"القراموص" قرية بالشرقية تعيش على زراعة وصناعة البردى

السبت، 18 يناير 2014 12:18 م
"القراموص" قرية بالشرقية تعيش على زراعة وصناعة البردى صورة أرشيفية
كتبت سماح عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يخلو بيتاً بقرية "القراموص" فى محافظة الشرقية من العمل فى زراعة أو صناعة البردى، تلك المهنة التى ربما لم تفرق بين أياً من سكانها سواء من ناحية الجنس، التعليم أو العمر، أتخذ العمل به طابعاً عائلياً. بل تكاد تكون القرية الوحيدة على مستوى العالم التى تعمل به. يقتطع الرجل حجرة خاصة لتصنيع البردى، وكأنه أصبح شريكاً أساسياً فى المنزل.

عن طريقة زراعة البردى يقول محمد حسن "فلاح" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، يتم تسوية الأرض وتغريقها بالماء، يصل طول الشتلة حوالى متر، يفصل بين كل شتلة وأخرى متراً، حيث يتمدد النبات كما يزُرع فى فصل الصيف ولابد من توافر المياه الكثيرة لأنه يحتاج لكميات غزيرة من المياه، كما يُزرع كل عشر سنوات مرة واحدة، فى المرة الأولى يُحصد بعد 6 شهور، ثم كل ثلاثة شهور بعد ذلك.

وأضاف "حسن" يصل طول النبات أحياناً إلى ستة أمتار، لذا صنع منه المصريين القدماء المراكب كما أثبت الباحث الدانماركى "سورهان نديان"، مضيفاً بأن البردى غير مجهد للتربة بل يساعد على خصوبتها.

ويقول عبد الحكيم هاشم رئيس جمعية تنمية البردى بالقرية عن طريقة صناعة البردى، تبدأ من حصد النبات، ثم تُقطع العيدان حسب المقاسات المطلوبة بخيط السنارة البلاستيك نظراً لسمكه، ثم يُقطع إلى شرائح طويلة، لتوضع فى أوان مملوءة بالبوتاس المخلوط بالماء فى درجة حرارة معينة، وتسمى "بالبوتسة" للعمل على تليين الشريحة، ثم "الكلورة" حيث توضع الشرائح فى الكلور ليتم تنظيفها ومنحها لون أبيض، ثم رص الشرائح لعدة طبقات بالطول وبالعرض على القماش والكرتون ثم توضع أسفل المكبس، وهو الآلة الوحيدة الموجودة فى هذه الصناعة ليجفف المياه من الشرائح فتحرج لنا الورقة.

وأضاف "عبد الحكيم" نصل لمرحلة الطباعة والرسم وغالباً تكون رسومات فرعونية، يقوم بها نساء وعمال بسطاء ربما لا يعرفون القراءة أو الكتابة، ولكنهم تدربوا على هذا العمل فتحولوا إلى فنانين تشكيليين بالفطرة اشتهروا على مستوى العالم، وأحيان يطبعون أحد الرسومات مباشرة على الورقة من الآلة.

كما أشار"عبد الحكيم" لمرحلة التسويق حيث يقوم التجار بشراء الورق وتسويقه فى القاهرة والمناطق السياحية.

وأكد "عبد الحكيم" أن المظلوم فى هذا الموضوع هو المنتج عكس الموزع، نجد السيدة من الصباح حتى المساء فى وضع جلوس معين، تعانى من حرارة الصيف وبرودة الشتاء. وإن كانت تنتج مائة ورقة بمائة جنيه فى اليوم، فأنه بالطبع يتم خصم تكلفة الكلور والبوتاس والقماش والكرتون وهكذا لن يتبقى سوى 25 جنيهاً وهو مبلغ بسيط لا يتوازى مع مجهودها.

وأضاف "عبد الحكيم " يتراوح سعر الورقة من 100 إلى 150 قرشاً. وذلك للمقاس الشعبى (30 فى 40).

يقول عبد المبدى أحمد عملت منذ طفولتى مع الدكتور أنس مصطفى الذى أدخل البردى للقرية عام 1976 ثم أخذت خطاً بمفردى فى هذا المجال، بداية من زراعته إلى تصنيعه كاملاً.

وأشار إلى أن أطوال الورقة تبدأ من 30 سم وتصل لمترين فى مترين، وهناك من يطلب أكثر لاستخدامها فى رسم لوحات معينة، وأطوال أكبر تصل لمائة متر لوضعها فوق واجهات الفنادق والشركات، يمكن استخدام ورق البردى كورق حائط، كما تصُدر سواء فارغة أو مرسوماً عليها، تُستخدم أيضاً لكتابة شهادات التقدير.

بل تستخدم جذوره أحياناً فى صناعة بعض الأدوية، رأسه "الشوشة" فى الزينة حيث تزين بها بوكيهات الورد، باختصار يُستغل النبات من الرأس إلى الجذر.

تقول "ثناء" ليسانس دراسات إسلامية وزوجة،عملت بالبردى بالوراثة، مهنه مسلية حتى وإن كانت مرهقة، تحتاج للصبر. كما أشارت "مى" بكالوريس خدمة اجتماعية إلى أن ما يميز هذه الصناعة هو عمل النساء فيها بالتوازى مع الرجال، حيث تقوم بتصنيعه وإعداده للبيع بينما يقوم الرجال بزراعته وتسويقه فقط. وأضافت"مى" بأن البردى يوحد العائلة والتى تعمل به جميعها، كما أكدت أن المؤهل الجامعى لن يمنعنا من العمل فى البردى بل نفخر بذلك.

من أبرز عيوب الصناعة كما ذكر أهالى القرية، ارتباطها بالسياحة صعوداً وهبوطاً. لذا طالبوا بعمل دعاية سياحية لها، وطبع كتاب يشرح كل ما يتعلق بالبردى، كى يأتى السياح ويرونه على الطبيعة وكيف يُصنع بمعدات يدوية بسيطة، كل سياحة البردى تعتمد على تلك الورقة التى حملت أهم رسائل والحكام والملوك، لذا يجب التعريف بهذا المنتج بصورة تليق به.

كما عرض عبد الحكيم هاشم إلقاء محاضرات وعمل معارض للوحات البردى ولاسيما أنها تضم رسوماً للفن الإسلامى وأخرى فرعونية والاهتمام به كفن مثل الفنون الأخرى. بل عرضة خارجياً للتعريف بحضارتنا.

ويضيف أهالى القرية للأسف يعمد البعض لإهانة ورقة البردى، والذين لا يعرفون قيمتها، فيتعاملون معها من الناحية التجارية. بمعنى أن تكلفة الورقة تصل إلى خمسة جنيهات فيقوم الفرد ببيعها بسعر أقل على أساس بيع كمية كبيرة ومن هنا يحقق مكسباً. أو وضع الورقة بجوار الأحذية أو منتجات لا تتواءم معها وكأنه يبيع سلعة عادية.

وأكدوا على ضرورة منح تجار البردى ترخيصاً لفتح محال خاصة به ولا أن يتُرك الأمر دون رقيب.

للمزيد من اخبار المنوعات..

بالصور.. موضة "ناموسية" السرير تعود من جديد

بالصور..أجمل فساتين الزفاف للعروس فى الشتاء

5 خطوات لتبدين جذابة بدون استخدام أية مستحضرات تجميل






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة