ماتوا التلامذة!..دماء الطلاب بين حوادث الأتوبيسات المدرسية والتسمم الغذائى والبوابات التى تسقط فوق رءوسهم..وتربويون يطالبون بمحاسبة المسئولين.. ويؤكدون: نحتاج إستراتيجية واضحة لتطوير الأبنية التعليمة

الخميس، 06 نوفمبر 2014 02:24 م
ماتوا التلامذة!..دماء الطلاب بين حوادث الأتوبيسات المدرسية والتسمم الغذائى والبوابات التى تسقط فوق رءوسهم..وتربويون يطالبون بمحاسبة المسئولين.. ويؤكدون: نحتاج إستراتيجية واضحة لتطوير الأبنية التعليمة حادث البحيرة - أرشيفية
تحقيق - رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رجعوا التلامذة يا عم حمزة لـ"ربنا" تانى! .. لو كان الشيخ إمام والفاجومى يعيشان بيننا ويشهدان مثلنا فجيعة تلو الأخرى تأكل قلوب أولياء الأمور على أبنائهم الطلاب، فربما قاما بهذا التعديل فى كلمات أغنيتهما الشهيرة "رجعوا التلامذة"، لـتصبح "ماتوا التلامذة"، ليتناسب مع الكوارث التى يتعرض لها طلاب مدارس "المحروسة" هذه الأيام!، والتى تزايدت بكثرة على مدار العام الذى نوشك أن نودعه، وتسارعت وتيرتها بشكل مرعب خلال الأسابيع الماضية ما بين حوادث طرق وتسمم غذائى، وحوادث ناجمة عن الإهمال الجسيم فى تطوير الأبنية التعليمية التى تهدر دماء طلابها فإن لم تسقط نوافذها وبواباتها ونوافيرها فوق رءوسهم ابتلعتهم بالوعاتها متهالكة الأغطية!، ليصبح هذا العام عن جدارة عام حوادث طلاب المدارس، دون أن نشهد محاسبة حقيقية ورادعة لأى من المتسببن عن إراقة هذه الدماء الطاهرة وإفجاع كل هذه الأسر.

الأبنية التعليمية المتهم رقم 1 فى حوادث مقتل الطلاب

تفحم جثة 18 طالبا جراء حادثة البحيرة التى نتجت عن اصطدام عدة سيارات فى وقت واحد منهم أتوبيس المدرسة الأورمان الخاصة الذى كان يقل الطلاب، لم تكن جرس الإنذار الأول الذى يجب أن ننتبه على إثره لما يحدث للطلاب فى المدارس التى تدعى كذبا على جدرانها أنها "جميلة ونظيفة ومتطورة"، وهو عكس ما يشى به الواقع المفجع، فأغلب المدارس المصرية بحاجة لإعادة تطوير أبنيتها التعليمية التى تهدر دماء الطلبة والأدلة على ذلك كثيرة.

"يوسف" اسم واحد لثلاثة عصافير جنة.. الأول سقطت فوق رأسه نافذة والثانى نافورة والثالث بوابة المدرسة!

كتب الطالب "يوسف محمد" الكلمة الأخيرة فى كراسته المدرسية قبل أن يقف ليفتح النافذة لتدخل قليلا من الهواء إلى فصله بمدرسة عمار بن ياسر الابتدائية التابعة لإدارة المطرية التعليمية، لكن ضيفا آخر هو الذى حضر وأخذ روحه الطاهرة بعد أن سقط فوق رأسه زجاج النافذة، واخترقت قطعة زجاج رقبته فى 13 أكتوبر الماضى، لفظ الطالب أنفاسه الأخيرة وهو ينتقل من مستشفى لأخرى، فمستشفى المطرية رفضت استقباله لضعف إمكانياتها ليذهب إلى مستشفى الزيتون، فلا يجد هناك كذلك يد تسعفه فيذهب إلى مستشفى عين شمس التخصصى التى ترفض استقباله حتى يتم الدفع أولا، بينما تتحشرج أنفاس الصبى حتى تتوقف نهائيا بعد أن يصل لغرفة العمليات أخيرا لاستخراج قطعة الزجاج!

لم يمر أسبوع دون أن يلحق به زميله "يوسف زكى" ذو الـ 7 أعوام من مدرسة "الزغيرات الابتدائية" التابعة لمحافظة مطروح الذى سقطت عليه بوابة المدرسة نفسها!! والجزاء الرادع يأتى بعد عدة أيام بتاريخ 20 أكتوبر، حيث يتقرر وقف مديرة المدرسة ومديرة المتابعة لمدة 3 أشهر!

كارثة ثالثة تلحق بهم يصادف أن ضحيتها يحمل نفس الاسم "يوسف" ويهمل أهله نفس الفجيعة، ففى 29 أكتوبر تسقط نافورة على الطالب "يوسف سامح جرجس" بمدرسة باردى الخاصة بالعبور التابعة لإدارة القليوبية، بينما كان يلهو مع أصدقائه وقت الفسحة!

"بيتر" ضحية "سيخ" و"أدهم" صدمته سيارة الوجبات المدرسية

فى أكتوبر الأسود كان الموت مترصدا لمزيد من الطلاب، حيث لقى طالب الابتدائية "أدهم محمد عبد العال" حتفه، بينما كان يجلس فى "أمان الله" على رصيف داخل مدرسة "أمين النشرتى" الابتدائية بأطفيح، وإلى جواره زميله "إبراهيم وليد صلاح"، بعد أن دهستهما سيارة الوجبات المدرسية، فقتلت الأول على الفور وتسببت للثانى فى كسور وشروخ وكدمات، وتبين بعدها أن السيارة التى تزن أكثر من 3 أطنان بدون فرامل!

فى حين كان "بيتر مجدى غنيم" ضحية "سيخ حديدى" سقط بيتر فوقه، بينما كان يقفز من فوق سور مدرسة أحمد بعجت الثانوية.

الوجبات المدرسية.. وجع مستمر فى أمعاء الطلاب
عشرات الطلاب يذهبون للمستشفيات شهريا عقب تناول وجبة التغذية الفاسدة

لا يكاد يمر شهر دون أن نقرأ فيه عن واحدة من حوادث التسمم الغذائى لطلاب المدارس جراء الوجبات المدرسية التى تحمل سما قاتلا وتشكل وجعا مستمرا فى أمعاء التلاميذ، ورأى بعض المسئولين الحل فى وقف توزيع الوجبات، عوضا عن التأكد من سلامها قبل وصولها للطلاب، مثلما فعل محافظ سوهاج بعد نقل 30 طالبا إلى مستشفى طهطا قبل عدة أيام بعد شعورهم فى آلام فى المعدة والقىء المستمر، ليؤكد بعدها المحافظ فى تصريحاته أن الوجبات سليمة وأن الطلاب "بيدلعوا" ويقرر معاقبتهم بوقف توزيع الوجبات!

فى حين شهد أكتوبر المنصرف وحده عدة حوادث تسمم غذائى الأولى شهدتها مدرسة "سعيد باستلى" فى السويس، حيث تسمم 45 طالبا بعد تناولهم للبن المدعم، وفى مدرسة "شبراخيت" بالبحيرة تسمم 30 طالبا آخرين بعد تناولهم للوجبة المدرسية الفاسدة.

وقبل ذلك استقبلت مستشفى الزهور ببورسعيد فى إبريل الماضى 10 طلاب من مدرسة "على سليمان" بعد تعرضهم لتسمم غذائى نتيجة تناول لبن التغذية الذى لم ينوبهم من فائدة سوى القىء وآلام البطن، وفى إبريل الماضى كذلك تسمم 74 طالبا بمدرسة "الملقة" فى البحيرة نتيجة تناول فطيرة عجوة قدمتها لهم المدرسة غير مشكورة.

تسمم 149 طالبا فى مدرسة "الجدية" بكفر الشيخ، حادثة أخرى شهدها شهر مارس الماضى، حيث نقل الطلاب إلى مستشفى بلطيم المركزى عقب تناولهم لبسكويت بالتمر، وفى نفس الشهر تعرض 50 طالبا آخرين للتسمم فى مدرسة "نجع الدموكى" الابتدائية بسوهاج بعد تناولهم للبسكويت المسمم.

فى حين قال حقوقيون وتربويون إنه لابد من مسائلة المسئولين سياسيا وجنائيا على حوادث المدراس، وأن غياب العقاب الرادع والاكتفاء بوقف مديرة المدرسة سيؤدى لاستمرار حنفية الدماء، حيث أوضح "أحمد مصلحى" المستشار القانونى لائتلاف حقوق الطفل لـ"اليوم السابع": "المسئولية الجنائية فى هذه الحوادث لا تقع فقط على رقبة مدير المدرسة أو حتى مدير الإدارة التعليمية، لكنها تطال وزير التربية والتعليم الذى لابد من أن يتم محاسبته جنائيا على كل هذه الحوادث، فهو المسئول الأول عن تأمين أرواح الطلاب وسلامة الأبنية التعليمية"، مشيرا إلى أن الوازرة الحالية ليس لديها رؤية للتعاون مع الهيئات والجهات الأخرى المتعلقة بحماية وحقوق الطفل مثل وزارة الداخلية ووزارة الصحة والمجتمع المدنى والجمعيات الأهلية.

وأضاف "مصلحى": "الوزارة ينقصها كذلك إستراتيجية لتطوير الأبنية التعليمية المتهالكة وتطوير المناهج الدراسية وإجراءات وسياسات حماية وتأمين الطلاب، إضافة إلى غياب حقوق الطفل عن الإدارات التعليمية وعدم تأهيل أغلب المختصين بتربية وتنشأة الأطفال فهى لا تزال تتعامل بطرق إدارة من أيام الخمسينات ولا تتبع طرق الإدارة المتطورة".

وبالمثل طالب "عبد الحفيظ طايل" مدير المركز المصرى للحق فى التعليم، بالمحاسبة الجنائية لكافة الجهات المسئولة عن دماء الأطفال، قائلا لـ"اليوم السابع: "المسئولية الجنائية فى حادثة البحيرة تقع بالأساس على وزارة التربية والتعليم ووزارة النقل، بسبب الإهمال الجسيم الذى أدى إلى الموت، ولا يجب الاكتفاء بالمسائلة السياسية لوزير التعليم لكن يجب مسائلته جنائيا هو وكافة الجهات المسئولة بشكل مباشر عن حوادث الطلاب سواء بسبب الإهمال فى تطوير المنشآت التعليمية وصيانتها أو بسبب عدم الرقابة على الوجبات الفاسدة التى تقدم للأطفال، حتى يشكل ذلك رادعا لعدم استمرار هذه الحوادث، وبعدها يمكننا الحديث عن أى تطوير فى الأبنية التعليمية أو السياسات والإستراتيجيات".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة