"شغلنى مكانه" فور أن تسمع هذه الجملة تعود بك الذاكرة إلى فبراير 2012، حين تصاعدت دعوات مختلف القوى السياسية إلى تنظيم إضراب عام فى الذكرى الأولى لتنحى المخلوع مبارك، فى 11 فبراير، للضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة إلى رئيس مدنى، والقصاص للشهداء، ومحاكمة مبارك وأعوانه.
تتذكر تحديدًا تلك الحملة التى انطلقت فى ذلك الوقت باسم "شغلنى مكانه" لتطالب المؤسسات الحكومية والخاصة، بفصل كل موظف أو عامل يشارك فى الإضراب، وتشغيل أحد العاطلين مكانه، وهى الحملة التى لاقت دعمًا من "الإخوان المسلمين" وتأييدًا كبيرًا لها.
والآن بعد عام من الحملة الأولى، وعام من حكم الإخوان المسلمين، انطلق دعوة جديدة باسم "افصل إرهابى وشغلنى مكانه" ردًا على دعوات الإخوان للعصيان المدنى، للضغط من أجل عودة الرئيس المعزول محمد مرسى من جديد، ولم يكن تجدد الدعوة هو المفاجأة الوحيدة، لكن المفاجأة الأكبر هى أن أصحاب الدعوة الأولى "التى أيدها الإخوان بشكل كبير"، ينوون المشاركة فى الحملة الجديدة، إذا دخلت دعوة الإخوان للعصيان المدنى حيز التنفيذ.
فيقول محمد أحمد أحد مسؤولى "ائتلاف 19 مارس الأغلبية الصامتة"، الذين أطلقوا الدعوة الأولى فى 2012 "الإخوانى الذى يمتنع عن ممارسة عمله بشكل يؤثر على المواطن، وحاجاته ومصالحه وسير حياته.. يبقى أكيد لازم يتفصل"، ويضيف "حرية الإخوانى فى تلبية دعوة العصيان المدنى مش المفروض تؤثر على المختلف معاه فى الرأى، لكن أول ما تؤثر فى حرية المختلف معاه فى الرأى يبقى تعدت نطاق الحرية الشخصية وتجاوزت إلى حرية المواطن ومصلحته وسلامته".
ويقول أحمد، إنهم أطلقوا الحملة الأولى للأسباب نفسها، ويوضح "كان سبب الحملة وقتها محاربة الفكر الهدام للاقتصاد المصرى، لأنه من المعروف أن هدم قوة أى دولة يبدأ من هدم اقتصادها، بحيث تضطر تخضع للإملاءات الخارجية، وفى ظل اقتصاد بيمر بأزمة خطيرة وتوقف عدد كبير من القطاعات الرئيسية فى الدولة، يبقى غلط جدًا إطلاق حملة عصيان مدنى".
ويرى أن فكرة فصل المضربين عن العمل لا تعد عقابًا لهم على رأيهم أو نشاطهم السياسى، حيث يقول "تنتهى حرية أى فرد عندما تمس حريتى وأمنى وسلامتى، فمثلاً عندما يستجيب سائق مترو للدعوة، أنا ايه ذنبى فى إنى مقدرش أوصل واقضى مصالحى ؟! يعنى هل حريته تكلفنى حريتى؟"
أما الحملة الجديدة التى أطلقت مؤخرًا ضد الإخوان، فربما اختلفت أسباب إطلاقها قليلاً، ولكن يظل الهدف واحدا، حيث يؤكد أحمد جبر منسق عام حركة "مكملين" صاحبة الدعوة أن الحملة جاءت ردًا على "دعوات الإرهابيين للتخريب والعصيان المدنى والعنف والقتل والحرق والتدمير بعد أن أصبحت دعواتهم علنية، ومنها حملة فصل الصعيد، والتحريض على استهلاك المياة والنور بإسراف ودون الحاجة إليها، وتحريض المواطنين على عدم دفع فواتير المياه أو الكهرباء، أو تسديد الضرائب، إضافة إلى تحريضهم العلنى ضد الجيش المصرى".
كما يدعو جبر "إدارة البلاد إلى اتخاذ قرار ثورى عاجل، وفصل الإخوانيين المتغيبين عن عملهم منذ 3 يوليو نهائيًا، حيث يهدفون إلى تعطيل عمل الدولة، وإحداث شلل تام لمؤسسات الدولة"، مشيرًا إلى أن "حضور الإخوانيين إلى العمل يعنى اختراق المؤسسات، وتعطيلها وإحداث انشقاقات للنسيج الوطنى بها، حيث يعملون على توزيع منشورات تحريضية خلال عملهم، كما يتعمدون تعطيله".
ويطالب جبر "بتعين شباب الثورة المخلصين للوطن، بدلاً من الإرهابيين"، مؤكدًا أنهم "الأجدر والأكثر احتياجًا للعمل"، معتبرًا ذلك "خطوة تاريخية لحفظ مصر من شرور الإرهابيين".
كما أكد أن هذه الحملة ليست ردًا على الأولى التى دعمها الإخوان، ويقول "المشكلة إنهم عاوزين يوقعوا البلد كلها، مش موضوع إضراب ولا جيش، هم بقوا مخربين واتحولوا لأعداء حقيقيين للبلد".
على غرار التى دعمها الإخوان فى فبراير 2012
"افصل إرهابى وشغلنى مكانه" دعوة لفصل الإخوانيين المضربين عن العمل
الجمعة، 06 سبتمبر 2013 12:04 م