عالم تحت الصفر تتحكم فيه لقمة العيش والبحث عن توصيلة لمكان لن يتنازل أصحاب سيارات الأجرة بالدخول إليه، حوله تحوم العديد من علامات الاستفهام والخوف من مصير مجهول يصاحب الخطوة الأولى لداخل عربة التوك توك، حسمتها أخيرا هيئة مفوضى مجلس الدولة بتقرير يوصى بإصدار حكم قضائى من محكمة القضاء الإدارى بإلزام الدولة بإصدار قرار وقف استيراد التوك توك ومنع دخوله مصر واتهامه بعمليات السرقة والنهب وترويع المواطنين، وعدم قدرة الجهات الأمنية على تتبعه لكونه غير مرخص، أو لقدرة تلك المركبة على الهروب وسط الأزقة الضيقة، وعدم قدرة القائمين على تتبعها من الاستدلال على المركبة أو قائدها.
كل هذه التهم حملناها إلى سائقين وركاب التوك توك، وليد صبرى هو ريس موقف "التكاتك" المستقر بجانب سلم المشاة الرابط بين منطقة إمبابة وشارع السودان جهة ميت عقبة، ويقول "المشاكل موجودة بس إلغاء التوك توك هيزودها مش هيمنعها، لو عايزين يحلوا المشاكل يخلوا فى ترخيص للتوك توك بس بطريقة فيها عدل مش نلاقى مخالفات معملنهاش والمرور عايزنا ندفع فلوس أكثر من حق التوك توك عشان نجدد الرخصة، ويعلموا مواقف ثابتة الناس تبقى عارفة التوك توك تبع موقف إية والسواقين يبقوا معروفين ويحددوا لينا خط سير فى المنطقة الشعبية التابعين ليها ولحد أقرب مستشفى، وبعد القواعد دليه يعملوا العواقب اللى هما عايزينها".
"يا بيه أنا شايل لوحة الأرقام من على التوك توك ولما روحت أجدد لقيت عليا ألفين جنيه غرامة".. يقول طارق عادل –الرأس الثانية فى الموقف- دون خوف وهو يتحدث عن الظلم الذى يدفع معظم سائقى التكاتك للهروب من الترخيص، ويتابع "الظلم ده بيخلى التوك توك المترخص ملوش سعر فى البيع ومحدش عايز يرخص لكن لو فى عدل ممكن كل الناس ترخص وساعتها مش هيبقى فيه مشاكل".
عربة بثلاثة عجلات غير مسجلة فى أى جهة وطريق بين ظلام الحارات الشعبية والممرات الضيقة وسط المنازل، ركاب يعيشون فى أزقة لا تصل لها السيارات وسائقون من الأطفال وغير المتعلمين، رحلة تحمل كل مقومات الجريمة للطرفين مثلما يقول خالد عصام صاحب التسعة عشر عاماً وسائق التوك توك الذى تم "تثبيته" وخطف عربته فى منطقة إمبابة بجانب مصنع الكراسى، ويحكى "المشكلة مش بس من سواق التوك توك، إحنا نفسنا بنبقى معرضين للموت كل يوم، وغياب الأمن سارى على الكل، وأنا اتكتفت وانضربت والتوك توك بتاعى أتاخد ولحد دلوقتى محدش جابلى حقى، المشكلة فى الأمن والعدل مش فى التوك توك".
17 سنة هى العمر الذى قضاه سيد بدوى متنقلاً بين السجون، الشاب الثلاثينى لم يجد فرصة شريفة للعمل فأصبح خروجه من السجن هو رحلة صغيرة قبل العودة له حتى دله "أولاد الحلال" على "شغلانة" التوك توك، 30 جنيهاً يومياً كانت كفيلة بإبعاده عن طريق السجون، إلغاء التوك توك ببساطة هو طريق العودة إلى السجن أو بيع المخدرات، كما يقول "فى ملايين الشباب زيى التوك توك هو طريقهم الوحيد لفلوس حلال ولو أتوقف مش هيبقى قدامنا غير الحرام، ولو المنع هو طريقة الحكومة لحل كل مشكلة يبقى نوقف الميكروباصات وهنوقف كل حاجة مخالفة فى البلد بدل ما ندور على حلول حقيقية".
"أم محمود" التى انزوت حاملة مرضها وسنوات عمرها الستين فى عربة التوك توك تسكن فى زقاق بداخل حارة صغيرة فى عزبة إمبابة، التوك توك هو الوسيلة الوحيدة لربطها بالعالم، وعربة الإسعاف الوحيدة التى توافق على نقلها حين يضرب المرض ضلوع جسدها، تتحدث عن توصية إيقافه، وتقول "يجيبوا لينا بديل أنا وكل اللى زيى، يعملوا لينا الأول شوارع نضيفه نعيش فيها ومواصلات محترمة وبعدين يشيلوا التكاتك اللى شكلها مش عاجبهم".
موضوعات متعلقة:
أطفال كبار..صور لزعماء العالم بعيدا عن صخب السياسة وأجراس الحرب بـ2013
أرجنتينى يحتفظ بجثة أمه المحنطة فى مطبخ منزله لمدة 10 سنوات
نصائح للتغلب على الخجل بمواجهة المواقف المحرجة وإبداء الرأى بصراحة
سائقو وركاب الـ"توك توك" يرفضون قرار إيقاف استيراده ويطلبون بديلاً
الجمعة، 10 يناير 2014 11:03 ص
سائقو الـ"توك توك"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سعد الدين
منه الله اللى كان سبب فى وجود الـ"توك توك
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل ذكى ابو الحمد امبابه جيزه
هذا الورم السرطانى لابد من وضع ضوابط له
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل ذكى ابو الحمد امبابه جيزه
هذا الورم السرطانى لابد من وضع ضوابط له
عدد الردود 0
بواسطة:
م حسين عمر
عمل رخصة للتوك توك وللسائق وفيش وتشبية ومنعة من الطرق الرئيسية
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
عاوزينا ننحرف ولا نمشي غلط
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير راشد
كلو بيكلام على دماغو
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير راشد
كلو بيكلام على دماغو
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى الشافعى
سبونا فى حالنه حرام عليكم
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكا
عيزين يلغو التوك توك يوفرو لينا البديل