حين تسمع اسم "الأندلس" أول ما يتبادر إلى ذهنك هو بلاد الأندلس، وصورتها المقترنة فى مخيلتنا بالازدهار والجمال والتقدم والإبداع، ولكن حديقة حيوانات "الأندلس" فى طنطا التابعة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان، تحطم هذه الصورة تمامًا، حيث لا يجمع بينها وبين الأندلس الآن إلا أنها صارت أطلالاً.
قد تتغاضى عن لافتة الحديقة المحطمة، فهو حال الكثير من اللافتات فى مصر، ولكن بمجرد أن تمشى داخل الحديقة، خطوة أو اثنتين، تصدمك القمامة المتناثرة فى كل مكان، حين تتغاضى عن كل ذلك معتبرًا أن هذه المظاهر السيئة سوء تصرف من الزوار لا أكثر، لا يمكنك أن تتجاهل أن حديقة الحيوانات خالية من الحيوانات! فأغلب الأقفاص فى الحديقة فارغة، وداخل بعضها، ترى الأطفال واقفين مكان الحيوانات.
ويقول الناشط فى مجال حقوق الحيوان فاروق سيف الدين إن "الحيوانات الموجودة فى الحديقة غير مثيرة للاهتمام، ولا تثير مواطن الغربية لأنه أصلاً فلاح"، ويوضح "يعنى ما ينفعش حديقة حيوان كبيرة زى دى نحط فيها بط وماعز لأنها حيوانات ليست غريبة على المواطن فى المحافظة، الذى يراها يوميًا بالفعل".
ويضيف فاروق "للأسف غالبية الحيوانات فى الحديقة، كانت فى القاهرة وعندما يكبر سنها يرسلونها إلى طنطا حتى تموت بسبب الشيخوخة أو قلة العناية، مثل الآيل الأوروبى الذى توفى مؤخرًا قبل شهور، بسبب تأخر المصل لمدة تزيد عن 3 أشهر".
فيما يؤكد مسئول سابق بالحديقة، رفض نشر اسمه، أن الإهمال وإهدار المال العام بالحديقة متعمد، مشيرًا إلى أنه تم إبعاده عن الحديقة حين طرح مخططات وأفكار لتطويرها والنهوض بها.
أما المدير الحالى للحديقة الدكتور عادل عبد الشكور فرفض الإدلاء بأية تصريحات صحفية، حول وضع الحديقة ومستواها، مؤكدًا أن الإدارة المركزية لحدائق الحيوان تمنعهم من الإدلاء بأية تصريحات للإعلام دون الحصول على إذن مسبق من الإدارة.
ورغم غياب الحيوانات عن الحديقة، إلا أنها تضج بالزوار الذين قرروا التعامل معها ليس كحديقة حيوان، بل كحديقة عادية ومكان للتنزه لا أكثر، فيما يستخدمها "الحبيبة" لمآرب أخرى، فيقول فاروق "بعض طلاب الجامعات بيجوا للحديقة وبيماسوا الرزيلة فى أماكن خفية فى الحديقة، حتى أننى أول ما جيت طنطا قالولى أوعى تروح دا مكان وحش جدًا ومخل بالآداب"، وهو ما تؤكده الحاجة فاطمة إحدى نزيلات "دار السعادة" للمسنين الملاصقة للحديقة، وتطل عليها، حيث تقول "طول النهار بنشوف مناظر تحرق الدم، وكلها قلة أدب".
وتضيف نسرين شاهين "لم أدخلها منذ الطفولة، كنت فى الابتدائية وشفت البوكس داخل يلم شباب وبنات منها".
فيما تلجأ إليها بعض العائلات فى الأعياد والمناسبات كـ"فُسحة" غير مكلفة، حيث إن تذكرتها تكلف 3 جنيهات فقط، ويقول المهندس شادى محمد "مافيش نضافة ولا عمال يحموا الأطفال من الاقتراب من الحيوانات ولا فى حيوانات أصلاً، لكن آهو مكان العيال يجروا يلعبوا فيه"، وتضيف زوجته مدام بثينة "بنيجى عشان نغير جو، لكن عمرنا ما شفنا عمال هنا إلا وقت إغلاق الحديقة بس".
أما مدام سحر يحيى فتقول بحسرة "زمان كانت حلوة.. زمان من 20 سنة، كنت باجى هنا وكانت حلوة أوى، لكن دلوقتى حالها سىء جدًا"، وتضيف "الخطأ مشترك، يعنى الناس قدامها الباسكت وبترمى بردو القمامة على الأرض، وبتبوظ المكان، لكن فى نفس الوقت الإدارة مهملة، لأن مافيش حيوانات كفاية ولا فى رعاية بالحيوانات الموجودة، ولا فى نظام فى المكان".
وفى غير الأعياد هى للكبار فقط..
بالصور.. حديقة الحيوان فى طنطا بلا حيوانات والأطفال تقف مكانها فى الأقفاص
الأحد، 08 سبتمبر 2013 01:01 م
حديقة حيوان طنطا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ ابراهيم سالم
حدائق تكسف
عدد الردود 0
بواسطة:
شوقي صبحي يوسف
طنط
أمر جداجداجدا