وفاة الشاعر اللبنانى سعيد عقل عن عمر 102 عام.. أبرز الشعراء العرب المعاصرين.. وصاحب المأساة الشعرية لقب فى طفولته بالشاعر الصغير.. و"خماسياته" تمثّل التفرُّد العالمى فى الشّكل الشِعرى

الجمعة، 28 نوفمبر 2014 12:47 م
وفاة الشاعر اللبنانى سعيد عقل عن عمر 102 عام.. أبرز الشعراء العرب المعاصرين.. وصاحب المأساة الشعرية لقب فى طفولته بالشاعر الصغير.. و"خماسياته" تمثّل التفرُّد العالمى فى الشّكل الشِعرى الشاعر اللبنانى سعيد عقل
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غيب الموت صباح اليوم الشاعر اللبنانى سعيد عقل عن عمر ناهز 102 عام، وولد فى 4 يوليو 1912 بزحلة، إحدى أقضية محافظة البقاع بلبنان، يعتبر من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، عمل فى التعليم والصحافة، وقد كان من أعظم الشعراء الموجودين، وقد لقب بالشاعر الصغير نسبة إلى أنه كان شاعرا منذ طفولته وقد تميز شعره بالتجديد.وكان الله قد وهبه إطلالةً فريدةً، ونبوغاً أكيداً، فتمَّت له النعمّة، وَبَرَز متفوقاً.

بدأ دراسته فى مدرسة الإخوة المريِّـميين فى زحله، حتّى أتمَّ المرحلة الثانوية، وكان يعتزم على أن يلتحق بكلية الهندسة، إلاّ انَّه وهو فى الخامسة عشرة من عمره واجه والده أزمة مالية كبيرة، فاضطرَّ سعيد عقل أن يترك المدرسة ليتحمّل مسئولية ضخمة وأعباء أسرته، فعمل فى الصحافة فى زحله، لكنّه استقر فى بيروت بالثلاثينَّيات، وعبر من خلال كتابته عن وجهة نظرة بكل صراحة وجرأة من خلال صحف عديدة منها "البرق، المعرض، لسان الحال، الجريدة"، ومجلَّة الصَّيّاد.

التحق بعد ذلك بمدرسة الآداب العليا، كما درّس تاريخ الفكر اللُّبنانى فى جامعة الرُّوح القُدُس وألقى دروساً لاهوتيَّةً فى معهد اللاّهوت فى مار انطونيوس الأشرفية، وكان قد قرأ روائع التُّراث العالمى شعرا ونثراً، فلسفةً وعلماً وفناً ولاهوتاً فغدا طليعة المثقَّفين فى هذا الشرق، وتعمّق فى اللاّهوت المسيحى حتّى أصبحَ فيه مرجعاً.

وأخذ عن المسيحيّة فى جملة ما أخذ، المحبّة والفرح، والثَّورة أوانَ تقتضى الحال ثورةً تكون وسيلة للسَّلام، كما درس تاريخ الإسلام وفِقْهَهُ.

ولقد أعطى سعيد عقل ذاته التطلُّب الطَّامح، والرؤيا الكبيرة، والتَّعب على شغل شخصيَّته ورَصْفِها مثلما يُريدها أن تكون كما شُغِف بالنَّزعة المثاليّة، وانتدب نفسه شأن الكبار فى الدنيا لمهّامَّ جُلّى، فأنشَأ سنة 1962 جائزة شعريّة من ماله الخاص قَدْرُها ألفُ ليرة لبنانية تمنح لأفضل صاحب أثر يزيد لبنان والعالم حُبّاً وجمالاً.

فى الثَّلاثينيَّات (1935) أطلع سعيد عقل "بنت يَفتاح" المأساة الشَّعرية، وهى أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكيّة ذات المستوى، وقد نالت يومذاك جائزة "الجامعة الأدبية" وفى الثَّلاثينيَّات أيضاً انفجرت قصيدته "فخر الدين" المطوَّلة التاريخية الوطنيّة فبرهنت أنَّ الشِعر يقدر أن يؤرّخ ويَظلَّ شعراً مُضيئاً، وأن يسرد قِصّة، متقيّداً بالأصول ويظلّ مؤثراً.

وفى سنة 1944 أطلت مسرحيّة قدموس، عمارةً شعرية ذات مقدمّة نثريّة رائعة، وبدأ سعيد عقل يكون مهندس النفس فى الأمّة اللبنانية، إنّ قدموس، لون جديد من الملاحم التلا تهزّ ضمير الأمّة وتشكّ لبنان على عرش من عروش الشّعر فى العالم، وإن يكن سعيد عقل قد سمّاها مأساة.

سنة 1960 صدر كتاب "كأس الخمر" وهو يتضمّن مقدّمات وضعها سعيد عقل لكتب منوّعة، وشهد بها لشعراء وناثرين، مبرزاً مواهبهم، مقيّماً انتاجهم، وناهضاً بالنقد الأدبى، وبمقدمّات الكتب إلى مستوى نادر فى النّثر الحديث.

وبعدها بعام صدر له كتاب "يارا" وهو شعر حبّ باللغة اللبنانيَّة، قصائد تجمع بين البساطة ومُناخ الخمائل، تُكوكب البال وتسكُبُ خمراً جديدة فى كؤوس من زنابق.

أما سنة 1974 صدر كتاب "كما الأعمدة" وهو بعلبكّ الشعر وقد سجلت فيه روعة العمار، ودقّة الجمع بين الفخامة والغِوى، وإنَّك لتشهد فى هذا الكتاب تخليداً لكل شاعر تكَّم عنه سعيد عقل، وفى هذه القصائد يتحدّى سعيد عقل نفسه مرّة بعد مرةٍ فيعلو على ذاته بخيال يسابق خياله ويمزج بين التراكيب الفصحية وتراكيب اللغة اللبنانية احياناً، مما يقرِّب شعره من الحياة ويمنحه نكهة جمالية فريدة.

ومن كتبه كتاب "خماسيَّات" وهو مجموعة أشعار باللغة اللبنانية والحرف اللبنانى، صدر سنة 1978، وكتاب خماسيّات الصبا باللغة الفصحى، وقد صدر سنة 1992. وهذه الخماسيّات باللغتين اللبنانيّة والفُصحى تمثّل ذُروة الكثافة فى المضمون، كما تمثّل التفرُّد العالمى فى الشّكل الشِعرى الذى يَحبِسُ جزءاً من عمر فى عبارات لا طويلة ولا قصيرة. وإنّما هى بمعدّل ما يتوقَّعها السَّمع تنتهى فعلاً ويرتاح الشّاعر حين تنفجر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ننننن

من اقارب الشحرورة

من اقارب الشحرورة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة