أرسل (...) إلى افتح قلبك يقول:
فى البداية أحب أن أخبرك يا دكتورة أن هذه هى المرة الأولى التى أستشير فيها أحدا فى علاقتى الزوجية، كما أنك ستكونين الوحيدة التى تعرف ما سأحكيه هذا، فأنا لم أجرؤ قط على فتح هذا الموضوع مع أحد من قبل.
تزوجت عن قصة حب طويلة منذ 16 سنة تقريبا، وزوجتى جميلة وذكية وصبورة، وقفت بجانبى كثيرا، وتحملت معى كثيرا، تشاركنى أعباء الحياة، وتضحى براحتها كثيرا من أجلى، لهذا أنا أحبها بجنون، فعلا لا قولا، فأنا لا أشعر بأى تأثير للسنين على حبى لها، بل بالعكس لقد كان إحساسى بها يزداد مع الأيام.
ولكن منذ 5 - 6 سنوات حدث أمر ما، قلب حياتى رأسا على عقب، فقد شككت فى هذا الحين أن زوجتى تحب شخصا ما من أقاربى، لم يرقى الأمر إلى كونه أكثر من شك، لكنه كان يؤرقنى بشدة، حاولت التغاضى عنه فى البداية لكنى لم أحتمل، فصارحتها بشكى، لكنها وبكل أسف لم تجيبنى بأى إجابة شافية، ردت على ردودا زادت حيرتى، ولم أفهم منها شيئا، ولم أخرج من هذه المواجهة إلا بأنها أخذت منى موقفا لشكى فيها.
لم أقتنع بما قالته، ولم أنسى الموقف، وإن كنت قد تعمدت الظهور وكأنى نسيت كل شىء، كما أن المواقف التى تدعم وتؤكد شكى تزاديت مع الأيام، أصبحت الغيرة تحرقنى فى كل موقف وفى كل حركة منها، فأصبحت أفتعل لها المشاكل، وأختلق معها الخلافات والخناقات، لأفرغ غضبى وسخطى، لكن دون أن أواجهها بما يعتمل بداخلى بصراحة.
بالطبع تغيرت حياتنا كثيرا منذ ذلك الوقت، لم تعد بالصفاء والهدوء التى كانت عليه، ولكنى لا زلت أحبها، ولا أريد عذابى أو عذابها، كم أتمنى لو صارحتها وألقيت عن كتفى هذا الجبل الذى أحمله ليل نهار، ولكن هناك أشياء كثيرة تمنعنى:
- خوفى من اكتشاف أن شكى فى محله.
- أشعر أن رد فعلى هذا جاء متأخرا جدا.. بعد 6 سنوات.
- أن أجرح مشاعرها بشكى فيها طوال هذه المدة لو كانت مظلومة.
- أخاف أن أعترف لها أنى لم أكن صادقا معها، وأنى كنت أتعمد تعذيبها وأذيتها فى هذه الفترة السابقة.
- أخاف أن أخسرها بشدة، فأنا لا أتخيل حياتى بدونها.
الوضع الآن متأزم جدا بينى وبينها، ونحن متخاصمان منذ فترة... أريد أن أنسى كل هذا وأعود لحياتى التى أحببتها سابقا، ولكنى فى نفس الوقت لا أستطيع أن أنسى دون أن أفهم، ودون أن أجد أجابات لكل أسئلتى الحائرة.. بماذا تنصحينى؟
وإليك أقول:
اسمح لى أن أقول لك... يااااااا صبرك!!! 6 سنوات من الشك دون أى فعل!!! أمر صعب جدا حقيقة.
سيدى أنا لا أستهين بحلمك وبقدرتك على التحمل، ولكنها فى الواقع فى غير محلها إطلاقا هنا، فأبدا لن تستقيم الحياة بهذا الشكل مهما كنت حليما أو صابرا أو تظاهرت بذلك، لأن الأمر تجاوز الصبر إلى كونه تجاهل أو لا مبالاة فى أمر لا يمكن غض الطرف عنه أبدا، إن هذا الوضه يصعب تحمله عند الزوجات، فما بالك به لدى الأزواج؟!!.. أمر شاق بكل تأكيد.
عندما قرأت الأسباب التى منعتك من مصارحة زوجتك مؤخرا، أعجبنى جدا صراحتك مع نفسك فيها، فقد رتبتها بالشكل الصحيح فعلا، لأنك ذكرت فى أولها وعلى رأسها خوفك من اكتشاف صدق شكوكك، وهذه آفة البشر أجمعين... أنهم يخافون اكتشاف الحقيقة إذا كانت ستسبب لهم الألم، ويفضلون الاستمرار (على عماهم) حتى لا يكونون مهددين بفقد ما اعتادوا واستقروا عليه، الأمر الذى يدفعنا جميعا إلى تحمل ما لا يجب تحمله، وإلى تجاهل ما لا يمكن السكوت عنه، فنقع فى مشاكل أكبر، ونصل إلى نفس النتيجة التى نخاف منها... حياة متعبة مؤرقة مؤلمة، ولا نعرف لها نهاية.
يجب عليك أن تستجمع نفسك يا سيدى وأن تواجهها، إما مباشرة أو حتى عن طريق كتابة أفكارك بشكل مرتب فى رسالة لها، تمنحها الفرصة لتقرأها وترد عليك فورا، وليس بعد قليل حتى لا تمنحها الفرصة والوقت لتلفيق ما هو ليس بحقيقى، اسمع ردها عليك وهى تحت تأثير الصدمة، لأنه أنسب وقت ستخرج فيه الحقيقة، فلا مجال ولا عقل للتزييف أو التدليس.
إن كانت مظلومة فستبرهن لك على صدقها، وترد على تساؤلاتك بما يريح قلبك، وتكون بذلك أرحتها وأرحت نفسك من كل هذا النكد المفتعل والأزمات المختلقة التى عشتموها طوال السنوات الماضية... هى ستغضب نعم، ستتألم بكل تأكيد، لكن بدون شك سيكون ذلك أرحم لها من المزيد من المشاكل التى لا تعرف لها سببا.
أما إذا كانت غير ذلك، فكفاك راحة أنك عرفت ذلك، مهما كان الوضع سيئا، ومهما كان شعورك بالخسارة حينها، لكنه الواقع... الحقيقة التى يجب عليك مواجهتها شئت أم أبيت، التى لم تكن لتتغير من تلقاء نفسها، لمجرد أنك ترفض رؤيتها أو الاعتراف بها.
أول خطوة فى علاج أى مرض تكون بتشخيصه، وبمعرفة أنه موجود، ثم لنا بعد ذلك أن نبحث ونفكر فى طرق علاجه، لكننا لا يمكن أبدا أن نتعافى منه بمجرد إنكار وجوده، أو بتأجيل اكتشافنا له عمدا.
صدقنى يا سيدى لا بد من المصارحة والمكاشفة، مهما كانت النتيجة، فلا يمكن أن تستمر الحياة بهذا الشكل، والذى تخاف منه - خسارتك لها أو من إنهدام بيتك - سيحدث أيضا لو استمر الحال على هذا... لا مفر من أن تعرف الحقيقة، بأن تواجه زوجتك بكل ما بداخلك، وتمنحها الفرصة كاملة لتشرح لك موقفها هى أيضا.
قد تقول لى وماذا أفعل لو اكتشفت أن شكى كان فى محله؟ سأقول لك إن القرار سيختلف باختلاف ما وصلت إليه الأمور، وباختلاف موقفها أيضا.
فإن كانت زوجتك شعرت بالإعجاب أو الحب نحو شخص ما، دون أن يترتب على هذا الشعور أى فعل آخر، كمكالمات أو مقابلات أو اتفاقات أو ما شابه، فحينها لن يكون الأمر أكثر من انحراف فى المشاعر، لم ينتج عنه أى خسائر ملموسة، حينها يمكن منحها فرصة أخرى، خاصة إذا أبدت ندمها على ما حدث، ولمست أنت منها توبة حقيقية، ورغبة فى إصلاح هذا الخطأ... فهى أخطأت ولا شك، لكن ندمها وتوبتها، وحبك لها ورغبتك فى الإبقاء عليها قد يدفعك ويدفعها إلى البداية من جديد بصدق.
أما إذا كان الأمر أدى إلى حدوث تجاوزات بشكل أو بآخر بينها وهذا الشخص، أو أنها ليست نادمة أو شاعرة بأى خطأ أو تقصير منها... فلن يلومك أحد حينها إذا أنهيت هذه العلاقة تماما، بالتأكيد سيكون الأمر مؤلما بالنسبة لك، وستشعر بأن خسارتك فادحة فى بداية الأمر، لكن لا أعتقد أبدا أنك رابح بسكوتك وبقائك على هذا الوضع.
للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك..
h.yasien@youm7.com
لمزيد من أخبار المنوعات:
صخرة بيضاء غامضة تظهر قرب مركبة ناسا فى المريخ
بالصور.. طفلة أثيوبية "زوجة" فى العاشرة و"أم" و"أرملة" قبل الرابعة عشر
صحيفة روسية: 56% من الروس يحبذون دفن جثمان زعيم الثورة البلشفية
د.هبة يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hala
أه و الله
كل ده و ساكت ليه مش فاهمه؟؟؟؟؟