أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

البطل «باقى زكى».. مدفع عبور بارليف

الجمعة، 10 أكتوبر 2014 07:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبقرية أكتوبر لم تكن فقط فى النصر العظيم، بقدر ما كانت فى التفاصيل الصغيرة، التفاصيل التى تصنع الاختلاف وتعيد من جديد اكتشاف العقل المصرى - مش العقل اللى يتاقل ذهب.. لا العقل اللى يتاقل قنبلة نووية».

أيوا.. حرب أكتوبر كشفت لنا عن عقل مصرى يعادل فى قوته قنبلة نووية، عقل لمهندس مركبات بالجيش، مهتمه بالأساس تصليح «العربات» لكنه فكر خارج الصندوق، ووصل لوسيلة علمية يقضى بها على وهم خط بارليف بتكويناته المعقدة -من التجهيزات الهندسية الإسرائيلية ومنصات الدبابات والصواريخ و22 موقعا دفاعيا و26 نقطة حصينة بامتداد 170 كم على طول القناة - ونجح فى عبور الساتر الترابى بما يوازى النجاح الذى لم يكن أبدًا سيتحقق إلا بقنبلة نووية، كما قال الخبراء العسكريون الروس وقتها.

أنت أمام «عبقرينو» المهندسين المصريين، أنت أمام المهندس باقى زكى يوسف، صاحب فكرة فتح الثغرات بخط بارليف، وفى حضرة العبقرينو، واجب علينا نسرد قصة عمرها 5 سنوات من العمل والكفاح للمهندس باقى، وفريق عمله وصولًا إلى نصر أكتوبر، تحديدًا فى العام 69 كانت بداية التفكير فى وسائل اقتحام الساتر الترابى، وعقدت الفرقة 19 بالجيش اجتماعا بمنطقة عجرود بالضفة الغربية للقناة، وبدأ الحاضرون يقدمون وجهات النظر المختلفة، غير أن الطريق بدا مسدودا خاصة أن الوسيلة الوحيدة هى استخدام مفرقعات «توربيد البنجلور» وسيستغرق زمن فتح الثغرة من 12 إلى 14 ساعة، بما ينتج عنه خسائر 20% فى الصفوف الأولى.

الاجتماع كان أقرب إلى الانتهاء بنتيجة صفرية، إلى أن طلب المهندس باقى الكلمة فرد قائد الفرقة عليه:

«مالك أنت؟.. هتتكلم فى الآخر عن المركبات تخصصك، فرد عليه المهندس باقى: «أنا هاتكلم عن فتح الثغرة، فسمحوا له بالحديث، وكانت المفاجأة.. وقال باقى: «أنا اشتغلت فى السد العالى 3 سنوات، وكنا نستخدم المياه المضغوطة لتجريف جبال الرمال ثم سحبها وشفطها فى أنابيب خاصة من خلال مضخات لاستغلال مخلوط الماء والرمال فى أعمال بناء جسم السد العالى، ولو طبقنا النظرية دى فى بارليف، فالمطلوب لفتح الثغرات به هو توجيه مدافع مياه مضغوطة للساتر الترابى لتحريك الرمال إلى قاع القناة، وعن طريق هذه الثغرات يتم عبور المركبات والمدرعات إلى عمق سيناء».

بعد طرح المهندس باقى لنظريته، ساد الصمت الاجتماع، وكان الانطباع الوحيد إما أن يكون المهندس باقى مجنونا أو عبقريا، كيف تحطم المياه خط بارليف وتصنع طريقا للجنود؟.. لاقت الفكرة رواجا وتم تصعيدها للقيادة العامة، للرئيس جمال عبدالناصر وقتها، وجرى تجربتها فى بحيرة البلاح بالإسماعيلية بواقع 300 تجربة فى 3 سنوات، وتبقت أزمة وحيدة هى صناعة مدفع مائى فائق القوة لقذف المياه، يساهم فى تحطيم الساتر الترابى، فتم التعاقد مع شركة ألمانية لتصنيعه بعد إقناعها باستخدامه فى مجال الحرائق.

يوم 6 أكتوبر كانت نظرية المهندس باقى حديث العالم، وتم الانتهاء من أول ثغرة بالساتر الترابى فى السادسة مساء، وفى العاشرة مساء أنجز الجنود 75% من الثغرات والممرات المستهدفة، وأزالوا 90 ألف متر مكعب من الرمال وعبر أول لواء مدرع من معبر القرش شمال الإسماعيلية فى الثامنة والنصف يوم 6 أكتوبر.

فى شهر الانتصارات.. شكرًا العبقرينو باقى زكى، ولشعبك وأحفادك أن يفتخروا بك.

عزيزى القارئ، خصصت مقالاتى بشهر أكتوبر للكتابة عن أبطال النصر، انطلاقًا من الحفاظ على ما تبقى من عطر أكتوبر، واليوم ثانى مقالاتى. أدعوكم لمراسلتى ومشاركتى الكتابة عن أبطالنا الحقيقيين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الجزائر

حرب اكتوبر

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر

أخبر عن هؤلاء العالم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة