طارق سعيد يكتب :الفرق بين إسقاط النظام وهدم الدولة «الجماعة» تخلط الأوراق وتصور تحركاتها على أنها ثورة جديدة لإسقاط النظام رغم أنها تهدم مؤسسات الدولة

الإثنين، 06 يناير 2014 07:11 ص
طارق سعيد يكتب :الفرق بين إسقاط النظام وهدم الدولة «الجماعة» تخلط الأوراق وتصور تحركاتها على أنها ثورة جديدة لإسقاط النظام رغم أنها تهدم مؤسسات الدولة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفارق بين النظام والدولة شاسع والدولة كمفهوم أوسع كثيرا من فكرة النظام ومن حق أى فصيل سياسى أن يسعى لإسقاط النظام الذى يعارضه متبعا فى ذلك الطرق السلمية وهذه هى أحد الاستحقاقات الديمقراطية وقواعدها التى يجب التسليم بها فى إطار من المؤسسية وليس من حق أى فصيل سياسى مهما أدعى الوطنية أن يسعى لإسقاط الدولة.

1 - دائما ما تتعمد جماعة الإخوان خلط الأوراق والمصطلحات وهو شىء اعتادت عليه منذ بواكير نشأتها الأولى فى عشرينيات القرن الماضى فخلطت بين ما هو دينى وما هو سياسى وتعمدت رفع شعارات تثير التباسا لدى عامة الناس مثل شعار الإسلام هو الحل وغيره من الشعارات التى تبدو براقة ولا خلاف عليها من حيث المبدأ فى وظيفة الجماعة نفسها التى بنيت من أجلها.
خلطت ما بين الدينى والدنيوى والدعوى والسياسى كما جاء فى كتابات حسن البنا مؤسسها الأول

2 - لم تعرف جماعة الإخوان يوما مفهوم الوطن ولا مفهوم الدولة وكان واحدا من الأسباب الرئيسية التى أدت الى سقوطها سريعا من على مقعد السلطة أنها اختزلت الوطن فى التنظيم فأصبحت مصلحة التنظيم هى مصلحة الوطن وما يضر التنظيم يضر الوطن هذا المفهوم القاصر أو العيب الخلقى الذى ولدت به الجماعة هو ما منعها من رؤية ما يحدث حولها من تداعيات وجعلها عاجزة عن فهمه وكيفية التعامل معه حتى سقطت سياسيا وشعبيا وانتهى أمرها.

3 - منذ 30 يونيو الماضى مارست الجماعة هوايتها القديمة فى خلط الأوراق فبدأت تتحدث عن الشرعية وأن المشكلة ليست عودة مرسى إلى السلطة إنما عودة الشرعية وأسست ما يعرف بالتحالف الديمقراطى لدعم الشرعية من بعض حلفائها من الإسلاميين والإرهابيين السابقين للإيحاء بأن القضية وطنية ولا تخص الإخوان وحدهم وبدأوا فى تأسيس كيانات وهمية مثل «صحفيون ضد الانقلاب» ووصل بهم إلى تأسيس حركه «مسيحيون ضد الانقلاب» للإيحاء بأن هناك ثورة جديدة على الأبواب وبدأت الجماعة فى الادعاء بأن هناك أجواءً ينايرية وأن أيام الانقلاب معدودة.

4 - ما لا تفهمه ولن تفهمه جماعة الإخوان أنها فى أفضل تجلياتها لا تعدو كونها جماعة إصلاحية براجماتية لا تعرف الثورات ولا تفهم قانونها كما لا تعرف الفارق بين الدولة والنظام ما جعل ثورتها المزعومة تسعى حثيثا لإسقاط مؤسسات الدولة مستخدمه فى ذلك كل ما استطاعت من وسائل بعيدة كل البعد عن السلمية والفارق شاسع بين ما تدعى الجماعة أنه ثورة سلمية على السلطة وهدم مؤسسات الدولة وهو ما لن تفهمه الجماعة مهما تحدثت أو حللت فلن يفهم ما لا يعرف ولا يريد أن يعرف.

5 - طوال 18 يوما هى عمر الثورة المصرية فى 25 يناير اعتصم المصريون فى الميادين مسلحين بسلمية أبهرت العالم ما جعل الدنيا ترفع شعار تظاهر كأنك مصرى واهتف كأنك فى ميدان التحرير، طوال 18 يوما لم يهاجم الثوريون جامعة ولا اعتدوا على استاذ جامعى ولم يقوموا بمحاولة حرق الأزهر أو هتفوا ضد مؤسسات الدولة مثل القوات المسلحة ولا القضاء، فهم الثوار أنهم خارجون لإسقاط النظام أما مؤسسات الدولة فهى ملك لهم جميعا «سلطة معارضة ليبراليين أو يساريين» لذلك كانت تحركاتهم السلمية محل إعجاب الجميع أما ما يفعله الإخوان وحلفاؤهم من محاولات حصار مؤسسات الدولة وتعطيلها وإرهاب العاملين فيها واستخدام العنف مع مخالفيهم فلا علاقة له بالثورة وهو جزء من مخطط لإزهاق روح الدولة المصرية العتيدة التى بدأته منذ أن سرقت ثورة يناير وحولتها لخدمة أغراضها الخاصة ضاربه عرض الحائط بمطالب الثورة والثوار الذين يتوسلون إليهم الآن للانضمام لثورتهم المزعومة لإضافة شرعية على ما هو غير شرعى.

6 - لن ينجح الإخوان فى تثوير الشارع المصرى قبل 25 يناير ولن تنجح محاولاتهم لاستخدام الطلبة وقود معركتهم الآن فى حرق وتدمير الجامعات المصرية والاعتداء على مؤسسة الأزهر، فما يفعله طلبة الإخوان لا علاقة له بالحركة الطلابية التى سطرت تاريخا رائعا من السلمية فى مواجهة مختلف الأنظمة ولم تتلوث يديها بعنف أو إحراق وتدمير كما يفعل طلبة الإخوان الآن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة