على ورقة صغيرة كتب "أنا محمد فتحى.. وده رقم أمى.. لو قتلونى كلموها تستلم جثتى.. أشكركـم".. هذا هو أول تذكار يحتفظ به من ثورة 25 يناير، كما لا يزال "محمد فتحى" يحتفظ بأول علم رفعه فى ميدان التحرير وأشياء أخرى: "لا أزال احتفظ بالقفاز الحرارى الذى كنت ألتقط به القنابل المسيلة للدموع التى كان يلقيها الأمن المركزى لتفرقة الثوار وفض الاعتصام، ولا أزال احتفظ بالقفاز وبالشال الذى كان يحمينى من رائحة الغاز والخوذة التى سال عليها دمى".
يحمل "أسامة زيادة" الشاب العشرينى الكثير من الذكريات عن أيام الثورة لكن أكثر ذكرياته حضورا هى لحظة إصابته برصاصة فى القدم تركت آثارها على حركته رغم مرور 3 أعوام، يروى تفاصيل هذه الذكرى: "انتهيت من صلاة الجمعة يوم 28 يناير وذهبت إلى ميدان التحرير للمشاركة فى المظاهرات، ولم يمر وقت طويل قبل أن تفاجئنى رصاصة فى القدم نقلت إلى المستشفى وتم استخراجها ومن يومها، وأنا أحمل لقب مصاب الثورة وأحمل الرصاصة فى سلسلة علقتها حول رقبتى".
"حديدة" ومجموعة صور له بجوار أصدقائه خلال مشاركتهم فى اللجان الشعبية هى التذكارات التى يحتفظ بها "ماجد جمال" عن أيام السهر فى الشارع حتى شروق الشمس، وطرائف تفتيش سيارات الشرطة والخطط العسكرية التى كان يضعها سكان المنطقة لحمايتها من هجوم البلطجية.
من قصص اللجان الشعبية يتذكر "ماجد" التحذيرات التى انتشرت عن بلطجية سرقوا سيارات إسعاف للتخفى بداخلها قائلا: "يومها شفنا عربية إسعاف بتجرى بسرعة كبيرة والكل جرى عليها لحد ما وقفنا العربية واكتشفنا أن مكنش فيها بلطجية لكن كان شاب والدته تعبانة وبيجرى عشان يلحق يروح المستشفى وكل شوية لجنة شعبية توقفه".
المشروبات الساخنة التى كان يعدها لهم سكان البيوت التى يحمونها والحكاوى التى يتبادلونها عما يجرى فى الميدان ليقتلون ساعات السهر الطويلة و"الاشتغالات" التى كانت تبدأ دائما بشخص يهرول صائحا: "جايين من هنا استعدواااا" ثم لا يأتى أحد، والتى يقول ماجد إنها كثرت خاصة فى أول يوم للجان الشعبية 29 يناير، وكان آخر يوم يشارك فيها 6 فبراير قبل أن يعود لعمله ويتذكر طرافة هذه الأيام بقوله: "الناس كانت مصدقة نفسها أوى وفاكر واحد صاحبى كان عنده كلب "لولو" كان بيخليه يلف حولين العربيات يشمشم، قال يعنى كلب بوليسى ده غير تفتيش عربيات الشرطة والخطط المحكمة اللى كان الأهالى بيعملوها عشان تأمين المنطقة".









