فى مستوقد "مرجوش" للفول.. المدمس بيترحم على زمن "الزبالة"

الإثنين، 06 يناير 2014 01:43 م
فى مستوقد "مرجوش" للفول.. المدمس بيترحم على زمن "الزبالة" مستوقد الفول
كتب - حسن مجدى - تصوير - ماهر اسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حارة متعرجة وجدران ضخمة تعود لعصور "الحرافيش"، مستوقد مغلق يشير إلى ما تبقى من زمن مستوقدات "المدمس" التى بقى منها مستوقد "مرجوش"، يعلن عن بقاء واحد من آخر المستوقدات التى تركت دور البطولة فى إفطار المصريين، وتنازلت عن نيران المستوقد والقدرة النحاسية الضخمة، تاركة الأمر إلى البوتاجازات السهلة، ومكتفية بدور كومبارس صغير يحتفظ بعبق التاريخ، إلى جانب صانع أو اثنين أصرا على التمسك بإتمام الصنعة مهما تطلب الأمر، مستبدلين حرق القمامة بـ"وابور الشريط".

دقات الساعة تشير إلى السادسة صباحا فى حارة المستوقد بباب الشعرية، هو موعد دخول "عم ناصر" الذى لم يغير موعده منذ 40 عاما، ينحدر مع الحارة نحو "الوابور"، يرفع القدرة التى يتجاوز وزنها وزنه، ويدحرجها فوق العربة الخشبية بلمسات سريعة لتفادى حرارتها المرتفعة، يتحدث "عم ناصر" عن حكايته مع قدرة الفول قائلاً "زمان مكنتش تقدر تحط رجلك هنا، كان المستوقد بيشيل أكثر من عشرين وثلاثين قدرة فول، لكن الحكومة لغته وحولته لجاز، وقالوا الحرق بالزبالة بيضر البيئة، والناس بقت تستسهل وتسوى على بوتاجازات وبواجير عادية، بس ده ما بيطلعش نفس صنعة المستوقد، حتى بعد ما بقى بالجاز لسه التسوية فيه ليها طعم ثانى والوابور بتاعه شرايط بيطلع نار هادية جدا تسوى الفول على أصوله".

"عم ماهر" مثل اثنين فقط من زملاء المهنة مازالوا يصرون على العمل فى المستوقد، بداية من السادسة صباحاً، يقول: "نبدأ نغسل القدور ونحط الفول ونسيبه لحد المغرب، وبعدين نحط التحويجه بالرز والفول المدشوش ونسيبها على النار للصبح، وبنسيب معاها حق التسوية 15 جنيها".

"أبو تامر" هو المسئول عن إدارة المستوقد والحمام البلدى الملحق به ويملكهما المعلم "زينهم" (54 عاما) قضاها بالكامل فى هذا المكان، بدأ عمله مع المستوقد القديم، ويقول "كنا بنحرق الزبالة ونستنى لما تكون رماد وبعدين نغطى بيها القدور المرصوصة لحد الصبح وبناخد السخونة اللى طالعه منهم فى حاجه اسمها بيت الدسوت عشان نعمل البخار للحمام، كان الفول ما بيحتجش تحويج غير الفول المدشوش ويتحط مرة واحده يطلع عجمية، دلوقتى مهما عملنا مش ممكن الفول يطلع زى زمان".

لا يمكن المرور فى المستوقد قبل أن تلقى التحية على "أم جمعة" التى تجلس خلف قدرة فول، ساهمت فى تربية ثلاثة أطفال، دخلت إلى المستوقد قبل خمسين عاماً كاملة، ولم تغادره حتى اليوم، تستند على عكاز وهى تواصل عملها، بينما تطل من بين تجاعيد وجهها الستينية عيون شابة مازالت تشجع المارة على الإقبال على فول "الخمس نجوم".

فول "أم جمعة" يخرج من قدرتها البسيطة إلى أكياس موزونة بالكيلو تصل إلى الفنادق الخمس نجوم التى تتعامل معها "أم جمعة" وتقول: "بنودى لفنادق كتير، وكان لينا أماكن ثانية بس الصحة ما بقتش مساعدة وقلة السياحة كمان قللت الطلب" تتحدث بفخر وهى تقول "أنا الست الوحيدة اللى هويت الشغلانة ديه.. أنا أصلا مولودة فى المستوقد وأهلى من الواحات يعنى أصل الفول، وشاركت جوزى واشتغلنا مع بعض من يوم جوازنا، لحد دلقوتى فولنا ما تاكلوش غير فى أجدع فنادق فى مصر".









للمزيد من اخبار المنوعات
بالصور.. "أكياس الفكة" أحدث منتجات الكروشيه

بالصور.. الشموع المطبوعة تناسب الأعياد و المناسبات السعيدة

خبيرة تجميل تقدم طريقة الحصول على شعر طويل فى فترة قصيرة






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة