ثلاثة أعوام لن تنسينا "الميدان"، بقعة شرف طاهرة لن تختفى معالمها مهما مر الزمن، شرارة الحرية الأولى، وحكايات من قلب ثورة تمر عليها الذكرى واحدة تلو الأخرى، هى حكايات وتفاصيل الميدان التى استقرت باقية بين زحام الأحداث، لن ننسى من وهبوا أرواحهم فداء لذكرى امتدت حدودها خارج قوائم الأسماء، ووقف خلفها آلاف الجنود اللذين لم يختاروا التخليد، بعضهم من احتفظ بموقعه ثابتاً بين الاشتباكات، والبعض الآخر من أقسم على أداء واجبه مهما كلفه الأمر، مشاهد لذكريات الثورة على ألسنة أصحابها، كانوا وسيظلون شهود العيان وأبطال الظل فى موقعة الحرية، وكتب التاريخ التى لن تنسى ذكراهم مهما طالت المدة.
بقعة خالية استقرت فى منتصف الاشتباكات، رصوا فيها الأدوية التى نجحوا فى جمعها كيفما أتفق، علقوا بجانبها لافتة أعلنت عن مكان "المستشفى الميدانى" بأطراف الميدان، ثلاثة أماكن رئيسية ظهرت دوماً من أعلى غلبت عليها ألوان البالطو الأبيض وحركة أطباء الميدان التى لا تنقطع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فى مشاهد لن ينساها المصريون حتى بعد مرور ثلاثة أعوام كاملة على ثورة لم تعرف طريقها للراحة بعد.
مسجد عمر مكرم، ممر صغير متفرع من شارع محمد محمود بالقرب من الجامعة الأمريكية، ناصية شارع طلعت حرب، كانت هى الأماكن الرئيسية لمقرات المستشفى الميدانى التى تحولت بعد أيام الثورة الأولى لواحدة من أقوى أيقونات الثورة التى تستعيد ذكراها للمرة الثالثة، حركة لا تنتهى من الأطباء المتطوعين، معونات لم تنقطع يوماً عن كل من شارك بما يستطيع، وحكايات وقصص غلفها النسيان لأولى شهداء ومصابى الثورة، هى ما تشهد عليها المستشفيات التى صبت عليها الثورة أقسى مشاهدها، إسعاف المصابين وحصر أعداد الشهداء، ونقل من يستوجب نقله لأقرب مستشفى، كانت هى أدوارهم التى أدوها على أكمل وجه.
الدكتور "حسام أبو السعود" أحد الأطباء المتطوعين الذين عاصروا الثورة منذ بدايتها، لم يسعفه الوقت لسرد تفاصيل عاشت فى مخيلته مثل غيره من الأطباء اللذين شاركوا الثورة لحظاتها الفارقة، الصمود فى منتصف الاشتباكات، والهرولة نحو المتساقطين لنجدتهم بين أدخنة الغاز، ذكرى أرواح صعدت أمامهم، وأخرى عادت للحياة، هى التفاصيل التى يتذكرها من ثورة اندلعت بين أيديهم، وتركت لهم مسئولية "الإسعافات الأولية" لجراحها، "عيشنا أيام الثورة من زاوية ما تتنسيش، شوفنا اللى ضحوا بحياتهم، وشوفنا اللى اتصابوا إصابات مش هتمحيها الأيام بسهولة" هكذا يتذكر ملحمة كاملة من ملاحم الثورة التى وقف فى ظهرها متطوعى المستشفيات الميدانى فى الميادين.
التبرعات والمعونات الشعبية كانت هى السمة الأبرز على عملهم المستمر داخل الميدان، دور لا يقل أهمية عمن فقدوا أرواحهم هكذا "وصف" معبراً بلسان غيره من الأطباء اللذين فرقتهم الظروف، ولم تذكر أسمائهم قوائم البطولة، ولكنهم بقوا أبطال اللحظة فى كتاب ذكريات ثورة.
لمزيد من أخبار المنوعات..
وصفات طبيعية للعناية بالشعر وفرده بسرعة وسهولة
أقنعة طبيعية لتقشير البشرة.. اصنعيها فى المنزل
وجود أكثر من برنامج Flash على متصفح كروم وراء مشكلة "Shockwave Flash"
المستشفى الميدانى أيقونة باقية فى ذكرى الثورة
الأحد، 26 يناير 2014 10:34 ص
إحدى المستشفيات الميدانية بالتحرير ـ أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة