"حلاوة زمان.. عروسة.. حصان" وغيرها من الأغانى التى ارتبطت بالمولد النبوى الشريف الذى يتفنن المصريون دون غيرهم من الشعوب الإسلامية فى طريقة الاحتفال بهذه المناسبة، عروسة المولد والحصان الحلاوة استقرا طوال سنوات على عرش أبطال المشهد منذ العصر الفاطمى مروراً برحلة طويلة من تراث "العروسة الحلاوة"، التى اختلف شكلها عاماً بعد آخر، حتى تحولت من تراث مصرى إلى "عروسة صينى" تغزو الأسواق المصرية التى اختفت منها عروسة مصر بتاعة زمان.
داخل شارع باب البحر، حيث تنتشر محلات صناعة وبيع عرائس وحلويات المولد جلس الحاج "حسن الزغاط" أحد أقدم مصنعى عرائس المولد البلاستيكية أمام فرشته التى يعرض عليها "عرائسه"، يفتش فى وجوه المارة عن زبون، بوجه بشوش يسرد حكايته مع العروسة المولد: "من زمان وأنا هنا فى الشارع ده، أصل المحل ده بتاع جدى وارثين الصنعة منه، بس زمان كان بيشتغل فى العرايس الحلاوة، لكن بعد المشاكل الكتيرة اللى طلعت فيها علشان التلوث قررنا نشتغل فى العرائس البلاستيك".
ويوضح الحاج "حسن" طريقة صناعة عروسة المولد البلاستيكية، فيقول إنها تتكون من "عروسة بلاستيك عادية وقاعدة كرتونية وشاسيه حديد وفستان "تل"، حيث يتم تركيب الشاسيه إلى العروسة، ثم يتم كسوتها بالفستان "التل" مع جعله يأخذ شكل جمالى ذو "كرانيش"، ثم يتم تركيب قاعدة العروسة، ثم يتم تزينها باستخدام بعض ورود الستان وفصوص الزجاج.
على جانب آخر من الشارع المزدحم جلس الحاج "أشرف فرج العربى" أقدم صناع عرائس الحلوى بالشارع، يتحدث عن الصنعة وتاريخ عروسة المولد بلسان مدرس تاريخ "العروسة والحصان بدأوا مع العصر الفاطمى، الحصان كرمز لخيول المسلمين، والعروسة فكانت معروفة زمان باسم "عروسة النفقة"، ودى كانت من أساسيات الجواز زى المهر والشبكة".
يصف الحاج "أشرف" عروسة المولد المصنوعة من الحلوى"، قائلاً: بنعملها من السكر الخام على شكل عروسة حاطه إيديها فى وسطها ومزينة من ظهرها بالعديد من المرواح الورقية".
وعلى بعد خطوات قليلة يقف الحاج "على" الأخ الأصغر لـ"أشرف" لشرح مراحل تصنيع العروسة: يتم صب السكر المنصهر فى قوالب تكون على أشكال عروسة وحصان، ثم تترك فى الماء حتى تجف، ويتم تزيينها بعد ذلك ووضع الفستان لها والمراوح الخلفية، لتنتج العروسة المعروفة لنا، وتترواح أسعارها بداية من 5 جنيهات وحتى 80 جنيهاً.
"زمان الشغل كان أحسن وفى إقبال وكان فى إبداع، لكن دلوقتى الناس اللى بتعمل القوالب اللى بنصب فيها العرايس والأحصنة انقرضت" بهذه الكلمات فسر "على" أسباب اختفاء الإبداع من المهنة، مشيراً إلى أنهم كانوا يصنعون فى الماضى بعض العرائس على شكل الفنان الراحل "محمود شكوكو" بشكله المميز، بالإضافة إلى أشكال السفينة والمسجد، أم اليوم فاختفت العروسة تاركة مجال للعروسة الصينى فى زمن المضروب.
للمزيد من أخبار المنوعات..
التصالح مع النفس والتفاؤل طريقك للتميز فى عملك
ترخيص بصيد وحيد قرن يباع بمبلغ 350 ألف دولار على الرغم من احتجاجات
وصفات طبيعية لنضارة بشرتك وحمايتها من الجفاف
"العروسة والحصان".. من تراث مصرى إلى "سبوبة" صينى
الأحد، 12 يناير 2014 11:11 ص
الحاج أشرف عربى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة