يبحث الاتحاد الإفريقى المجتمع، اليوم الجمعة، فى أديس أبابا، عن دعم لقوته فى أفريقيا الوسطى، لكنه يستبعد فى الوقت نفسه نقل مهمتها فى الوقت الحالى إلى قوة تابعة للأمم المتحدة لإحلال السلام فى هذا البلد.
وكان يفترض أن تتناول قمة القادة الأفارقة الخميس والجمعة فى أديس أبابا مبدئيًا مسألة "الزراعة والأمن الغذائى". لكن أزمتى أفريقيا الوسطى وجنوب السودان اللتين شهدتا أعمال عنف ومعارك، فرضتا نفسيهما.
وغرقت إفريقيا الوسطى منذ مارس فى الفوضى منذ أن أطاحت حركة تمرد أغلبية أفرادها من المسلمين بالرئيس فرنسوا بوزيزيه، مما أدى إلى دوامة عنف بين المسلمين والمسيحيين أودت بحياة آلاف الأشخاص ومعظمهم من المدنيين، ونزوح مئات الآلاف.
وعلى هامش القمة، اليوم، قال مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقى، إسماعيل شرقى، إن فكرة تدخل قوة من الأمم المتحدة فى البلاد لن تطرح على الطاولة إلا إذا تطور الوضع فى البلاد "سلبا".
وبعدما أكد أن نشر مثل هذه القوة يحتاج إلى عدة أشهر فى كل الأحوال ورحب بحجم القوة الإفريقية، التى سمح بها -- ستة آلاف رجل على الاكثر إلى جانب 1600 جندى فرنسى، فضل شرقى الاشادة "بالعمل المميز" الذى تقوم به قوة الاتحاد الإفريقى.
وقال دبلوماسيون فى المكان، إن مسألة تعزيز القوة الإفريقية ليست مطروحة للمناقشة فى قمة الاتحاد الإفريقى، إذ أن الدول الأفريقية لا تفكر جديًا فى دراسة نقل المهمة إلى الأمم المتحدة قبل فبراير، بعد إعداد تقرير للأمم المتحدة عن الاحتياجات الميدانية.
ويرى عدد من الدبلوماسيين أن القوات المنتشرة حاليًا لا تكفى لإعادة السلام إلى البلاد وخصوصًا خارج العاصمة بانغى.
وفى مطلع الأسبوع، قال السفير الفرنسى فى الأمم المتحدة جيرار ارو، إن الأمم المتحدة ترى أنه يجب نشر أكثر من عشرة آلاف من جنود حفظ السلام لضمان الأمن فى جمهورية أفريقيا الوسطى، لأن "الوضع خطير جدًا جدًا والبلد شاسع".
وتتحدث المعلومات الأخيرة القادمة من إفريقيا الوسطى عن استمرار المجازر فى بانغى وحالة فوضى فى الأقاليم الأخرى.
لكن الدول الإفريقية تحرص وعلى الأقل فى الوقت الحالى، على أن تبقى سيدة العمليات فى أفريقيا الوسطى. إلا أنها ليست متأكدة من أنها تملك وسائل زيادة القوات فى المكان.
وتشارك البلدان الإفريقية حاليًا فى عدد من مهام حفظ السلام فى عدة دول بينها الصومال ومالى وفى دارفور غرب السودان.
أما قوة التدخل السريع التى جرى الحديث عنها منذ فترة طويلة لتسوية أزمات مثل تلك التى يشهدها جنوب السودان أو أفريقيا الوسطى، فلن ترى النور قريبًا.
وبعد القمة، سيجتمع قادة الاتحاد الأفريقى وممثلون عن الاسرة الدولية السبت فى أديس أبابا لجمع أموال أو تجهيزات للقوة الأفريقية. وقال دبلوماسيون، إنه من غير المتوقع الإعلان عن قوات إضافية.
وقال الرئيس الغينى ألفا كوندى، إن الجزائر وعدت بتقديم طائرات نقل بينما تمارس الكتلة الأفريقية ضغوطًا على أنجولا وجنوب أفريقيا لتقوما بخطوة مماثلة.
من جهته، وعد الاتحاد الأوروبى الذى ينشر 500 رجل على الأرض، اليوم الجمعة بتقديم 45 مليون يورو إضافية لمواجهة الأزمة، بينها 25 مليونًا يفترض أن تخصص لعمليات قوات الاتحاد الأوروبى.
وفى قمة مصغرة حول جنوب السودان عقدت على هامش قمة الاتحاد الأفريقى، دعا موفدو دول شرق أفريقيا الوسطاء فى نزاع جنوب السودان إلى نشر مراقبين لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتناحرة فى جنوب السودان فورًا.
ولدى افتتاح اجتماع السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) الجمعة حث موفدها الخاص لجنوب السودان سيوم ميسفين قادة دول شرق أفريقيا على "التأكد خلال 48 ساعة من إقامة آلية متابعة وتحر فى جنوب السودان تسمح بتسهيل دخول الآلية بكاملها حيز التنفيذ سريعًا وتدريجيًا"، كما دعا المعسكرين المتناحرين إلى التأكد من "الانسحاب التدريجى" لقواتهما من خط الجبهة.
واعتبر موفدا الأمم المتحدة والولايات المتحدة فى جنوب السودان هايلى مينكيريوس ودونالد بوث نشر هيئة متابعة فى جنوب السودان، كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، أمرا "حاسما".
وقال هايلى، إنه يجب أن تتلقى فرق المراقبين "الدعم السياسى واللوجستى الضروريين وتفويضًا بلا قيود للوصول" إلى كافة مناطق البلاد.
من جانبه حذر دونالد بوث "الذين يحاولون نسف عملية السلام من أن عليهم أن يعلموا إننا نراقب جميعًا وأن الذين يحاولون أن يلعبوا دور المخربين سيتحملون العواقب".
الاتحاد الإفريقى لا يريد نقل مهمة قوته فى بانجى إلى الأمم المتحدة
الجمعة، 31 يناير 2014 05:22 م