ذكريات برائحة الموت تحملها جدران مشرحة زينهم التى تعد من أهم أيقونات ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، هذا هو المكان الذى استقرت فيه الجثث بعد تنقل مرير بين المستشفيات، مشرحة زينهم مكان المتسع فقط للموت لا يعرف معنى الحياة، كان هو أكثر الأماكن توثيقا على أحداث ثورة يناير فبداخلها وجد كل من دفع ثمنا نفيسا مقابل حرية هذا الوطن فلم يطأ أرضها شخص مخادع أو منافق فالكل هنا سواء شهداء فى سبيل الحرية، سنوات مرت ولا أحد ينسى ذكريات ثورة يناير التى غيرت مسار الأحداث فى مصر بشكل كبير فلم يكن هذا اليوم مجرد ذكرى لأحداث سياسية بل تغير فى قائمة أعمال العاملين بمشرحة زينهم.
مئات الجثث التى كانت تستقبلها المشرحة يوميا على مدار 18 يوما من أيام الثورة، إصابات بالرأس وبعضا فى الصدر وغيرها من فى أماكن رغم اختلافها إلا أنها اختارت نهاية متشابهة مؤلمة وهى الموت، صراخ وبكاء ومشدات كلامية هذا ما كان يحدث أيضا داخل أروقتها كما يؤكد أحد العاملين بالمشرحة - رفض ذكر اسمه - وقت الثورة كان هناك الكثير من أهالى الشهداء كانوا يرفضون تشريح جثث أبنائهم، كما كان هناك الكثير من الجثث أيضا المجهولة التى لا تجد أحدا يسأل عنها.
ذكريات باللون الأسود لم يكن فى وسع أحد أن يمحيها من ذاكرته وتحديدا العاملين بالمشرحة الذى تعرضوا وقت الثورة لضغط لم يعيشوه من قبل خصوصا أن أعداد القتلى التى كانت تتوافد على المشرحة فى ذلك الوقت كثيرة مقارنة بطبيعة عملهم فى السابق مما كان يضاعف عملهم لساعات طويلة.
شهداء ثورة يناير بدأوا رحلتهم من ميدان التحرير باحثين عن الحرية وانهوها بمشرحة زينهم آملين فى أن يجدوا مكانا لهم فى ثلاجة حفظ الموتى، فكثيرا كانوا فى ميدان الثورة فى يناير قبل ثلاث سنوات ولكن قليلا منهم من كان شاهدا على ما كان يحدث بداخل المشرحة على مدار أيام ثورة يناير وما خلفتها من شهداء فبمجرد أن يصل الشهيد إلى المشرحة يعرض على دكتور التشريح الذى بدوره يحدد سبب الإصابة ويعد تقريره عن الحالة ليسلم الشهيد بعدها ليد العامل الذى يقوم باغتساله لينتهى بذلك مشواره ويقبع فى ثلاجة الموتى لا يفرقه عن من ينام جواره سوى أرقام وعلامات لا يفهمها سوى العاملين بهذا المكان.
مجهولى الهوية بالمكان قصصهم تدمى القلب و"توجعه "فكما دخلوا من باب المشرحة خرجوا دون صخب فى جنازات جماعية بعد أياما من الثورة لم يحصلوا على الحرية التى طالبوا بها أو فرحوا بعيشة فى وطن أفضل بل خرجوا إلى مثواهم الأخير ولم يأخذوا من هذا الوطن سوى علم لفت به نعوشهم.
لمزيد من أخبار المنوعات..
اكتشاف آثار من العصر الحجرى فى السويد
طفل مصرى ينقذ حياة سيدة نمساوية دفعها مخمور أمام عجلات مترو الأنفاق
أغنياء العالم يزدادون ثراء
فى ذكرى 25 يناير..
مشرحة زينهم.. الشاهدة على الدم والجثث الملفوفة بعلم مصر
الأحد، 26 يناير 2014 03:33 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة