بخطوات ثقيلة لا تقوى ساقاه على إتمامها، وحقيبة قماش بيضاء يلقى بها على ظهره، الذى انحنى من كثرة الأحمال، يتنقل "حشمت راغب جرجس" صاحب الـ85 عاماً بين أزقة المشهد الحسينى فى مصر القديمة لبيع الملابس، كما اعتاد أن يفعل منذ أربعين عاماً.
لا يكل ويمل من الإلحاح على زوار الحسين وأصحاب المحلات والبازارات لشراء بضاعته، فبرغم كبر سنه، إلا أن لديه قدرة هائلة على الإقناع، كما يتحدث دائماً عن نفسه: "أهى شغلانة تعينى على وقف الحال وبهدلة الأيام".
يناديه أهالى الأزهر والحسين ومصر القديمة بـ"أبو مينا"، فهو من أقدم المترددين على حى الحسين، فالكبير والصغير يحترمه ويرجع إليه فى معظم شئونهم: "أنا أول حد اشتغلت فى تجارة الشنطة فى مصر، والناس كلهم هنا يعرفونى ويحبونى، وهو ده الكنز والنعمة الحقيقية".
15 عاماً قضاها عم "جرجس" فى مهنة المقاولات قبل أن يأتى القاهرة قادماً من قريته بمركز ملوى بمحافظة المنيا؛ أملاً فى فتح أبواب رزق جديدة لعائلته: "من سنة 1958 بشتغل فى تجارة الشنطة فى الحسين، كنت فاكر أن الشغلانة دى رزقها واسع بس لقيت تعبها أكتر من الكام جنيه اللى وراها".
بجلباب صعيدى لا يستره من البرد الذى تغلغل فى جسده النحيل وعمة بيضاء تغطى آثار الزمن على وجهه وشعره الذى اشتعل شيبا، يحكى عم "جرجس" لـ"اليوم السابع" عن سر بقائه فى مهنة عفا عليها الزمن: "ماعادش عندى صحة علشان أقدر أشتغل فى أى حاجة تانية.. ربنا يتمم الأيام اللى باقية لى فى الدنيا على خير"، ليأخذ نفساً عميقاً ويكمل بمرارة: "بشتغل من بعد الفجر وأروح آخر الليل علشان بس أغطى مصاريف علاجى والأكل".
بالصور.. "أكياس الفكة" أحدث منتجات الكروشيه
بالصور.. الشموع المطبوعة تناسب الأعياد و المناسبات السعيدة
خبيرة تجميل تقدم طريقة الحصول على شعر طويل فى فترة قصيرة
عم "جرجس" أقدم تاجر "شنطة".. 85 سنة ولسه مكمل
الإثنين، 06 يناير 2014 08:12 ص
عم جرجس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة