تعلم منهم العزف، وتجول معهم فى الموالد والأرياف، وعمل مع الأرجوزات حتى ذاع صيته واشتهر بـ"عزت الفيومى"، وتفتحت أمامه أبواب المجد والشهرة بعد أن أصبح أحد عازفى فرقة "حسب الله" الشهيرة، وأصبح جمهوره من الفنانين وكبار العائلات ولاعبى الكرة، وشارك مع فرقته فى العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات.
فى مقره الجديد بمقهى "نجيب السواق" فى الشارع الذى صحبه فى مسيرته الفنية الطويلة، جلس ينتظر الرزق الذى ولت أقدامه مع الأيام، ولم يعد يزور شارع الفن إلى كل حين وآخر، بوجه أكل عليه الدهر وشرب، وعيون تأبى أن تفارقها لمعة الماضى، يروى قصة الفرقة والشارع "محمد على حسب الله أسس الفرقة سنة 1860 م بعد ما تقاعد من الخدمة، كان شاويش وبيعزف فى "فرقة سوارى الخديوى عباس"، ولما جه شارع محمد على كان فيه أكتر من 15 فرقة، وكون فرقته واشتهرت أكتر منهم كلهم."
هكذا سمع"عزت" لكنه لم ير مؤسس الفرقة شخصياً، وعمل مع نجله "على محمد حسب الله" الذى تولى إدارة الفرقة بعد موت والده، وكان الأب والأبن عازفا "كلارينيت"، وبعد موت الأبن وانفراط عقد الفرقة، آبى "عزت" أن تنقرض فرقة"حسب الله" فتولى هو أمورها فى السبعينيات وهو لا يزال فى أواخر عقده الثانى.
"آخر واحد فى فرقة حسب الله".. هكذا يصف نفسه متفاخراً بأنه شارك فى عشرات الأعمال الفنية تنوعت بين مسلسلات ومسرحيات وأفلام يذكر منها "بمبا كشر، المدبح، زيزينيا، المال والبنون، خشب الورد، الشيطان يعظ، الحرافيش، ماية مسا، كرسى فى الكولب، الجردل والكنكة" وغيرهم مما غاب عن ذاكرته المهترئة بفعل الزمن.
65 عاما هم كل ما جمعه فى حصالة العمر حتى الآن، أكثر ما يخشاه هو انقراض فرقة حسب الله من بعده بعد تناقص عدد عازفيها مع الأيام، فمن أصل 24 عازفا جمعهم الصبى بعد أن صار صاحب الفرقة تبقى له 6 يتقاسم معهم ما يجود به الزبائن شاكيا" زمان كان صاحب الفرقة ياخد الأجرة من الزباين ويدى لكل صنايعى من اللى بيطلعوا معاه يوميته، وكنت باخد 15 أو 17 قرش فى اليوم، دلوقتى بقسم معاهم الأجرة كلها، بس غصب عنى عاوز أكل عيش، بدل ما يسيبونى ويمشوا."
لا يكتفى الرجل الستينى بإدارة الفرقة فلا يزال يشارك بنفسه فى العزف" بطبل على الطرمبيطة "الطبلة الكبيرة"، والطبلة العادية، وزمان كنت بزمر قبل ما سنانى تقع."، وفى ذلك الزمن كان شارع الفن عامر بأهل الطرب والمغنى ويذكر الرجل أن الفنانة صابرين والمطرب الراحل حسن الأسمر كانا من سكان "محمد على" وأن كبار الراقصات كن يأتين لاصطحاب أعضاء فرقهم، ويتحسر على حال الشارع حاليا" مبقاش فيه حد خلاص من أهل الفن، حتى الزبائن اللى بتيجى مش مهم عندها مين يعزف ومين يغنى، كل اللى يهم فى الأفراح دلوقتى يعملوا الجمعيات ويلموا النقطة وسلاموا عليكم."
حتى هذه النوعية من الزبائن لم تعد تأتى إلا كل حين وآخر " أحيانا يمر أسبوع من غير شغل، وفى الأيام دى بصلح طبول الجيش والمدارس، وبنفضل قاعدين على القهوة والأرزاق على الله."










