"أنا مش حاسة إن أنا مخطوبة".. تتكرر هذه الشكوى من الفتيات كثيرًا فى الفترة الأخيرة، حيث تفاجأت الكثيرات بأن فترة الخطوبة ليست كما تخيلتها، وأنها لم تجد الاهتمام الذى توقعته، ولم تستمتع بـ"فسح وخروجات" وأوقات سعيدة كما توقعت.
فتقول مروة دينا طاهر "24 عامًا": "ارتبطت عن قصة حب، وكنت أتخيل أننا بعد الخطوبة سنكون يوميًا معًا، حتى لو لم نر بعضنا نتواصل عبر الهاتف، وستكون فترة رومانسية ومفاجآت كما نرى فى الأفلام والمسلسلات، ولكن الواقع جاء غير ذلك تمامًا"، وتضيف: "أولاً اضطر للسفر إلى الخارج للعمل، وحين عاد فى أجازة لم نتمكن من الخروج معًا، فأنا فى عملى 24 ساعة، وزهقت من الشوارع، وإذا خرجنا معًا تكون "عزومة" فى منزل آخر عند أقاربنا مثلاً".
وتواصل دينا "خطوبتى حاليًا "واتس آب" 24 ساعة بنكتب، ولا نتكلم إلا نادرًا، والمكالمة مش مكالمة مخطوبين"، تتابع "أنا مش حاسة إنى مخطوبة، أو دى مش الخطوبة اللى كنت بتمنى أعيشها بس بحبه طبعًا ودا مش سبب إننا ننفصل، وهو كل فترة بيحاول يعمل مفاجأة حلوة يحسسنى بوجوده من خلالها".
أما مروة بحيرى "26 عامًا"، فترى أنها "ليست صدمة بالخطوبة، بقدر ما هى صدمة بالواقع، فأغلب البنات ترسم فى خيالها صورة معينة لحياة تتمنى أن تعيشها، بينما الرجل طبيعته تميل أكثر للواقعية، فيبدأ الصدام بينهما، حيث تحدث المشكلة حين تصطدم الأشياء التى تحلم بها وتتمنى تحقيقها، وبين الضغوط التى يكون الرجل عادة واقع تحتها"، وتضيف مروة "أنا شخصيًا مخطوبة عن حب وتفاهم، لأن رأيى أن الحب وحده لا يصلح لإقامة حياة ناجحة، فلابد من التفاهم معه، وأنا أعرف أن خطيبى يحب بطريقته، وكثيرًا ما أتقبل هذا، ولكن صراحة أحيانًا عندما أتوقع تصرفاً معيناً ولا أجده أنفعل، وأشعر بالصدمة".
فى المقابل، يرى الشباب أن الفتيات تبالغ، ولا تشعر بقدر المسئولية الملقاة على عاتق الشباب، فيقول إسلام سعود "24 عامًا": "ظروف الحياة تجبر الشاب على العمل 12 ساعة متواصلين، وأحيانًا أكثر، وبعدها يعود للمنزل فيستسلم للنوم، ولا يتاح له وقت فراغ إلا يوم أجازته، التى يقضيها بالضرورة فى المنزل لأنه منهك طوال الأسبوع"، ويضيف: "أما بالنسبة للفتيات، فالبنت لا تعيش ما نعيشه، فالطبيعى أن نشعر أنها لا تقدر ما نعانيه، وأنها غير سعيدة، مثل إحساس المدير بالضبط الذى لا يحسه إلا من يصبح فى مكانه".
فى حين يرى أحمد الحاج "28 عامًا": "أكيد البنت معها حق، ولكننا معذورون أيضًا، البنت تريد أن تقضى أجمل أيام حياتها التى ستكون ذكرى حلوة لها، ولكن الرجل أيضًا يعمل معظم الوقت ليؤمن احتياجات البيت، ويوفر لها ما يسعدها ويضمن استقرارها وأولادها، ولكن الحياة أصبحت صعبة جدًا ليست كأيام أهلنا"، ويضيف "بصراحة الله يكون فى عوننا وعونهن".
أما هانى قطب فيقول إن "الموضوع يختلف حسب سن الخطوبة، فمثلاً أنا فى العشرين من عمرى كنت أصلح خطيبًا جيدًا لبنت فى السن نفسه، ولكن ما يحدث الآن أن شاباً ثلاثينياً يخطب غالبًا فتاة فى العشرينيات، لذلك تحدث غالبًا مشاكل فى الفرق بين الجيلين من حيث الفسح والخروجات وحتى الهزار"، ويضيف "أنا تجربتى الشخصية أنى خطبت فتاة قريبة لسنى، ولذلك التفاهم بيننا عالٍ ولم نواجه المشاكل التى يحكى عنها الكثيرون".
إلى ذلك، تقول شيماء فؤاد الباحثة فى مجال العلاقات الإنسانية، إن "فترة الخطوبة هدفها مزيد من التعارف وتحقيق التوافق وتأسيس قواعد الحياة القادمة، وفترة الخطوبة لها ضوابط وحدود، والانطلاق والرومانسية يكونان بعد الزواج، وهذا ما لا يعرفه الكثيرون"، وتضيف "لكن جرت العادة اجتماعياً أن الخطوبة هى هدايا ودلع وفسح، وهذا نابع من حب الناس للمظاهر، كما أن هذه الهدايا والخروجات قد يستخدمها البعض كغطاء لعيوب ما، والفخ أن الخطوبة ليست أحسن فترة من العمر، فهذه فكرة خاطئة"، وتوضح "ميزة الخطوبة هى أن وطأة المسئولية تكون أخف من الزواج، وكذلك الشوق يكون كبيرًا لأن الإشباع قليل".
وترى أن الذى يستنفذ كل طاقته فى فترة الخطوبة اعتقادًا منه أنها أفضل فترة فى العمر وأن المقبل مسئوليات ومشاكل تكون فعلاً هكذا، ولكن الذى يعيشها باعتدال وحب وحكمة فى نفس الوقت، يكمل المشوار باستقرار ونجاح".
أما عن حالات الصدمة فتقول الباحثة فى العلاقات الإنسانية، إنها قد تحدث لأن ظروف الشباب كل مدى تصبح أصعب، والمعيشة أغلى، ففرص الهدايا والفسح أقل طبعًا لأن "الإيد قصيرة"، والبنت تشعر بصدمة".
الظروف وغلاء المعيشة المتهم الحقيقى..
الفتيات تشكو الإهمال فى الخطوبة والشباب يردون:"مفيش إحساس بالمسئولية"
الخميس، 05 سبتمبر 2013 12:08 ص