يوسف الحسينى

هل ما زال العيان يفعلها بالميت؟

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 08:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند قراءة العنوان أرجو عزيزى القارئ ألا يشطح بذهنه بعيدا ليصل إلى المثل الشعبى المصرى المعروف، فالكاتب لا يريد لك أن تفكر فى هذه الأمور لأنها مضيعة للوقت، ناهيك عن بشاعة التصور فى حد ذاته.. فماذا عن الفعلة ذاتها!! وبالتأكيد لا توجد هناك نية لربط العنوان بالعلاقة التى تجمع الحكومة العيانة بالشعب الراقد على فراش الموت، فلا الحكومة المصرية عيانة ولا نحن كشعب نعانى من سكرات الموت!! كما أن الغرض من كتابة هذا المقال ليست السياسة اللعينة التى لا يجب أن نتكلم فيها كثيرا لأن الحكومة «بتتقمص».. لماذا لا نتكلم عن روعة التنزه فى شوارع القاهرة الساحرة ليلا وخاصة بعد الـ12 ليلا حيث تكاد تخلو الشوارع من كل شىء إلا المطبات طبعا، فالسيد سعد الجيوشى رئيس هيئة الطرق والكبارى صرح علنا بأن رصف الطرق رصفا جيدا سيدفع بالسائقين للاندفاع والتهور مما قد يتسبب فى حوادث أكثر من المعدل الحالى وهو التصريح الذى ما إن تفوه به أى مسؤول فى دولة تحترم شعبها لتمت إقالته من رئيس الحكومة فورا لكن «محلب» لا يستطيع أن يقوم بذلك حتى يتلقى التوجيهات من رئيس الجمهورية أولا، فهكذا يحرص رئيس حكومتنا دائماً على ألا يحرك ساكنا حتى فى حالات الكوارث إلا إذا أخذ الإذن الأول أو التوجيهات من الرئيس طبقا لمنطوقه هو!! «ما شاء الله.. حاجة تفرح». ما الذى يفعله الكاتب الآن وقد ضبط نفسه متلبسا بالحديث فى السياسة ونقد الحكومة بعد أن كان قد قرر بأن يكتب فى غيرها؟! عليه إذا أن يبتعد عن الحديث حول هذه الملعونة «السياسة» وأن يحدث القارئ السعيد عن جمال وطننا وتحديدا فى صعيده الممتلئ جمالا لا ينسى خاصة عندما تتداعى فى الذهن ذكريات رحلة منتصف العام الدراسى فى المرحلة الثانوية فقد كان القطار يأخذ التلاميذ من محطة الجيزة لينطلق جنوبا حتى يصل إلى أسوان مرورا بخط محافظات الصعيد واحدة تلو الأخرى ليبدأ تهدئة سرعته فى قنا التى سرق خط سكتها الحديدية - 200 كم - والذى يربطها بمدينة سفاجا على ساحل البحر الأحمر فى غياب كامل لأى شكل من أشكال الدولة وهيمنتها وسيطرتها التى تبدأ باحترام أصغر فرد فى هيكلها الوظيفى - غالبا مجند أمن مركزى - منذ 2011 وحتى يوم الأحد 2 نوفمبر 2014، ما يعنى أن السرقات استمرت بعد 30 يونيو 2013 لتخسر الدولة ما يقترب من 700 مليون جنيه مصرى فقط لا غير وتقريبا مساويا لحجم التعويضات التى ستصرف للمواطنين الذين يتم تحريكهم فى سيناء أو بناء 7000 وحدة سكنية للغلابة أو تقديم 234 ألف قرض لمشروع متناهى الصغر، فهل فكرت الحكومة فى ذلك وهى منشغلة بحربها على الإرهاب؟!!

هذا كله عبث غير مجدٍ وعلى الكاتب أن يلتزم بالابتعاد عن السياسة ليقص على القراء حكاية عشقه لقراءة أحوال الحضارات القديمة وكيف قامت الدول واندثرت الامبراطوريات وهو ما نطلق عليه القراءة فى التاريخ والتى تعد فى قرارة نفس الكاتب القراءة الأمتع على الإطلاق وفى هذا الحديث يجب أن لا ينسى الاستاذ «عوض فرج فانوس» أستاذ التاريخ الذى علم أجيالا من طلاب المدارس الثانوية فى فترة التسعينيات عندما كانت المدارس المملوكة للدولة بها نزر قليل من جودة الماضى قبل أن تقع بوابات المدارس على التلاميذ فتقتلهم كما حدث فى إحدى مدارس «مطروح» منذ حوالى 15 يوما أو يتفتت الزجاج فى أعين الأطفال أو حتى أن تنزل بعض من شرائحه على عنق آخر فتنحره فلا يتمخض الجمل إلا ليلد لنا فأرا متمثلا فى تصريحات وزير التعليم إلى قرر أن يشكل فى كل مدرسة لجنة لتراجع على لجان هيئة الأبنية التعليمية والتى من المفترض بل وبمخاطبات رسمية كانت قد قامت بالمراجعات المطلوبة، يأتى كل هذا فى ظل تفاخره اللافت ببناء أكثر من 1100 مدرسة فى أقل من عام - وحده الله يعلم كم من تلك المدارس جاهزة وآمنة للاستخدام دون أن تقع على رؤوس روادها من تلاميذ وأساتذة - وكأنه جايب الديب من ديله مش فلوسنا التى يهدرها وتزهق بها أرواح الأطفال. لا يجد الكاتب فى نفسه شهية للكتابة عن إخفاقات الحكومة المتتالية والتى من الممكن تفهمها فى ظل وجود مسؤول يفهم حجم إخفاقاته ويتعامل معها على المستوى المطلوب لا بالإنكار والتصريحات التى لا تجر سوى الخيبات دون إيجاد حلول جذرية، فالكمال المطلق لا مكان له على ظهر البسيطة وخاصة فى حالة وطننا الذى يعانى من انهيار خدمى متراكم على مدار أكثر من 40 عاما ومنظومة فساد وتراخٍ وظيفى داخل أجهزة الدولة منذ ما يزيد عن 50 سنة كما يعانى أيضاً من حكومة ترى أن عرض الإعلام لمشاكل الوطن هو ضرب من ضروب المبالغة ولا يجب عليه سوى عرض الإيجابيات فقط، والمسألة ليست فى الحكومة وحدها بل يمتد الأمر إلى الرئيس الذى يتابع هذا ولا يقيل مقصرا بل يكتفى بنصح غير مباشر خلال خطاب عام يدعو فيه المقصرين للاستقالة، لا يخفيكم الكاتب سرا، فلم ينتخب رئيسه الحالى ليسكت عن المقصرين دون حل حاسم قاصم بل لم ينتخب رئيسه الحالى ليجد الوزراء يسبحون بحمده على الشاشات ولم ينتخب رئيسه الحالى ليجد أراذل القوم وأتفههم يحتقرون من الدستور ويمتهنونه يوميا على الفضائيات دون محاسبة، لا يمكن أن تتسع السطور الآن لأسباب انتخاب أو أسباب سقوط الأحلام من سماء حلقت فى أعلى قبتها دون لحظات شك لا شية فيها ولكن تظل النصيحة الأخيرة فى هذا الصدد للعيان الذى اختلت تركيبته النفسية بقدر جعله يقوم بفعلته مع الميت الذى لا حول له ولا قوة فقد سلبت منه الروح، إلا أن الموتى يقومون من مراقدهم فى نهاية الأمر فتلك هى معجزة الخالق وعندها سيقومون بالانتقام من العيان.. ترى هل ستدور عليه الدائرة؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم ذكى

عيب

عيب ياجو

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

يوسف يا حسيني - الدولة اولا

عدد الردود 0

بواسطة:

رضاك ياالله

على رأى الكاتب الإنتقاد فضيلة كى نصلحه أو لا نقع فيه مرة أخرى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة