شن مسلحون مجهولون بسيناء 7 هجمات إرهابية باستخدام قذائف "آر بى جى" استهدفت عدة محاور وارتكازات امنية بمحيط مدينة العريش منتصف ليل الأربعاء وفجر الجمعة. جاءت الهجمات بعد ساعات من شن 3 هجمات بالعريش ووسط سيناء راح ضحيتها 12 جندى مابين شهيد ومصاب.
وقال مصدر أمنى إن هجوما إرهابيا دمويا استهدف حافلة تقل عددا من جنود الشرطة أثناء سيرها على شارع جسر الوادى بالعريش، وهو ما تسبب فى استشهاد جنديين وإصابة 6 آخرين، والشهيدان هما "وحيد سيد وحيد"، 28 سنة، و"مصطفى محمد نبوى"، 21 سنة، والمصابون هم "محمد على سيد"، 22 سنة، و"سيد حسن"، 23 سنة، و"عصام إبراهيم"، 22 سنة، و"محمد حسين السيد"، 22 سنة، و"أحمد عبد الرحمن"، 28 سنة، و"محمد رمضان محمد"، 22 سنة.
وفى حادث ثانٍ أصيب جنديين إثر استهداف مسلحين لهما أثناء خدمتهم فى حراسة مقر حكومى بالعريش، وهما "أحمد وحيد محمد"، طلق نارى بالكتف الأيسر، و"عبد الرحمن على"، 21 سنة، طلق نارى بالكتف الأيمن.
وسبقه حادث إصابة جندى إثر استهداف مسلحين له أثناء حراسته على حاجز بمنطقة صدر الحيطان فى وسط سيناء. أعقب هذه الهجمات محاولات لاستهداف ارتكازات أمنية بمحيط مدينة العريش.
وبحسب المصادر الرسمية، إن هذه الهجمات نفذها مجهولون لم يتم ضبط أحد منهم، واستخدموا قذائف "آر بى جى" واستهدفوا كمينا بمنطقة المحاجر جنوب العريش ومقر شرطة النجدة واستراحة ضباط الشرطة بالعريش، والتى تقع فى نطاق قسم أول العريش، وأطلق عليها المسلحون النار، ولاذوا بالفرار، وجار البحث عنهم.
كما أطلقت قوة أمنية بمنطقة المساعيد، أطلقت نيران تحذيرية عقب سماع صوت إطلاق نيران نفذته عناصر مسلحة مجهولة بالمنطقة.
كما تم استهداف آلية تستخدمها قوة أمنية فى تجريف منطقة أمنة حول الأكمنة المنتشرة على طريق مطار العريش. وقال مصدر أمنى إن عبوة ناسفة انفجرت فى محيط مكان عمل الآلية دون أن تصيبها بضرر، أعقبها تبادل إطلاق نار كثيف بين مسلحين مجهولين وقوات الأمن المنتشرة بالمنطقة.
أعقب ذلك حدوث استنفار أمنى، وإطلاق أعيرة نارية تحذيرية بكل الأكمنة الأمنية. وأطلق مسلحون مجهولون النار على قوة أمنية على طريق مطار العريش. وقال شهود عيان إن المسلحين أطلقوا النار من أسلحة ثقيلة أثناء مرور مدرعة أمنية وسيارات إسعاف كانت تنقل جنودا مصابين، من المستشفى العسكرى إلى مطار العريش، تمهيدا لنقلهم بمروحية عسكرية للقاهرة.
ووفقا لشهود العيان، فإن إطلاق النار لم يسفر عن وقوع إصابات أو خسائر، وردت القوات المتمركزة على الحواجز والأكمنة بالمنطقة على مصدر إطلاق النار الذى توقف.
وتشهد شمال سيناء عقب حالة استنفار أمنى شديدة من نوعها وتنتشر آليات مدعومة بقوات الجيش والشرطة. وقال مصدر مطلع إن الجماعات المسلحة بدأت فى اتخاذ أساليب جديدة فى الهجمات تعتمد على توجيه ضربات مباشرة بعد اختبائهم وسط المواطنين.
وعلى صعيد متصل، قال مصدر أمنى بشمال سيناء إن مدنيا لقى مصرعه بعد إصابته بطلقات نارية من مجهولين.. بقرية القريعة جنوب مدينة العريش. وأوضح المصدر أن القتيل يدعى "سليمان. ع. س" 38 عاما من العريش، وأصيب بطلق نارى بالرأس والرقبة من مجهولين. وتم نقله إلى مستشفى العريش العام وتقوم أجهزة الأمن المعنية بالتحقيق فى الحادث.
واستشهد أمين شرطة بالعريش قبل قليل برصاص مجهولين، وقال مصدر أمنى إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على أمين شرطة يدعى عماد ربيع 35 سنة من قوة مديرية أمن شمال سيناء بأحد شوارع العريش الجانبية، ونقل إلى المستشفى العام، وتوفى على إثر إصابته بطلق نارى فى الرأس.
وأطلق مسلحون مجهولون النار على كمين الريسة الواقع على الطريق الدولى (العريش / رفح)، وذلك للمرة الـ48، مما اضطر أفراد الكمين إلى الرد عليهم ومطاردتهم.. ودون وقوع إصابات حتى الآن.
وأكد شهود عيان أن مسلحين استهدفوا الكمين من المناطق الجبلية المرتفعة المحيطة به، وأن قوات من الشرطة والجيش تبادلت إطلاق النار معهم.
يذكر أنه سبق تعرض هذا الكمين لإطلاق النار من مجهولين 47 مرة منذ الثورة، كان آخرها يوم 20 أغسطس الماضى، حيث يقع على الطريق الدولى بمدخل العريش الشرقى المؤدى إلى رفح، ويضم قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة.
وجاء الحادث بعد يوم من محاولة اغتيال الشيخ عيسى سالم عودة الخرافيين (67 عاما)، والذى تولت نيابة العريش بإشراف المستشار عبد الناصر التايب، المحامى العام الأول لنيابات شمال سيناء، التحقيق فى قضيته وكان قد أصيب إثر إطلاق نار عليه من مجهولين أثناء سيره بسيارته الملاكى فى شارع البحر بالعريش.
وقرر عبد المنعم عثمان، مدير النيابة، استدعاء أهالى المصاب لسؤالهم حول وجود خلافات بين المصاب وبين أى أطراف أخرى، وكذا استدعاء شهود الواقعة لسؤالهم أيضا، وطلب تحريات إدارة البحث الجنائى حول ظروف وملابسات الواقعة، وسرعة ضبط وإحضار الجناة المتهمين.
ويذكر أنه سبق نقل المصاب بطائرة خاصة إلى القاهرة، لاستكمال العلاج بناء على طلب اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، وموافقة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، واللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى.
وكان الشيخ عيسى الخرافين قد نجا من محاولة لاغتياله فى أثناء استقلاله سيارته الخاصة على شارع رئيسى بساحل مدينة العريش، يرافقه أحد القيادات القبلية.
وقال مصدر أمنى إنه خلال سيره استوقفه مسلحون بعد تضييق الخناق على سيارته، وأمطروه بوابل من الرصاص، ثم لاذوا بالفرار، ونقل للمستشفى العام فى حالة خطيرة بعد أن تبين إصابته بطلق نارى فى الرأس وطلقات بالجنب.
وألقت محاولة اغتيال الخرافين بظلالها على الشارع السيناوى، وأعربت كل رموز القبائل والعائلات عن استنكارها للحادث، وسارع إلى المستشفى أقارب المصاب من أبناء قبيلة الرميلات.
وكان عيسى الخرافين، أحد أبرز القيادات الشعبية التى تجاهر برأيها بشكل صريح وواضح، ويعد مرجعية قبلية مهمة، ومن المجاهدين السابقين ضد الاحتلال الإسرائيلى لسيناء وشغل منصب عضو مجلس الشعب أكثر من دورة ممثلا عن مناطق رفح والشيخ زويد ووسط سيناء، كما كان متبنيا بشكل رئيسى قضايا المزارعين ومشاكلهم.
من جانبها أوضحت مصادر أمنية أنه لم يعلن عن هوية منفذ الحادث، وأن فريقا أمنيا يقوم بالبحث والتحرى لضبط الجناة، وأكد المصدر أنه من السابق لأوانه وضع احتمالات عن هوية الجناة، أو ربطها بما تشهده المنطقة من أحداث.
وسبق محاولة اغتيال الخرافين اغتيال فعلى لرمز قبلى من قبيلة الفواخرية بالعريش، وهو عضو مجلس الشورى الأسبق ورجل الأعمال عبد الحميد سلمى، ورموز أخرى من قبائل الرميلات والرياشات والسواركة فى ظروف غامضة على مدار العام الأخير، ولم يعلن عن هوية منفذيها.
وتشير التوقعات إلى تورط عناصر مسلحة تقود أعمال عنف فى سيناء فى تلك التصفيات، والتى سبقها تهديدات لكل أبناء سيناء ومطالبتهم برفض التعامل مع الدولة ممثلة فى أجهزتها الأمنية، فضلا عن تلقى شيوخ قبليين ورموز وقيادات شعبية وإعلاميين ونشطاء سياسيين بسيناء رسائل تحذير لوقف تداول أى معلومات تشير إليهم أو الحض على ملاحقتهم ومطالبة الدولة بالتخلص منهم.
وقال مصدر قيادى بارز من أبناء قبائل سيناء إن جماعات العنف فى سيناء تمكنت من فرض سطوتها على الأهالى، وأسكتت أصواتا كثيرة من قيادات سيناء الشعبية بسبب انعدام وجود الدولة منذ ثورة يناير 2011، وبدأت رسائلها بتصفيات دموية لكل من كان يتعاون مع جهاز أمن الدولة فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك أعقبه قتل رموز أعلنوا تضامنهم مع الجيش ومطالبته بملاحقة تلك العناصر.
وتابع المصدر "إن رسائل التهديد الملونة بالدم وصلت وبالفعل تراجع عدد كبير من رموز القبائل والعناصر الشبابية الفاعلة فى التصدى لهذه المجموعات بالتعاون مع الدولة، بعد أن بدأت معادلة حماية الدولة لهم ضعيفة أو تكاد أن تكون معدومة".
وقال مصدر مسئول بمحافظة شمال سيناء إن إجمالى الخسائر التى تم تقديرها جراء أعمال العنف والشغب بمحافظة شمال سيناء، خلال شهرى يوليو وأغسطس، قدرت بنحو بمبلغ 33 مليونا و495 ألفا و183 جنيهًا.
وأشار المصدر إلى أن الخسائر تنوعت ما بين إحراق منشآت عامة وأعمال نهب وسرقات، ومن بينها إتلاف وإحراق عدد 55 سيارة متنوعة، منها 10 سيارات لمصلحة الجمارك و6 سيارات لمديرية الطرق والكبارى و3 سيارات لشركة توزيع الكهرباء وسيارة لقسم شرطة الجفجافة و23 سيارة لمركز شرطة بئر العبد و6 سيارات لقسم شرطة رمانة وسيارة لمجلس مدينة نخل و4 سيارات لمنطقة تعمير سيناء.
وسرقة عدد 64 من قطع الغيار والعدد والآلات وهو عبارة عن سرقة 25 موتور كهرباء، و24 إطار دراجة خارجى وونش وكاوتش سيارة ومحرك نقل وموتور سيارة، وذلك بمصلحة الجمارك، إضافة إلى سرقة قطع غيار ومواتير معدجات قطع غيار وموازين سيارات بمديريات الطرق والكبارى والتعمير وشركة توزيع الكهرباء، بجانب سرقة عدد 136 ما بين جهاز كمبيوتر ولاب توب وماكينات تصوير.
فضلا عن خسائر الأجهزة والمعدات والأدوات المكتبية، والتى بلغت عدد 107 قطع، بينما بلغ الأثاث المكتبى 68 قطعة، فيما كانت التلفيات المدنية والإنشاءات كانت عبارة عن احتراق الاستراحة الخاصة برئيس مجلس المدينة واحتراق الإضاءة الخاصة بمكاتب مجلس المدينة، وتكسير زجاج مجمع المصالح، ونهب الأبواب الخشبية بالمجمع، واحتراق عدد 7 مكاتب بمجلس مدينة العريش، بجانب عدد من التلفيات الأخرى.
بعد مقتل وإصابة 12 جنديا.. مسلحون يشنون 7 هجمات إرهابية على حواجز أمنية بالعريش ومحاولة تفجير آلية أمنية.. وغضب شعبى لمحاولة اغتيال أبرز رموز سيناء الشعبية.. و33 مليونا خسائر فى شهرين بسبب العنف
الخميس، 05 سبتمبر 2013 05:57 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة