشحين أفارقة تقدموا للترشح، فهل خذلتهم الدول الأفريقية التى تمثل %90 من أعضاء المنظمة ومنحوا ثقتهم للكندية؟ وهل فقدت أفريقيا سيطرتها على المنظمة بعدما تعاقب على أمانتها العامة أفريقيان منذ استحداث منصب الأمين العام للفرانكفونية عام 1997، حيث اختير الدكتور بطرس بطرس غالى وخلفه الرئيس السنغالى السابق عبده ضيوف؟!

الإجابة على هذه التساؤلات ربما تهدينا إلى كيف يفكر العالم من حولنا، وكيف نستفيد نحن فى مصر من آلية التفكير هذه فى معاركنا الانتخابية المقبلة على بعض المناصب الدولية التى ننوى دفع مرشحينا للتنافس عليها مثل منصب مدير عام منظمة اليونسكو، وربما تكون هادية لوزارة الخارجية المصرية المسؤولة عن ترشيحاتنا.

الدرس الأول الذى يجب أن نتعلمه هو أن نوحد مواقفنا كأفارقة، فما حدث فى الفرانكفونية كشف بجلاء كيف أن التشتت أضاع على القارة المنصب، حينما خاض المنافسة أربعة أفارقة هم الرئيس البوروندى السابق بيار بويويا، والكاتب والدبلوماسى الكونجولى هنرى لوبيس، ورئيس الوزراء السابق فى جزر موريشيوس جان كلود دولستراك، والوزير السابق فى غينيا الاستوائية أوجوستان نزى نفومو، فحينما عجزت الدول الأفريقية عن التفاهم على مرشح واحد بين المتنافسين الأربعة من القارة، منحوا الثقة للمرشحة الكندية.

الدرس الآخر متعلق بأعمار من تقدموا للترشيح، فحتى إذا لم يحدث هذا التوافق الأفريقى على المرشحة الكندية، وخاض المرشحون الأفارقة معركة التصويت، لكانت النتيجة معروفة سلفاً، فأعمار المرشحين الأفارقة لم تعد تناسب التفكير الحالى الذى يسود العالم، وهو إعطاء الفرصة للأجيال الشابة والأجيال الوسطى فى القيادة، فبنظرة لأعمار المرشحين الأفارقة الأربعة مقارنة بالكندية سنكتشف الفارق الكبير الذى ساعد على ترجيح ميشال جان، فرئيس بوروندى السابق لديه 65 سنة، والدبلوماسى الكونجولى (77)، ورئيس الوزراء السابق لموريشوس (66) سنة، والوزير السابق من غينيا الاستوائية (65) سنة، فى حين أن ميشال جان «57» عاماً فقط.

فالشاهد أننا أمام توجه عام فى المنظمات الدولية ظهر بقوة فى التغطية الإعلامية من الصحافة الفرنسية لنتيجة انتخابات الفرانكفونية يؤكد أن معيار السن من المعايير الحاكمة التى يجب النظر إليها قبل الدفع بأى مرشح، وهو ما يجب أن ننظر إليه بعين الاعتبار فى مصر حينما نقرر المنافسة على أى منصب دولى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة