فى برنامجين متتاليين فى يومين متتاليين فى فضائيتين مختلفتين سألنى المقدم فالمقدمة نفس السؤال: ماذا نفعل لهؤلاء (يقصد الإخوان)، وكنت مثلهم متألما ومحتارا، لكن إجابتى فى الحالتين كانت هى هى: إنهم مازالوا مصريين حتى لو أجرموا فى حق مصر، ومسلمين، مهما بلغت آثامهم، وذلك حتى لا نقع فى خطأ تكفيرهم فنفعل مثلما يفعلون، وكان مقدم، ومقدمة البرنامج يتوقع إجابة أخرى، فيوقفنى ويقول: هل هؤلاء الذين يقتلون أبناءنا ويسقطون جنودنا فيصرعونهم هكذا، ويفجرون أبرياءنا مجندين وأهالى هل هم مازالوا مصريين ومسلمين؟ وأتعجب من الاعتراض والسؤال وأواصل شرح وجهة نظرى قائلا:
إنه ما لم يصدر قانون ينظم نزع الجنسية وينطبق على بعضهم فينفَّذ، فسوف يظلون مصريين رغما عن كل معترض، ومادام أى واحد منهم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، فهو مسلم مهما أساء فهم الإسلام أو تاجر به أو شوهه، وليست لدىّ شخصيا أية سلطة أو رغبة لإصدار أى أحكام بعيدا عن ساحة المحكمة، أو دار الإفتاء، وبصراحة: أشفق على مقدم البرنامج وهو يمتلئ غيظاً منى وله حق، لكنه لا يرد على منطقى، بل يواصل وهو يتمادى فى وصف بشائعهم، فأقول له إن كل ثورة لها ثمن، ولابد أن نعرف كيف ندفع الثمن ونحن نواصل، وفى نفس الوقت نُحْكِمُ قبضة القانون أكثر فأكثر حتى لا يفلت منه الأذكى والأخبث، أو المحرك أو المحرض، لكن فى نهاية النهاية يظل من لا يخالف القانون منهم ومن لا يصدر ضده حكما نهائيا، يظل مصريا، (كدت أقول كما كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "رغم أنف أبى ذر").
أعرف أن الأمور صعبة، وأتعاطف مع الأبرياء الشهداء وذويهم تعاطفا مؤلما مؤرقا، الله أعلم به، وأدعو لهم بما وعدهم ربنا به، وهم لا يحتاجون دعوتى ماداموا قد صدقوا النية فالشهادة، لكننى أدعو أيضا لهؤلاء الإخوان أن يهديهم الله، ولا أستبعد ذلك برغم ما كتبته هنا وأنا أتقمصهم لأتصور إلى ماذا يصل بهم خيالهم المريض المستحيل، وماذا يتصورون أنه من الممكن تحقيقه بما يفعلون.
قلت فى مقال نشر هنا بتاريخ 10/10/2013 (أى قبل ثلاثة أشهر) إن هدفهم الخفى على الأقل يمكن أن ينحصر فيما يلى:
أ- أن تزداد البلد خرابا فيزيد السخط فيعلن فشل "الانقلاب"!
ب- أن يعود الرئيس السابق بقوة القتل والإحراق فيصلح أحوال مصر فى مائة يوم أخرى!
جـ- أن يُقدَّم السيسى ومن شارك فى إعلان خطة الطريق للمحاكم بتهمة الخيانة العظمى، ويعدموا بالسلامة.
وبعد
كان كل هذا قبل الاستفتاء على الدستور، وقبل احتفالات 25 يناير، وقبل قرار تقديم الانتخابات الرئاسية، وقبل التأكد من ترشيح من يبدو أن الشعب يرجح قيادته، وقبل ما فعلوه بأنفسهم بما أقدموا عليه من قتل جديد وخراب وتدمير، وبرغم كل ذلك فهم لايزالون يصرون على استمرار كل هذه الجرائم وهم يحسبون أنهم يحاربون جيش إسرائيل لا جيش مصر، وينتقمون من كفار قريش، وأتعجب كيف لم يصلهم أن ما يفعلونه هذا يزيد من كراهية الناس لهم، بل وكراهية ربنا لهم، وأنه بمثابة انتحار لهم، بل ولتاريخهم الذى بعضه مشرق، وكيف لا ينتبهون إلى أنهم لا ينتقمون إلا من أهاليهم، ألسنا أهاليهم أيضا، بل وينتقمون أكثر من أنفسهم.
لكننى أعود أصرّ على أنهم مصريون (إلى أن تنزع منهم الجنسية بالقانون) ومسلمون (إلى أن تصدر فتوى رسمية بتكفيرهم)، وحتى بعد ذلك فهم بشر لا توجد قوة فى الأرض تحول بينى وبين أن أدعو لى ولهم بجلاء البصيرة وبعد النظر وأن يهدينا الله وإياهم إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم أو الضالين، هل هناك نص دينى أو قانونى أو ثورى يحرمنى من الحق فى هذا الدعاء.
( ملحوظة: المسلم عنده حقوق أكثر من حقوق الإنسان المستوردة من ضمنها "حق الدعاء"، ومن يحرمنى منه إنما يخالف حقوق الإنسان التى وهبنى الله إياها دون ميثاق من أوروبا الوصية أو الأمم المتحدة).
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
حق الدعاء !!.............مكفول للجمييييييييع !!..........كالماء !!..........والهواء !!
فوق !!
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير الرفاعي
هذا هو التأسي بالرسول (ص)
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير الرفاعي
هذا هو التأسي بالرسول (ص)
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير الرفاعي
عودة الي اسئلتك لشباب 25 يناير
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير الرفاعي
عودة الي اسئلتك لشباب 25 يناير