عجبت لمن يتعاطون السياسة والدين ويحسبنون ويحوقلون، باتوا يفسرون كل شىء على هواهم فإذا كان الأمر فى صالحهم قالوا فيه كلاما يصل إلى الشعر، وإذا خالفهم أوصلوا الطرف المعاكس لهم إلى درجة الخيانة والعمالة والكفر والعياذ بالله لماذا كل هذا الصخب أليست الدنيا فانية كما أخبرنا الله تعالى لماذا التطاحن من أجل مناصب زائلة، منذ قيام ثورة 30/6 وأنصار الإخوان الإرهابيين على مختلف أشكالهم ( شيوخ ورجال وأطفال بل ونساء بالنقاب حاجة غريبة) ينامون فى الشوارع ويقطعون الطرق ويعطلون المصالح تحت بند اعتصام سلمى مع أنه بعيد كل البعد عن السلمية ويحاولون بشتى الطرق شد أطراف عديدة أخرى معهم فى هذا التيار المعاكس ليس ضد الجيش والشرطة فحسب ولكن للشعب أجمع، يقولون إن اعتصامهم سلمى فهل من السلم أن أقطع الطريق بطول شارع حيوى مثل الخليفة المأمون ؟ هل من السلم أن أعطل الدراسة بالجامعة والامتحانات؟ هل من السلم أن أحاول اقتحام وزارة الدفاع ؟ هل من السلم أن اكسر كاميرا مراسلى الصحف والفضائيات اتفقنا أو اختلفنا عليها فالمراسل أولا وأخيرا موظف سيتم خصم المعدات من راتبه !!! من أوصى هؤلاء بما يفعلون هل هم فقط المؤمنون ونحن الكافرون ؟ هل هم الذين يفهمون بالسياسة ؟ أم ان فى الأمر شىء مريب، لماذا يحاولوا أن يجرونا إلى الهاوية إن البلد تتهاوى وعلى هذا الحال لن تقوم قبل عشرة إلى خمسة عشر عاما من الآن على افتراض أن الجميع سيعمل صالحا، وهذا لن يحدث فى ظل هذا التطاحن والأنانية التى تملكت الجميع وعلى رأسهم من وثق بهم الشعب وأسموا أنفسهم نخبة ونشطاء وغيرها من المسميات الحديثة.
وهاهم يتهاوون وتنكشف أسرارهم المخزية واحد تلو الآخر وأصبحت لغة الأنا هى السائدة ولتذهب البلد إلى الجحيم يجب أن يعى كل أبناء هذا الوطن إن كانوا باقين على ما قد تبقى من هذا الوطن المهترئ الذى يئن تحت وطئة جراحه من أبنائه هذا جيدا قبل فوات الأوان ويكفون عن وجهة النظر التى تقول ((إن لم تكن معى فأنت علىَّ)).
قال الله تعالى : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) } صدق الله العظيم.
القرضاوى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
