نفس العبارات الموجعة، نفس الاتهامات، نفس نبرة التخوين، وكأنه الصدى يرد الكيل لأصحابه، لتدور الدائرة على من بغى ومن ظلم.
"إية اللى وداها/ وداهم هناك؟؟"، "ماسونية" ،"أجندات"، "علاقات غير شرعية/ جهاد نكاح". . عبارات سمعناها قديماً، وتعود لآذاننا مرة ثانية الآن مع اختلافات طفيفة؛ ففى المرة الأولى وجهت للمعارضة التى كانت أقلية، واليوم توجه أيضا لمن انتقلوا حديثاً لخانة المعارضة بعد أن حصلوا بالأمس على الأغلبية فى صناديق الاقتراع.
بكل خسة وندالة برر أنصار جماعة الإخوان"المسلمين" ما حدث لـ"ست البنات" بمقولتهم المستفزة "إيه اللى وداها هناك؟؟" بعد أن تعرت وضربت بالبيادات فى أحداث مجلس الوزراء، واليوم الصاع يرد إليهم صاعين من أشخاص لم يجدوا فى قلوبهم ذرة تعاطف مع قتلاهم عند مبنى الحرس الجمهورى، أكدوا أن جريمة من قتلوا هى "إية اللى وداهم هناك؟!".
"من يخرج على الرئيس الشرعى المسلم الذى يصلى وزوجته محجبة، كافر ويقتل!".. فتوة أطلقها الشيخ فى وجدى غنيم فى تسجيل له على موقع اليوتيوب عن حكم من ينزلون يوم 30 يونيو للمطالبة برحيل من يطلق عليه"فخامة الرئيس مرسى"، واليوم نفس فتاوى التكفير وتحليل إهدار دماء أنصار الرئيس المعزول يطلقها الكثير من عموم الشعبى بضمير مستريح معتبرين "كل إخوانى إرهابى"، وهى الرسالة التى علقها أهالى منطقة بولاق أبو العلا الذين فقدوا 4 من شبابهم أطلق عليهم الرصاص من فوق كوبرى 15 مايو، عبر لافتة كبيرة أسفل الكوبرى الذى اعتلاه قتلة شهدائهم، والتى نسمعها فى مداخلات المواطنين فى برامج التوك شو وتعليقاتهم على موقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك".
مثلما كنا نسمع من مشايخ الإسلاميين عبارات مضحكة مثل كلام الشيخ السلفى محمد عبد المقصود عن ماسونية دكتور "عمرو حمزاوى" لأنه " لايغسل شعره" ويرتدى "حظاظة برتقالية" فى يده اليسرى، فإن إشارة رابعة التى يقوم بها الإسلاميون من أنصار المعزول يقال عنها الآن أنها "ماسونية".
اتهامات لانهاية لها بتعاطى "الترامادول" والحصول على 200 جنيه يوميا وقيام علاقات غير شرعية فى خيام المعتصمين كان يطلقها النواب المنتمين للتيار الإسلامى فى مجلس الشعب على المتظاهرين والمعتصمين، سمعنا صداها بقوة خلال اعتصام أنصار المعزول فى "رابعة"، حيث ترددت تأكيدات عن وجود كشوفات بأسماء المعتصمين يتم عن طريقها إعطائهم أجرة يومية نظير استمرارهم فى الاعتصام، كما سمعنا عن "جهاد النكاح" الذى يبيح العلاقات الجنسية بين المعتصمين ولكن على الطريقة الإسلامية.
بالأمس القريب كانوا يسخرون من قلة أعداد المتظاهرين وأشهر نموذج لذلك المظاهرات التى دعا لها النائب البرلمانى السابق محمد أبو حامد لإسقاط حكم المرشد والتى لم يتجاوز عدد من شاركوا فيها عدة الآلاف لينهال بعدها أسواط السخرية على المتظاهرين وصاحب الدعوة، تلك الأسواط انتقلت لتنال من متظاهرى "جمعة الحسم" الذين لم يتجاوز عددهم أيضا الآلاف المعدودة.
الناشط السياسى وعضو الجمعية الوطنية للتغيير تقادم الخطيب، يقول للـ"اليوم السابع" أن الإخوان وأعضاء التيارات الإسلامية بشكل عام كانوا يشنون على الثوار حملات تشويه وهم الآن يتجرعون من نفس الكأس، مضيفا:" أطلقوا علينا وابل من الإشاعات ترد إليهم الآن، وكانوا يقوموا بتسليح الداخلية لقمع المتظاهرين والآن ارتد عليهم ذلك". ولا يجد "تقادم" أبلغ من قوله تعالى:" وتلك الأيام نداولها بين الناس" للتعليق على التحول فى مسار الأحداث والاتهامات.
كما تدين تدان..
الاتهامات والسخرية التى طالت ثوار الأمس ترتد إلى أصحابها اليوم
الجمعة، 06 سبتمبر 2013 12:08 ص
صورة أرشيفية