لم تحظ أستراليا برئيس وزراء يناسب، إلى حد كبير، الصورة النمطية لشخصية وطنية بشرتها ضاربة إلى السمرة وتهوى ارتياد الشواطئ وإقامة حفلات الشواء فى الهواء الطلق منذ "هارولد هولت"، الذى غرق فى البحر فى عام 1967.
وربما يكون "تونى أبوت"، 55 عاما، هو رئيس الحكومة الوحيد الذى يفوز بلقب الرجل الحديدى بعد أن قام منذ ثلاث سنوات بالسباحة مسافة 8.3 كيلو متر وقيادة دراجة هوائية مسافة 180 كيلومترا والعدو مسافة 42 كيلومترا، كل ذلك فى أقل من 14 ساعة.
كما أن نظام اللياقة البدنية العادى الذى يتبعه، الجرى أو ركوب الدراجة أول شىء فى الصباح الباكر وممارسة تمارين اللياقة فى صالة رياضية فى نهاية اليوم، قد ينهك الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" الذى يعد نموذجا آخر من الشخصيات الرياضية القوية.
ويقول "أبوت" إنه إذا لم يؤد يوميا جرعة التمارين الرياضية التى أدمنها فإن "الموظفين العاملين معى يخبروننى بأننى أكون بادى الإعياء شديد التوتر".
وسخر نائب رئيس الوزراء "أنطونى ألبانيز"، الذى ينتمى لحزب العمال من "أبوت" قائلا إنه مهتم بممارسة التمارين الرياضية أكثر من ممارسة السياسة. وأضاف ألبانيز: "ربما تحتاجه على الخط الأمامى لفريق الرجبى فهذا ما يمكن أن يفيد فيه، لكن هل يصلح هذا الرجل لتمثيل أمتنا فى المحافل الدولية، مع أشخاص مثل ديفيد كاميرون والرئيس أوباما وأنجيلا ميركل؟".
وقال "أبوت"، خلال إحدى حملاته الانتخابية، التى كان يستعرض فيها فلسفته المحافظة: "لا أقول إن ثقافتنا وتقاليدنا تصل لحد الكمال، لكن علينا أن نحترمها وفكرتى هى أن أبنى على قوة مجتمعنا".
وفيما يتعلق بظاهرة الاحتباس الحرارى وما إذا كان ينبغى على الحكومة أن تدفع للمرأة إجازة الأمومة، عدل أبوت من وجهات نظره. واشتهر عنه وصفه لموضوع تغيير المناخ بأنه "هراء مطلق"، لكنه، مثل حزب العمال، تبنى هدفا يتمثل فى خفض معدل انبعاثات عام 2000 بنسبة 5% بحلول عام 2020.
وصدم والد الفتيات الثلاثة زملاءه بإطلاقه وعدا بخطة تعد أشد الخطط إسرافا فى العالم وتتعلق بإجازة للوالدين للعناية بالأطفال يمولها دافعو الضرائب، وتحصل النساء عليها بأجر كامل لمدة 26 أسبوعا. وقد اعتاد "أبوت" من قبل أن يهاجم تلك الإجازة المدفوعة الأجر ويصفها بأنها "رفاهية للطبقة المتوسطة".
ويقول حزب العمال إن الخطة سخية للغاية، بينما يقول منتقدون إنها إستراتيجية لكسب تأييد الناخبات. واتهمته وزيرة المالية بينى وونج بالتمييز والتحيز ضد المرأة. فقالت وونج: "لا أعتقد أن تونى أبوت هو ذلك النوع من الرجال الذى ينبغى أن يقود هذا البلد. أعتقد أن لديه وجهات نظر لا تتناسب مع استراليا الحديثة".
ولدحض هذه التهمة عين أبوت الذى تلقى تدريبا يسوعيا امرأة فى منصب رئيسة موظفيه ومستشارته، كما أنه غالبا ما يشارك فى حملته الانتخابية برفقة زوجته وبناته. وفى ذروة عملية إطلاقه لحملته، كان هناك أربعة من خمسة أشخاص على المسرح نساء.
وقال أبوت: "أفتخر بأننى متسق مع نفسى وأنا عازم على أن أكون كذلك"، مؤكدا معارضته لزواج مثلى الجنس ولأى تحرك لقطع آخر الروابط مع بريطانيا ولكى تصبح أستراليا جمهورية.
وعندما فاز "أبوت" بزعامة الحزب الليبرالى بفارق صوت واحد فى عام 2009 كان ينظر إليه على أنه يملأ الفراغ الناجم عن الجدل والاضطراب فى السياسات داخل الحزب. ولم يكن من المتوقع له أن يستمر طويلا بسبب شعبيته الضعيفة بين الناخبين ووجهات نظره المحافظة المتعالية وطبيعته المتهورة.
وأصبح "أبوت" زعيما لحزبه بلا منازع، كما ضاع منه الفوز فى انتخابات 2010 بفارق ضئيل، ثم حصل بعد ذلك على أغلبية كبيرة فى محاولته الثانية.
الأستراليون يختارون شخصا رياضيا قائدا لبلادهم
السبت، 07 سبتمبر 2013 07:44 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة