وجه الرئيس عدلى منصور، كلمة للشعب المصرى بمناسبة إقرار الدستور، أكد فيها ضرورة بناء الوطن على أسس من العدل تجمع ولا تفرق، مشيرًا إلى أن المصلحة الوطنية ستظل دومًا هدفنا الأسمى ورسالتنا الموحدة ورمزنا الجامع، وإلى النص الكامل للكلمة:
الإخوة المواطنون..
شعب مصر العظيم..
شهد وطننا الحبيب فى الرابع عشر والخامس عشر من يناير الجارى يومين عظيمين من أيام مجده وتاريخ نضاله ومسيرة عمله.. يومان ضرب فيهما المواطن المصرى مثلاً نموذجيًا وقدوة يحتذى بها فى الوعى السياسى وتقدير المسئولية، بعد أن لبى نداء الوطن ومنح دستور مصر شرعيته وسطر فى تاريخ الوطن بأحرف من نور بداية مستقبل واعد لوطنه.
أقول لكم عن اقتناع صادق إنكم تبرهنون يومًا تلو الآخر على وعيكم الوطنى الثاقب وتغليبكم للمصلحة الوطنية التى ستظل دومًا بإذن الله هدفنا الأسمى ورسالتنا الموحدة ورمزنا الجامع.
إن ما شهدناه معًا من إقبال كبير على المشاركة فى الاستفتاء على الدستور وإقراره بهذه النسبة غير المسبوقة فى تاريخ الديمقراطيات الوليدة إنما يدلل على أننا نحن المصريين بدأنا طريقًا قد يكون صعبًا لكنه الطريق الصحيح سنجنى بعون الله من خلاله ثمار ثورتين مجيدتين ضمتا شبابًا لم يتردد فى التضحية بروحه لتحيا أمته.
وقدم أرواحه قربانًا لينال الوطن حريته بأرواحهم جادوا بدماء أحبائكم لم تضنوا على وطنكم ولم تتوانوا يومًا عن تحقيق رفعته وعزته.
بنــى وطنــي..
الإخـوة والأخـوات..
إن إقرار دستور مصر الجديد لم يكن غاية نصبو إليها فى حد ذاتها فحسب أو ختامًا لسعى أكملناه من أجل الوطن دون غيره.. بل كان وسيلة وخطوة وطنية جادة واثقة وثابتة لوطن كان وسيظل مهدًا للحضارة وقلبًا نابضًا لمحيطه العربى ومركز إشعاع حضارى دينى وثقافى لعالمه الإسلامى ومحورًا للعالم بأسره.
تلك كانت الخطوة الأولى فى مسيرتنا نحو المستقبل وإصرارنا أكيد على مواصلة مسيرة الوطن نحو بناء تشريعى ديمقراطي.
يحيل نصوص هذا الدستور ومواده إلى قوانين ملزمة قابلة للتطبيق ومكسبه للحقوق والحريات وعزمنا لن يفتر وإرادتنا لن تلين سنتلاحم ونتكاتف جنبًا إلى جنب كالبنيان المرصوص.. يشد بعضه بعضًا.
وإننى لعلى ثقة فى أن من ستقررون تسليمه راية الوطن سيكون لديه نفس العزم وذات الإرادة لنبنى وطنًا جديدًا يجمع ولا يفرق.. يجذب ولا يطرد ويقيم أسس العدل ويرسى قيم الحق والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع تجسيدًا للمطالب الثورية المشروعة ولأهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو النبيلة.
لقد وضعنا بإقرارنا دستورنا هذا أولى لبنات مصر المستقبل لنبنى وطنًا يكرس الحرية والديمقراطية يتخذ من الحق والعدل منهاجًا للعمل والحياة يحفظ لكل إنسان حقه فى العيش والحرية والكرامة الإنسانية لقد أحسنتم الاختيار فى أول استحقاق لخارطة طريق مستقبلنا وإننى لعلى ثقة فى أنكم ستحسنون الاختيار على مستوى الاستحقاقين المقبلين.
الإخــوة المواطنــون..
إن مفهوم الثورة مفهوم متكامل لم يقف يومًا عند حد التخلص من الظلم أو دفع القهر وتغيير الواقع السيئ وإنما يمتد ليشمل استكمال البناء وتحويل آمال وطموحات الشعوب إلى واقع ملموس ويبرهن تاريخنا المعاصر على ذلك فلنا فى ثورة يوليو 1952 تجربة حية شاهدة.
تلك الثورة البيضاء التى أنجزها رجال من خيرة أبناء مصر
الأوفياء والتى أسست لنهضة صناعية وزراعية حديثة ونشرت قيما سامية ومعانى اجتماعية وتكافلية جليلة ما زالت حية فى ذاكرتنا ووجداننا.
الإخــوة المواطنــون. .
أنتم أصحاب هذا الوطن المعبرون عن إرادته أما نحن فدورنا أن نضمن تحقيق هذه الإرادة وإننى أعدكم أنها ستكون نافذة مهما كانت التحديات وأيًا كانـت مصادرها.
إلى سيدات مصر الفضليات.. أقول.. تحية إعزاز وتقدير للمرأة المصرية التى كانت وستظل تقدم عطاءها أمًا فاضلة وزوجة واعية وأختًا حانية وابنة صالحة لقد ضربتن مثالاً رائعًا وأضحيتن رمزًا للوعى السياسى الذى بدأ بمشاركتكن الفاعلة فى إشعال جذوة ثورتى 25 يناير و30 يونيو. . وتجسد فى اصطفافكن أمام لجان الاقتراع بعزيمة وإصرار مشهودين وروح ملؤها الفرحة والتفاؤل بغد مشـــرقٍ.
لقد أكدتن ــ بشكل قاطع ــ بتلك المشاركة الكثيفة الواعية معانى كثيرة وحقائق متعددة طالما حاولت منظمات الدفاع عن حقوقكن التعبير عنها لسنوات طويلة.
وللشـــباب أقول.. كنتم وقود ثورتين شعبيتين أدركتم حجم التحديات وكنتم على قدر المسئولية ولكـن دوركـم لـم يكتمـل بعـد.
أنتم مقبلون على مرحلة البناء والتمكين كونوا على ثقة فى أن غرسكم الطيب سيخرج نباته طيبًا.
استكملوا المسيرة وانخرطوا فى الحياة السياسية بمفهومها الواعى من خلال إثراء العمل الحزبى فى ظل حريات تعلمون أنها باتت مكفولة.
واعلموا أن ما سعى المصريون رجالاً ونساءً وشيوخًا لبنائه
بعونكم إنما سيكون لكم ولأبنائكم فأنتم مستقبل هـذه الأمـة، وللأحـــزاب والقــوى السياســية أقول: استغلوا مناخ الديمقراطية قدموا لقواعدكم الشعبية برامج فعالة وملموسة يكون من شأنها إحداث نقلة نوعية فى الثقافة السياسية للمواطــن المصــرى.
اجعلوا الاختلاف وسيلة تؤدى إلى التوافق على مصلحة الوطن.. واعلموا أن البقاء والنجاح فى مصر اليوم لن يكون سوى للأصلح وللأكثر قدرة على الإبداع والعطاء وإرضاء طموحات المواطن المصـــري.
أبناء الشعب المصرى العظيم..
تحية شكر واجبة وتقديرًا خالصًا لرجال الشرطة والقوات المسلحة البواسل عيون الوطن الساهرة الذين أمنوا عملية الاستفتاء على الدستور بعمل دءوب متواصل وجهود مضاعفة وسواعــد فتية، كم تحملوا من مخاطر ليخرج استفتاؤنا بهذه الصورة الآمنة المشرفة والمتحضــرة.
تحية لكل ضابط وجندى كان على استعداد لتقديم روحه فداء لهذا الوطن ليؤمن له ولنا مستقبلاً أفضل وحياة أكثر رخاء ومناخًا أرحب ديمقراطية كل الفخر والاعــتزاز منــا لهــم.
الإخــوة والأخـــوات..
إن سعادتى غامرة.. بما لمسته من مشاعر وطنية صادقة جمعت بين أبناء وطن واحد صفهم واحد جمعهم واحد وإرادتهم واحدة وإرادة يحميها ويرعاها الله فهو نعم المولى ونعم النصير.
أدعوكم باسم مصر أن تظلوا كما برهنتم على قدر المسئولية نقطع على أنفسنا عهدًا أمام الله والوطن أن نقدس العمل، ونحترم النظام ونتمسك بقيمنا وهويتنا ووسطيتنا واعتدالنا.. أزهرنا وكنائسنا لنكن معًا دومًا من أجل مصر.
للمزيد من التحقيقات
خلال لقائه وزير التعليم ومحمد صبحى.. الرئيس منصور يعد بتنفيذ مشروع بناء المدارس بالمناطق المحرومة بأسرع وقت.. و"أبو النصر": إستراتيجية لتطوير المناهج.. والتعليم الفنى سينال اهتماما غير مسبوق
وزير الداخلية يجتمع مع قيادات الوزارة لبحث تأمين احتفالات 25 يناير.. ويطالب القوات بإجهاض مخططات إفساد الذكرى وتكثيف الدوريات المسلحة حول العاصمة.. ويحذر من الاندساس وسط المواطنين أثناء الاحتفال
التلفزيون الإسرائيلى يكشف مخططا صهيونيا لهدم الأقصى وبناء الهيكل.. متطرفون يهود جمعوا الحجارة من البحر الميت استعدادا لبنائه..وحاخام متطرف ليس للمسلمين شىء فى الأقصى وليذهبوا إلى مكة والمسيحيين لروما
ننشر نص كلمة الرئيس عدلى منصور بمناسبة الاستفتاء: نبنى الوطن على أسس من العدالة.. وإقرار الدستور بنسبة غير مسبوقة يدل أن مصر فى طريقها الصحيح.. ومن ستقررون تسليمه راية الوطن سيكون لديه نفس العزم
الأحد، 19 يناير 2014 08:14 م
الرئيس عدلى منصور
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ئشن
الرئيس منصور شخصية متزنة محترمة يعى مايقول لانه رجل دولة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عبدالباسط ابن الـــــــــــوادى
ر جل نكن له كل الود والإحترام
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحى جعفر السمان احمد-اشهر قارىء لجريدة اليوم السابع فى دشنا-قنا
الرئيس منصور -هدية- من اللة لمصر فى ادق مرحلة من تاريخها
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحى جعفر السمان احمد-اشهر قارىء لجريدة اليوم السابع فى دشنا-قنا
الرئيس منصور -هدية- من اللة لمصر فى ادق مرحلة من تاريخها