لأول مرة بعد 15 عاماً مسيحيو الشرق يرفضون تقديم الخد الأيسر..جماعات مسيحية تهدد داعش بالسلاح..جماعات قتالية بإشراف البشمركة فى العراق.. وشبح الحرب الأهلية يخيم على لبنان

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2014 12:50 م
لأول مرة بعد 15 عاماً مسيحيو الشرق يرفضون تقديم الخد الأيسر..جماعات مسيحية تهدد داعش بالسلاح..جماعات قتالية بإشراف البشمركة فى العراق.. وشبح الحرب الأهلية يخيم على لبنان تنظيم داعش
كتبت - إنجى مجدى "نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مضى نحو 15 عامًا على المرة الأولى التى يحمل فيها مسيحيو الشرق الأوسط السلاح، يبدو أن تصاعد الأحداث بعد امتداد نفوذ تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام، المعروف بـ«داعش» ينبئ بتكرار الأمر لكن هذه المرة ربما يمتد ليشمل مجتمعات مسيحية أوسع.

كانت المرة الأولى حين رفع مسيحيو لبنان، السلاح خلال الاضطرابات المدنية التى استمرت 15 عاما وانتهت عام 1990، ولكن هذه المرة، بحسب تقارير صحفية أمريكية، ففضلا عن المسيحيين فى لبنان فإن مسيحيى العراق يتجهون للأمر ذاته فى مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذى يسيطر على أراض واسعة تمتد من شرق سوريا حتى وسط العراق.

ومنذ دخول داعش الأراضى العراقية والسيطرة على مدينة الموصل وأجزاء واسعة من البلاد، فإنه يشن أعمالا وحشية تمثل جرائم ضد الإنسانية، وتشمل ممارسة قطع الرؤوس الفظيعة وحرق الكنائس وأعمال قتل واغتصاب ونهب للأقليات الدينية فى العراق.

وفر آلاف العائلات المسيحية والأيزيدية من منازلهم وقراهم منذ سيطرة التنظيم الإرهابى على البلاد، لكن الموصل باتت وغيرها من المناطق التى تقع تحت سيطرة داعش، شبه خالية من المسيحيين بعد أن أمهل التنظيم، فى يوليو الماضى، المسيحيين 24 ساعة للاختيار بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية وإما القتل، مما دفع من تبقى فى الداخل إلى الفرار لإقليم كردستان فى الشمال وهو الأمر الذى تكرر مع الأزيديين، والذين تم خطف المئات من نسائهم وبيعهن سبايا للتنظيمات الجهادية الأخرى.

ورغم الضربات الجوية الأمريكية على مواقع داعش منذ مطلع، أغسطس الماضى، فإنها لم تحقق نتائج بارزة على أرض الواقع لهزيمة التنظيم، ولا تزال الأقليات هى الضحية الوحيدة للصراع وسط صمت دولى دام طويلا، أو اقتصر على بيانات الشجب والاستنكار.

وتحت وطأة الخوف من محو تاريخهم على يد جماعات متطرفة، ربما يندفع المسيحيون إلى ضرورة الدفاع عن حضارتهم وثقافتهم، التى يجرى تدميرها عبر رفع السلاح.

وبحسب موقع «ناشيونال جيوجرافيك» فإنه يجرى تشكيل بعض الجماعات المسيحية فى شمال العراق للدفاع عن أراضيهم ضد تهديدات المتطرفين، ولاسيما تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذى يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق.

وأشار الموقع الإخبارى إلى أن الآشوريين فى العراق والمسيحيين بشكل عام، يخشون على وجودهم الآخذ فى التقلص داخل هذا المجتمع تحت التهديد الشديد من تنظيم «داعش»، إذ إن قسوة ووحشية التنظيم الإرهابى تجاه الأقليات الدينية فى البلاد دفعت بعض المسيحيين لاتخاذ خطوة غير معتادة فى تاريخهم حاملين السلاح دفاعا عن أنفسهم وأراضيهم وتدريجا ربما يتجهون إلى حكم أنفسهم بأنفسهم، خاصة مع مطالبة البعض بفرض منطقة حظر جوى على غرار تلك التى أنشأتها القوى الغربية عام 1992 لحماية الأكراد فى الشمال والشيعة المسلمين فى الجنوب من قوات الرئيس الراحل صدام حسين.

وبحسب هنرى سركيس، المسئول فى الحزب، فإن الحزب الوطنى الآشورى، بإحدى المنظمات السياسية الآشورية، قام بتسليح وإرسال قوة من 40 شخصا للالتحاق بقوات البشمركة الكردية التى تقاتل شمال غرب العراق، فى أول تحرك من هذا القبيل من قبل المسيحيين العراقيين منذ أن خاض بعضهم قتالا، لفترة وجيزة، إلى جانب الأكراد ضد الرئيس الراحل صدام حسين.

وقال سركيس، من مقر حزبه فى دهوك، المحافظة الشمالية فى المنطقة الكردية شبه المستقلة على الحدود مع سوريا وتركيا، إن الرجال الـ40 هم «الموجة الأولى»، وتتبنى الوحدة اسم Dukha، وهى كلمة آشورية تعنى «التضحية».

وتابع: «لقد واصلنا الحديث عن يسوع والسلام، ونحن الآن وصلنا إلى نقطة أن هذا وحده ليس كافيا.. لقد انتهى عصر الجلوس ونحن ننتظر من البشمركة أن يستعيدوا لنا أراضينا، لقد قررنا أن بقدراتنا المحدودة سوف نحاول أن نشارك».

وأكد أن الحزب اشترى أسلحة بأموال تبرعات أعضائه فى الشتات، ويتطلع لجمع المزيد من الأموال من خلال التبرعات لزيادة مخزونها. وتقف قوة «التضحية» فى الخط الأمامى حول بلدة الشرفية، بجانب قوات البشمركة.

لكن فى أجزاء أخرى من دهوك، وراء جدران خرسانية عالية من مقر الحركة الديمقراطية الآشورية، أكد فريد يعقوب أن حزبه يتحرك نحو تسليح رجاله. وبحسب تقرير ناشيونال جيوجرافيك فإن الحركة جمعت أسماء أكثر من 2000 متطوع من دهوك وحدها. لكن على نقيض الحزب الوطنى السريانى، فإن يعقوب يجند رجالا لحماية المناطق المسيحية التى استعادتها قوات البشمركة من داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة.

وهذه الخطوات تمثل تحولا كبيرا محفوفا بالمخاطر فى موقف المسيحيين فى العراق، إذ إن حمل السلاح يحولهم إلى شركاء مباشرين فى الصراع، وربما يعتبرون أهدافا مسلحة بدلا من مجرد معارضة أيديولوجية للمتشددين. فالمشهد أكثر تعقيدا من مجرد الدفاع عن النفس، إذ إن تخلى المسيحيين عن السلمية ربما يسحب التعاطف الدولى عنهم، فيما أن قتالهم مع جماعات سنية متطرفة قد يزيد الغليان الطائفى فى المنطقة لاسيما عندما يكون أولئك مدعومون من قوة غير سنية.

وبحسب تقارير إعلامية غربية فإن مسيحيى العراق يحاولون الاستفادة من نظرائهم فى لبنان، فعقب سقوط الموصل، استقبلت الحركة الديمقراطية الآشورية وفدا من القوات اللبنانية، الحركة المسلحة التى تحولت لحزب سياسى، كما أرسلت الحركة العراقية مندوبين إلى لبنان للقاء الحزب ذلك للاستفادة من خبرتهم فى الدفاع عن أنفسهم.

وبحسب تصريحات صحفية، نٌشرت فى وقت سابق من الشهر الماضى، أكدت أنطوانيت جعجع، المتحدثة باسم القوات اللبنانية، اللقاءات. وقالت إنها تأتى جزءا من سلسلة لقاءات أجراها الحزب مع قادة روحيين وسياسيين مسيحيين من نينوى وكردستان، فضلا عن الأحزاب الكردية.

وتوضح جعجع: «هناك وجهات نظر مختلفة بين مسيحيى العراق. وحزبنا أبلغهم بضرورة التوحد. قلنا لهم إنهم إذا ما اتفقوا على موقف واحد فسنقف معهم ونساعدهم».

وأضافت أن هذه المساعدة يمكن أن تكون سياسية، فى شكل من أشكال الضغط على اللاعبين الدوليين والإقليميين، أو إنسانية وإذا ما كانوا يريدون حماية أنفسهم فسنقدم خبراتنا، لكن عليهم أولا تحديد أفضل الحلول لإبقاء المسيحيين فى وطنهم، تقول السياسية اللبنانية.

لكن يبدو أن الأمر لا يقتصر على مسيحيى العراق، فلقد عاود مسيحيو لبنان، وتحديدا أولئك الواقعين على الأطراف الحدودية مع سوريا حيث تعرضت قرية عرسال قبل شهر لهجوم مسلحين إسلاميين، لتسليح أنفسهم، فبحسب تقرير لوكالة الأسوشيتدبرس هذا الأسبوع، فإن مسيحيى قريتى «قاع» و«راس بعلبك» يتجهون لتسليح أنفسهم ضد الخطر المحتمل من الجماعات الجهادية المتطرفة فى سوريا، مشيرة إلى ارتفاع مبيعات الأسلحة فى السوق السوداء داخل البلاد.

وقال أحد سكان القرية: «نعلم جميعا أن أولئك المتطرفين إذا جاءوا فسوف يشقون رقابنا دون سبب». ولم يلجأ المسيحيون إلى تسليح أنفسهم منذ نهاية الحرب الأهلية فى لبنان عام 1990، لكن الآن، مع تزايد الهجمات على الجماعات المسيحية عبر العراق وسوريا، فإنهم يشعرون بالحاجة إلى حماية أنفسهم.

وأكد الناشط اللبنانى سليمان سمعان أن المسيحيين يحاولون فقط حماية أنفسهم. قائلاً: «نحن لا نريد مهاجمة أى شخص ولا نريد من أحد مهاجمتنا»، وتقول الوكالة إن جهود التسليح هذه ترعاها ميليشيات لبنانية يسارية وشيوعية، جنبا إلى جنب مع حزب الله، الذى يلعب دورا غير مباشر فى الجهود، باعتبار هذه القرى الحدودية هى خط الدفاع الأول عن البلدات والقرى الشيعية فى منطقة البقاع شرق لبنان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة