رغم أن حرب أكتوبر كانت فى الأساس معركة أسلحة مشتركة، تضافرت فيها جهود كل الأسلحة لتعزف مقطوعة متناغمة بصرامة، إلا أن أسلحة بعينها نالت شهرة محلية وعالمية لمشاركتها فى هذه الحرب، ولا يعود ذلك إلى السلاح نفسه وحداثته بقدر ما يرجع لطريقة استخدام جنودنا لهذه الأسلحة بصورة غيرت التفكير العسكرى العالمى .
صوراريخ سام 6
سام 6.. أصابع الشيطان
كان حائط الصواريخ هو عماد خطة حرب أكتوبر، حيث كانت الخطة تقضى ببساطة –حسب ما كتبه واضعها الفريق سعد الشاذلى - العبور بخمس فرقة قوامهم 100 ألف رجل وأكثر من ألف دبابة 10 آلاف آلية لاحتلال شريط بطول خط جبهة القناة وبعمق من 13 إلى 15 كيلو شرقا، فى حماية حائط منيع من الصواريخ المضادة للطائرات، وقد حدد عمق 15 كليو، لأن هذا هو أقصى مدى لحائط الصواريخ، وبعدها تخرج القوات من مظلة الحماية لتواجه الطيران الإسرائيلى المتفوق.
وكان حائط الصواريخ يتكون من تشكيلة تغطى كل الأمدية من العالية حتى شديدة الانخفاض هى بالترتيب سام 2 و3 و6 و7، بالإضافة للمدفعية بكل أنواعها وأعيرتها، لكن أحدث وأخطر هذه التشكيلة هو الصاروخ المرعب سام 6 ذاتى الحركة .
صواريخ بوك إم الوريث الشرعى لـ"سام 6" ويخدم فى مصر
مثل صاروخ سام 6 أسوأ كوابيس الطيارين الإسرائيليين، لذلك أطلقوا عليه "أصابع الشيطان"، وصمم سام 6 للدفاع الجوى المنخفض والمتوسط، وكانت المفأجاة التى عانها الطيران الإسرائيلى هى أن مستقبلات الطائرة كانت تجهل أنها أصبحت مستهدفة أوانها حتى تم التصويب عليها من قبل الردارات المعادية، فمن المفترض أن تحذر أجهزة الطائرة الإلكترونية الطيار عندما يدخل فى مدى نيران، لكن فى حالة سام 6 كان الطيارون يصعقون على وقع ضربة هائلة ترج الطائرة وتحولها إلى أشلاء .
وتقول بعض المصادر الإسرائيلية أنه تم إطلاق 95 صاروخا أدى إلى إسقاط 64 طائرة إسرائيلية خلال هذه الحرب وأما المصادر الروسية فتقدر ذلك بنسبة أكبر، ولقد فشلت كل الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية المضادة للإفلات من هذا الصاروخ – سواء عن طريق المناورة أو الإعاقة الإلكترونية - وقبل نهاية الحرب أقر قائد سلاح الجو الإسرائيلى بأن التكنلولوجيا الغربية عاجزة عن حل مشكلة الدفاع الجوى بشكل عام وسام 6 بشكل خاص، ولقد كان من الأهداف الأساسية للثغرة أسر أحد هذه الصواريخ سيلما لدراسته لكنهم فشلوا ولم يحصلوا إلا على صواريخ هيكيلة .
سام 6 أو كوب أو كوادرات (بالروسية: 2?12 ???، لقب تعريف الناتو: Gainful) منظومة دفاع جوى سوفيتية أرض - جو منخفضة إلى متوسطة المدى ذاتية الحركة، طورت المنظومة سنة 1959 وأعدت لكى تستوفى متطلبات الاشتباك الجوى مع أهداف جوية تحلق بسرعة 420–600 م/ث بارتفاع 100 متر إلى 7 كم لمدى يصل إلى 20-24 كم مع إمكانية إصابة الهدف من الصاروخ الواحد بحوالى 70% وتصل إلى 99% بـ 3 صواريخ.
أسقطت منظومة سام 6 أول أهدافها الجوية فى تجرية جرت فى فبراير 1963 خضعت بعدها المنظمومة لسلسلة من التجارب الموسعة حتى دخلت مرحلة الإنتاج فى 1967
والنظام متحرك بكامله، ويمكن نقله جواً، وله إمكانيات برمائية حيث يحمل على هيكل معدل من نوع BT – 76 وتشمل كل وحدة إطلاق ثلاث عربات، كل منها تحمل قاذفاً ثلاثياً، وعربة شاحنة، ثم عربة رادار نوع ستريت فلاش.
وفى مصر، استخدم الرادار B-15، المحمول على ناقلة مع وحدات SA - 6، ولكن رادار التوجيه الأساس هو "ستريت فلاش" الذى يتميز بهوائيين أساسيين محمولين فى الأبراج، ويقوم بواجبات متعددة فيقوم الصحن العلوى بتعقب الهدف المنتخب بشعاع ضيق واحد درجة بذبذبة قدرها 7.7 - 8 هرتز، وينقل تعليمات التوجيه إلى المقذوف بذبذبة قدرها 8.5 - 9 هرتز، مع مرونة فى الذبذبة لتغطى نطاقاً واسعاً. والتوجيه النهائى النصف الفعال من النوع العامل على الموجة المستمرة S W، والذى لم يكن لدى إسرائيل إمكانية لمواجهته فى عام 1973. فيما عدا الرقائق المعدنية التى لم يكن لها قيمة عموماً.
والمقذوف به نظام دفع نفاث تضاغطى/ صاروخى. كان ثوريا وقتها ونقله الغرب عن الروس فى صناعة صواريخهم المشابهة، ويقـوم محـرك الدفـع الذى يستعمل الوقـود الجاف، بتحريك القذيفة بعجلة تزايدية من 20 إلى أن تصل السرعة إلى 1.5 ماخ، ثم باحتراق الوقود بالكامل يسقط المحرك الصاروخى، ويتحول الغلاف بعدها إلى نفاث تضاغطي، يغذى بهواء ساخن من مولد يعمل بالوقود الجاف، ويدفع العجلة التزايدية إلى سرعة ثابتة قدرها 2.8 ماخ.
المواصفات العامة:
• الصاروخ SA - 6 Missile:
الطول : 8.5م
القطر : 0.335م
الوزن عند الإطلاق 599 كجم
التوجيه : رادار أرضى شبة فعال
السرعة القصوى: 2.8 ماخ
أقصى مدى مؤثر: 24000 م
أقل مدى مؤثر: 4000 م
أقصى ارتفاع مؤثر: 14000 م
أقل ارتفاع مؤثر: 100 م – 25 م
زمن التحميل 10 دقائق
• التحكم بالإطلاق: تدفق متواصل غير منقطع ويتم بواسطة رادار فى عربة منفصلة
من أجل كل هذا نال سام 6 شهرة محلية وعالمية لدرجة أن مواطن مصرى سمى ابنه الذى ولد خلال الحرب بـ"سام 6"، ولا يزال يخدم فى الجيش المصرى حتى الآن بعد إجراء عدة تحديثات على مر الزمن، كما أن وريثه "بوك أم 1 و2 " ظهر فى عروض عسكرية حديثة للجيش المصرى وكان جزءا من الصفقة الروسية الأخيرة .
نسخة من صواريخ ساجر
"ساجر" .. "مغتصب" الدبابات الإسرائيلية
لم يكن القادة العسكريون يولون أهمية كبيرة للصواريخ المضادة للدروع قبل حرب أكتوبر، بل أن بعض القادة – ومنهم الإسرائيليون- كانوا ينظرون لهذا النوع من الأسلحة باحتقار، وكانت القاعدة تقول أن الدبابة لا تواجه إلا بدبابة، وعندما تظهر الدبابات فإن جنود المشاة يفرون مهما كان تسليحهم، لكن ما حدث فى حرب أكتوبر كان عكس هذا تماما، حيث كانت الدبابات الإسرائيلية تفر من جنود المشاة المصريين، ولقد أصدر القادة الإسرائيليون أوامرهم لأطقم الدبابات بالبعد مسافة آمنة عن أطقم صيد الدبابات المصرية المسلحة بهذه الصواريخ، وكتبت الصحافة الغربية وقتها أن "صواريخ ساجر المصرية تغتصب الدبابات الإسرائيلية على طول القناة".
"ساجر" هو صاروخ موجه، مضاد للدروع، ينتمى لفئة صواريخ الجيل الأول ويعمل وفقاً لمبدأ السيطرة والمتابعة البصرية، ويسمى بـ"المالتوكا" ويتميز ببطىء سرعته، وتعتمد دقّة الإصابة فيه على مهارة الرامى حيث يتحكم الرامى فى الصاروخ عن طريق سلك من لحظة إطلاقه وحتى وصولوه للهدف، ولقد كانت مهمة اتقان الإصابة بهذه الصاروخ شاقة للغاية ومثلت حديا كبيرا ولقد كان الجندى المصرى يطلق من 20 إلى 25 صاروخ يوميا فى التدريبات، حتى وصل للدرجة المبهرة التى قدمها فى حرب أكتوبر.
بدأ العمل على تطوير هذا السلاح فى شهر يوليو من العام 1960 فى مكتب التصميم الهندسى Kolomna واستند على نسخ غربية من الصواريخ المضادة للدروع الموجهة، مثل الفرنسىEntac والألمانى Cobra . الاختبارات الأولية أكملت فى 20 ديسمبر من العام 1962، ودخل الصاروخ الخدمة فى 16 سبتمبر من العام 1963 .
يحمل الصاروخ فى حقيبة خاصة، والتى تعمل أيضاً كمنصة للإطلاق. ويتكون من جزأين، رأس حربية ذو شحنة جوفاء وصمامة كهربائية، ووزنهما الإجمالى 3 كيلوجرام، والجزء الثانى خاص بجسم المحرك الصاروخى والذيل بزعانفه الأربعة وبكره السلك، ويزن 12 كيلوجراما.
يتم توجيه القذيفة بواسطة مقود صغير والذى يتطلب تدريب متواصل ومركز من المشغل، ويتم إرسال أوامر التوجيه بواسطة ثلاثة أسلاك نحاسية خلفية، تنحل من مؤخرة الصاروخ . وقبل الإطلاق يتوجب وضح الحقيبة على أرض صلبة، ورفع الصاروخ لزاوية مقدارها 30 درجة لمنعه من الاصطدام بالعوائق أو الأرض، وتندفع القذيفة بسرعة طيران تبلغ 110 م/ث، مع 8.5 دورة فى الثانية، حيث يستطيع الصاروخ قطع مداه الأقصى البالغ 4000 م فى 40 ثانية أو أقل قليلا .
ويحتاج الصاروخ بعض الوقت لاستعادة توجيهه نحو الهدف، هذه المسافة تتراوح بين 500-800 م، وقبل هذه المسافة لا يستطيع الصاروخ عملياً الاشتباك مع الهدف ولتغطية هذه الفجوة استجدم الجيش المصرى الآر بى جى 7 لضرب الأهداف من هذه المسافة القريبة بينما يضرب الساجر الأهداف التى تبعد من 800 متر حتى 4000 متر.
وقد أثبتت الاختبارات أن المشغل يحتاج لنحو 2300 عملية إطلاق نار فى المحاكى simulated، ليصبح بارع فى عملية التوجيه وإصابة أهدافه.
وتقول المصادر الروسية أنه تم تدمير 800 دبابة اسرائيلية بواسطة هذا الصاروخ من إجمالى 1100 دبابة دمرت خلال الحرب، وأدى هذا النجاح الباهر إلى إنتاج واسع للصواريخ المضادة للدروع على مستوى العالم، ولعل أحدثها الآن هى صواريخ "كورنت" الروسى – والذى تشمله الصفقة الروسية الأخيرة، و"ميلان" الفرنسى، و"سبايك" الإسرائيلى، و"جافلين" الأمريكى الذى يصوب بتقية "اضرب وانسى" أى أنه لا يحتاج مهارة كبيرة من الرامى فما عليه إلا أن يصوب على الهدف ثم يطلق وبعد ذلك يوجه الصاروخ نفسه حتى الوصول لهدفه .
المثير فى الاستخدام المصرى لصواريخ الدفاع الجوى وتلك المضادة للدروع أنهما صممة لأغراض دفاعية، لكننا استخدمناهما فى تناغم مع الأسلحة الأخرى لأغراض هجومية ولذبح أهم سلاحين لدى إسرائيل – الطيران والمدرعات أو إلا هى كما كان القادة الإسرائيليون يطلقون عليهما – وكان هذا تغييرا حادا وقاسيا ومفاجئا فى الفكر العسكرى العالمى .
تى 62 مصرية محدثة
تى 62.. القطط المفترسة
كانت الدبابات الإسرائيلية تملك تفوقا واضحا على الدبابات المصرية إبان حرب أكتوبر حيث كانت أغلبها – والمشكلة أساسا من نوع إم 48- مسلحة بمدفع من عيار 105 مم بينما كانت أغلب دباباتنا – وعمادها دبابة تى 55- مسلحة بمدفع من عيار 100 مم، لذلك لجأ المخطط المصرى مرة أخرى لحلول غير تقليدية حيث استخدمها كمدافع ذاتية الحركة أكثر من استخدامها كدبابات بحتة، واستخدم مدافعها مع نيران الأسلحة الأخرى فى تكوين ساتر حديدى من النيران كان نعم العون لأطقم المشاة التى خصص لها مهمات التصدى المباشر للهجمات المضادة الإسرائيلية المدرعة .
ومن بين أكثر من ألف دبابة امتلكتها مصر فى ذلك الوقت كان هناك دبابة حديثة للغاية تخدم بأعداد محدودة – 200 دبابة فقط، إنها أحد أشهر الدبابات فى التاريخ التى 62 ذات المدفع الجبار من عيار 115 مم والمزودة بأجهزة رؤية ليلية تعمل بالأشعة تحت الحمراء وبسببها سماها الجنود الاسرائيليون خلال الحرب بـ"أعين القطط" حيث كانت الأجهزة تطلق ومضات خلال القتال الليلى بطريقة تجعل الدبابة تشبه القطة عندما تعلمع عيناها ليلا .
تى 62 خلال حرب أكتوبر
التى 62 دبابة قتال رئيسية سوفيتية التصميم والصنع بنيت لكى تكون بديلا للدبابة الشهيرة تى 55 وظهرت التى 62 فى عام 1961 كانت أحد أفضل دبابات العالم وحملت أول مدفع دبابة أملس فى التاريخ فكان مدفعها عيار 115 مم هو علامتها المميزة .
مصر اشترت ما يزيد قليلا عن 200 دبابة من هذا الطراز فى الفترة من 1971 وحتى 1973 وكانت هذه الدبابات هى رأس حربة سلاح المدرعات المصرى فى حرب أكتوبر حيث كانت أول دبابات تعبر القناة وتميزت التى 62 بخفة حركتها كما أنها فأجأت الإسرائيليين والأمريكان بتفوقها فى القتال الليلى.
التى 62 بطرازها الأول عانت من مشاكل أهمها ضعف حماية خزان الوقود ومخزن الذخيرة وكذلك ازدحام مقصورة الدبابة وصعوبة تعمير المدفع ولكن رغم هذه العيوب كان المقاتل المصرى باصراره وعزيمته ومهارته قادرا على أن يحول هذه الدبابة لسلاح خطير .
شاركت التى 62 فى معارك الدبابات الكبرى فى سيناء وكانت صاحبة نسبة قتل عالية فى مواجهة الدبابات الإسرائيلية ونجحت فى تثبيت وضعها على الجبهة رغم الخسائر التى لم تكن صغيرة وشهد الإسرائيليين بكفاءة أطقم التى 62 المصرية
وقبل الحرب حدث جدل حول توزيع هذه الدبابات عندما وصلت لأول مرة بين وزير الدفاع انذاك وزير الفريق محمد صدقى و"الشاذلى" حيث كان يصدقى يرى أن توزع الدبابات على اللوائين المدرعين المستقلين بينما يرى الشاذلى أن توزع على الفرقتين المدرعين حتى لا تستهلك فى الهجوم الافتتاحى واستغلال قوة مدافعها فى هجمات مدرعة قد تفرضها تطورات المعركة، ولا يزال الجدل حول هذه النقطة دائرا حتى اليوم .
مواصفات عاملة
طاقم الدبابة : 4 أفراد
التسليح : مدفع رئيسى عيار 115 ملم ورشاش إلى عيار 7.62
وزن الدبابة: 40 طن
السرعة القصوى : 50 كم/س بالطريق المعبد
المحرك : ديزل بقوة 581 حصان
وأدركت مصر أهمية الدبابة، وبعد الحرب قامت بشراء أعداد وصلت لحوالى 750 دبابة ولا تزال فى الخدمة حتى يومنا هذا بعد أن مرت بثلاثة مراحل رئيسية من التطوير وكان من أحدثها النموزج Ro 120 mark III.
نسخة مصرية محدثة من الميج 21 ولا تذال فى الخدمة حتى هذه اللحظة
ميج 21.. أسطورة السماء
الميج 21.. الرشيقة الخفيفة البسيطة ليس أقوى مقاتلة ولم تكن أحدث مقاتلة ولا أسرع مقاتلة ولكنها وعن جدارة أحد أعظم المقاتلات فى التاريخ الميج طارت أول نسخة تجريبية منها لأول مرة عام 1955 وظهرت للعلن لأول مرة فى يوم الطيران السوفييتى فى مطار توشينو فى 1956 وأول نسخة أجنحتها على شكل حرف دلتا طارت فى 14 يونيو 1956 ودخلت خطوط الإنتاج فى أوئل عام 1959.
خلال تاريخها الطويل، أنتج أكثر من 11,000 وحدة من كافة طرازاتها وخدمت فى 30 دولة الميج-21، وما زالت تخدم فى دول كثيرة بعد أكثر من نصف قرن من تحليقها لأول مرة. فقدرتها على التحليق بسرعة ماخ 2 تتعدى سرعة الكثير من الطائرات اللاحقة .
وفى عام 1966 تمكن الجاسوس منير روفا من الهروب بطائرة ميج 21 تابعة للقوات الجوية العراقية إلى مطار إسرائيلى فى عملية منظمة من قبل الموساد واشتهرت بعملية 007، اعتبر الموساد هذه العملية المخابراتية واحدة من أنجح عمليات الموساد، تمكنت المخابرات الإسرائيلية أيضا من تهريب جميع أفراد عائلة منير روفا من العراق إلى إسرائيل وقامت إسرائيل بدراسة الطائرة ومعرفة نقاط قوتها وضعهفا قبل حرب 67.
ميج 35 التى تتفاوض عليها مصر حاليا
وبفضل أجنحة الدلتا، كانت الميج-21 هى أول طائرة سوفييتية تنجح فى الجمع بين خصائص الطائرة المقاتلة والطائرة الاعتراضية وكانت خفيفة الوزن وتحقق سرعة 2 ماخ باستخدام محرك غير معقد وأنتج منها أكثر 11 ألف مقاتلة وبذلك تكون أكثر مقاتلة أسرع من الصوت إنتاجا فى التاريخ.
للميج نجاحات عظيمة فى فيتنام والهند ولكن فى الشرق الأوسط كان لانتصاراتها مذاق خاص فقد ارتبطت الميج 21 بنصر أكتوبر العظيم حيث مثلت عصب سلاح الجو المصرى بجانب ميج 17 وسوخوى والطائرات القاذفة .
لكن الميج كان يعيبها مشكلتان قاتلان وهما تخلف تكنولوجيا المعدات الإلكترونية بها – وكان السوفييت يتخلفون فى التكنولوجيا وقتها عن الغرب بجيل – عن طائرات الفانتوم والميراج الإسرائيلية، وفى عالم الحروب الجوية الحديثة تكون الكلمة الفصل لمن يملك معدات إلكترونية أحدث، أما العيب الثانى فكان ضعف مدى الطائرة، حيث لم تتمكن من قصف المطارات داخل إسرائيل بسبب بعد المسافة وكثيرا ما سقطت طائرات ميج فى المعارك الجوية بسبب نفاذ الوقود وليس النيران المعادية.
وهنا ياتى دور الإنسان المصرى ليعوض ما بالالة من نقص وليقدم الطيار المصرى مناورات لم يكن الروس أنفسهم يتعقدون أن طائرتهم يمكنها القيام بها، ولعل أشهر انتصارات الطائرة فى حرب أكتوبر كانت معركة المنصورة يوم 14 أكتوبر 73 ويومها واجهت 65 مقاتلة ميج 21 حوالى 160 إسرائيلية من طرازات فانتوم وسكاى هوك والنتيجة كانت إسقاط ما يتراوح بين 15 و17 طائرة إسرائيلية مقابل 6 طائرات ميج 21 منها ثلاثة سقطت نتيجة نفاذ الوقود .
ويصعب الحديث عن الأسطورة ميج 21 دون أن نتذكر أسماء مثل أحمد المنصورى الطيار المعجزة الذى كسر قوانين الفيزياء وأبهر الإسرائيليين بمناورة لا يتفرض أن تنفذها الميج إلا فى ارتفاع 200 متر على الأقل بينما نفذها هو فى أقل من 100 متر محطما قوانين التسارع أمام أعين الطيارين الإسرائيليين الذين اكتفوا بمشاهدة ما فعله من "جنون" حسب وصفهم.
وكذلك مدحت عرفة الطيار الذى أصيب على الأرض فى غارة لطائرة فانتوم فأبى إلا أن يثأر فشارك فى الضربات فى عمق سيناء ثم أسقط طائرة فانتوم فى يوم 12 أكتوبر وهو مصاب بل وشارك فى معركة المنصورة وكتفه ينزف تحت الضمادة.
استبدلت الميج -21 بالطائرات الأحدث الميج-23 والميج-27 فى مهام للهجوم الأرضى فى القوات الجوية السوفيتية، لكنها ظلت فى مهام الطائرة الاعتراضية لكفاءتها العالية فى المناورات حتى دخول الميج-29 الخدمة لتواجه المقاتلات الإمريكية الأحدث.
الميج أصبحت جزءا من تاريخ الطيران المصرى وطيران العديد من الدولة وارتبط اسمعها بالعديد من الحروب على مستوى العالم كلة ولا تذال تخدم حتى الآن فى بلدان كثيرة منها مصر بعد تحديثات عديدة مرت بها، وتتحدث التقارير الآن عن وجود النسخة الأحدث منها الآن "ميج 35" ضمن الصفقة الروسية المصرية الأخيرة بجانب ميج 29 إم تو .
الطاقم: 1.
الطول: 15.76 متر.
المسافة بين الجناحين: 7.15 متر.
الارتفاع : 4.12 متر.
مساحة الأجنحة: 23 متر².
الوزن فارغة: 5,350 كجم.
الوزن محملة: 8,726 كجم.
أقصى وزن: 9,660 كجم.
المحرك: محرك نفاث واحد من نوع تومانسكى أر-25 (Tumansky R-25) مزود بغرفة احتراق إضافية يعطى قوة دفع 70 كيلو نيوتن.
السرعة القصوى: ماخ 2.1 (2230 كيلومتر/ساعة).
المدى: 1160 كيلومتر.
أقصى ارتفاع: 19,000 متر.
معدل الصعود: 225 متر/ثانية لكن إذا زودت بنصف كمية الوقود وصاروخين من نوع "أتول" تستطيع الميج-21 تحقيق معدل صعود 294 متر/ثانية.
الحمل على الأجنحة: 379 كيلوجرام/متر².
التسليح : مدفع 23 مم ذو ماسورتين من نوع جريازيف- شيبانوف جى.إس.إتش-23 أو بماسورة واحدة نوع نودلمان-ريختر أن.أر-30. حوالى 2000 كجم من الأسلحة جو-جو وجو-أرض يمكن تركيبهم على أربع نقاط تحت الأجنحة. النسخ الأولى حملت صاروخين جو-جو من نوع فيمبيل كيه-13، الأنواع الأحدث حملت صاروخين من نوع فيمبل كيه-13 وخزانين وقود، أو أربع صواريخ.
موضوعات متعلقة :
أسرة أحد مفقودى حرب أكتوبر بالغربية تطالب باستخراج شهادة وفاته ووضع اسمه على النصب التذكارى للشهداء.. شقيقه: أخى كان رمزا للوطنية واشتاق كثيرا للحظة العبور.. ووالدتى توفيت تأثرا بفقده
بالصور.. 4 أسلحة صنعت النصر بيد أبطالنا فى أكتوبر.. صاروخ ساجر "يغتصب" الدبابات الإسرائيلية.. وطيار مصرى يحطم قوانين التسارع بـ"ميج 21".. ومواطن يسمى ابنه "سام 6".. و"تى 62" تدك الحصون بمدفعها الجبار
الأحد، 05 أكتوبر 2014 11:48 م
حرب أكتوبر
كتب عمرو جودة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Hamdy Abdel-Gawad
اكتوبر 73 ودروس الماضي المستفادة من النصر العسكري في الحاضر وبناء المستقبل.
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه الهادى
الى التعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه الهادى
الى التعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال محمد
الشرقيه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فرج
هــــــــــايل
برافوووووووووووو عليك يا عمرو بيه .. وتسلم الايادى
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد الهجرسي
ارجو الدقة
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد الهجرسي
ارجو الدقة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
مقالة جميلة صراحة تسلم
مقالة جميلة صراحة تسلم