مؤتمر "المسيحيون وربيع العرب 2" يقر بضرورة تعزيز فكرة المواطنة

الأحد، 23 نوفمبر 2014 07:34 ص
مؤتمر "المسيحيون وربيع العرب 2" يقر بضرورة تعزيز فكرة المواطنة المسيحيون العرب "أرشيفية"
عمان (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمع مشاركون فى مؤتمر "المسيحيون وربيع العرب 2"، الذى انطلقت فعالياته أمس السبت فى العاصمة الأردنية عمان ويستمر لمدة يومين، على ضرورة تعزيز فكرة المواطنة لمحاربة التطرف والتعصب الدينى وأهمية الاعتراف المتبادل بين الطوائف الدينية المختلفة فى المنطقة العربية لبناء مجتمعات صحية قادرة على العيش والانسجام.

وأكد المشاركون على أهمية تعميق وتطوير الحوار المسيحى المسيحى لبناء رؤية مشتركة عن حقوق المسيحيين ومطالبهم، ومعالجة الاختلالات القائمة حاليا والسعى إلى تجسير الفجوة بين الكنيسة وبعض رجال الدين من جهة والأجيال الشابة من مسيحيى البلاد..مشددين على القيام بأوسع حملات التعبئة وحشد التأييد لإبقاء المسيحيين العرب فى مدنهم وقراهم، ووقف نزيف الهجرة والتفريغ الذى يتهدد مستقبل المسيحيين فى البلاد.

ومن جهته..قال عريب الرنتاوى مدير مركز "القدس للدراسات السياسية" فى الأردن، الذى ينظم المؤتمر بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية وصندوق "دانميشن" لدعم مبادرات الحوار بين الأديان فى الشرق الأوسط والدنمارك، إن اجتياز المرحلة الراهنة لن يتم إلا بالحوار والمشاركة الفاعلة للجميع دون إقصاء لأن نتائجها ستكون كارثية.

وتحدث الرنتاوى عن الدور النهضوى التأسيسى للمسيحيين العرب فى صوغ تاريخ الأمة وبناء مشروعها النهضوى والتنويرى والوقوف عن كثب لتشخيص أدق المشكلات والتحديات التى تجابه هذا المكون الرئيسى من مكونات الأمة العربية.

وقدم هانى دانيال صحفى ومسئول وحدة الأقليات فى المركز العربى للبحوث والدراسات عضو نقابة الصحفيين وعضو اتحاد الصحفيين العرب ورقة إلى المؤتمر بعنوان "المسيحيون فى مصر..الواقع والمأمول لاهوت الألم والصلب".

وشددت الورقة على أن الوضع المأساوى الذى يعانى منه المسيحيون فى سوريا والعراق يزيد من التحديات التى تواجه مسيحيى مصر ويلقى بظلال قاتمة على مستقبلهم السياسى والاجتماعى والثقافى.. لافتة إلى أنه بالرغم من مقتل عدد من المسيحيين فى فعاليات سياسية وجرائم طائفية عنيفة خلال السنوات الماضية وزيادة عددهم فى فترة ما بعد 25 يناير إلا أن غالبية أهالى الشهداء لم يتركوا وطنهم ولم يهاجروا للخارج رغم الفرص التى سنحت لهم.

وقالت إنه على الرغم من اختلاف أوضاع الأقباط الاقتصادية والاجتماعية فى الفترات السابقة إلا أن كثيرا من المتابعين يرون أن فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى التى لم تستمر أكثر من عام "يونيو 2012 يونيو 2013" كانت الأكثر مرارة فى نفوس الأقباط لما شهدته من تمييز واضح من مرسى والجماعة مرورا بخطابات التحريض والزعم بوجود رغبة مسيحية ليبرالية لإفشال الحكم الإسلامى ومنع نجاح مشروع النهضة.

ومن جانبه..أكد الممثل الإقليمى لمؤسسة "كونراد أديناور" أوثمار أورينج على أهمية المؤتمر مع تطور الأحداث بالنسبة للوجود المسيحى فى المنطقة وعلى الأخص فى العراق وسوريا الذى يبدو أن تواجدهم هناك يقترب إلى نهاية مأساوية فى المستقبل القريب..معربا عن رفضه لمشروع "سهل نينوى" الذى يمنح العراقيين المسيحيين والأقليات الأخرى منطقة آمنة فى السهل الخاضع لسيطرة قوات البشمركة الكردية لأنه يسهم المشروع بتقسيم العراق ويكرس الطائفية.

وتحدث النواب اللبنانيون إميل رحمة، إيلى مارونى، وإنطوان زهرة عن فرص بناء توافقات مسيحية مسيحية فى لبنان والتحديات جراء صعود تيارات إرهابية على مسيحيى لبنان وأهمية التصدى لها..محذرين من مخططات قديمة لتفريغ الشرق العربى من المسيحيين.

ولفت رحمة إلى أن هناك قضية مركزية يواجهها المسيحيون فى المنطقة تتمثل فى تصاعد الموجة الإسلامية المتطرفة التى يقودها تكفيرون، والذين تجاوز خطرهم الآخر المختلف ليشمل المسلمين أنفسهم.

ونبه إلى أن المسيحيين وجدوا أنفسهم فى غمرة هذه الأحداث ما بين مطرقة الإرهابيين الذين سعوا ويسعون إلى اقتلاعهم واجتثاثهم من الجذور وبين سندان الأنظمة المسماه بالاستبدادية وبالتالى أصبح عليهم أن يختاروا بين الاثنين..لافتا إلى أن لبنان تحول بفعل الأحداث المسماه "زورا" ربيعا عربيا إلى بلد لجوء لمسيحيى العراق وسوريا على أمل أن يكون محطة تسفير لهم لبلدان الهجرة الدائمة.

وقال رحمة إن هناك مخططا صهيونيا لإفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين، بدأ العمل عليه منذ الربع الأول من القرن العشرين المنطوى، ومع ذلك فقد تنبه إليه عدد كبير من رجال الدين المسيحيين.

وشدد على أن الوقت لم يعد للتفاخر ولا للمباهاه ولا لاستحضار صور زاهية من الماضى اللبنانى، بل يتطلب مواجهة تحديات التوافق الوطنى العريض بين المكونات اللبنانية وتوسيع فرص التى بدأت تضيق بفعل انعكاسات الأحداث فى الإقليم على لبنان.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة