أرسلت (م) إلى افتح قلبك تقول:
أنا زوجة منذ 4 سنوات أعيش مع زوجى فى السعودية، وهو شخص ميسور الحال، ولدينا أبناء والحمد لله، مشكلة المشاكل أن زوجى لا يفعل أى شىء فى حياته قبل استشارة أهله وخاصة أمه، بالرغم من بعد المسافات إلا أنهم يعرفون كل شىء عننا، ويأخذون كل القرارات فى حياتنا بالنيابة عن ابنهم.
كل متطلباتى أنا والأولاد غير ضرورية أو تافهة من وجهة نظر والدته، وبالتالى فهو لا ينفذ لنا أى شىء مما نطلبه، لا ترفيه لا فسح، لا مصيف ولو حتى مره فى خلال الأربعة أعوام الماضية، هذا لأنهم يخافون على ابنهم من الإرهاق والتعب، ويخافون على جيبه من الإنفاق... باختصار شديد اكتشفت أنهم لا يرون أنه لاحق لنا عند ابنهم غير الطعام والكسوة، هكذا قالت لى أمه صراحة أكثر من مرة، أما كل ما هو غير ذلك فهى أمور غير مهمة على الإطلاق.
والمشكلة الثانية أن زوجى دائم الشتم لى، بل والتطاول على أهلى أحيانا، ومؤخرا أصبح (يمد إيده) عليا وأمام الأولاد، لدرجة أنى أصبحت أخاف أن يحتقرنى الأولاد أو يعاملونى بالمثل بعدما يكبروا، شكوت لأهلى كثيرا، وواجهوه أكثر من مرة، أحيانا ينكر وأحيانا يبرر تصرفاته بأى مبرر أحمق، وينتهى الأمر فى كل مرة بوعود وعهود لا تتحقق بكل تأكيد، لدرجة أن أهلى يأسوا من التغيير، وملوا التدخل بيننا.
أضيفى إلى كل هذا خصلة الكذب القاتلة، فهو دائم الاختلاق لقصص ومواقف وحوارات لم تحدث، وكثيرا ما ينكشف كذبه من تلقاء نفسه، ويصبح شكله يكسف، ومع هذا لا يتوقف عن هذه العادة أبدا..
تعبت من كثرة المشاكل والمواقف السيئة، فكانت بيننا خناقة كبيرة جدا قررت على أثرها ألا أسافر معه هذه المرة، قلت له سأبقى وحدى مع أولادى هنا فى مصر، على أن يرسل لنا مبلغ (الطعام والكسوة) اللذان هما كل ما لنا فى رقبته أمام نفسه وعائلته، وأنا سأعمل وأنفق على نفسى وعلى أولادى من مرتبى.
لا أعرف إذا كان تصرفى هذا صائب أم لا؟، ولا أعرف هل من أمل فى تغير زوجى أم أن أمثاله لا يتغيرون؟... بيتى على وشك الخراب ولا أعرف كيف أنقذ ما يمكن إنقاذه؟.
و اليكى (م) أقول:
لأكون صريحة وواضحة معك زوجك غالبا لن يتغير، لأن الإنسان لا يتغير ويقاوم عادات أصيلة تربى عليها إلا إذا استشعر أنه هو نفسه أصبح يرفضها، أو أنها أصبحت تسبب له ضيقا أو ألما أو خطرا، وزوجك لا يشعر بهذا، فهو يشعر دائما أنه على صواب، لأن أهله يؤيدونه طوال الوقت، يعززون فى رأسه فكرة أنه يوفى مسئولياته تجاهك وتجاه أولاده بمجرد إطعامكم وكسوتكم.. إذا لماذا يتغير؟.
كذلك عادة الكذب، فبالرغم من أنها قطعا عادة محرجه تضعه فى كثير من المواقف التى لا يتمناها أحد، إلا أنه غالبا لن يتخلى عنها، لأن مقاومة الرذائل، وجهاد النفس أمور صعبة لا يقوى عليها إلا من لدية رغبة حقيقية فى إصلاح نفسه_"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرا ما بأنفسهم"_ وهو الشئ الذى لا يوجد فى زوجك لأنه غالبا يرى نفسه لا عيب فيه، كما اعتاد أن يسمع من أهله، وأن من يخالفه فى أى أمر هو المخطئ ولا شك.
أما بالنسبة لأمر إهانته لك سواء بالسب أو بالضرب، فهو أمر لا يمكنك السكوت عنه، مهما تكرر ومهما حاولتى وفشلتى، ليس فقط حفاظا على شكلك أمام أولادك، ولكن حفاظا على شكلك أنت أمام نفسك، فمع التعرض المستمر للإهانة والضرب ستجدين نفسك مع مرور الوقت شخص آخر، شخص يفقد إنسانيته وتقديره لذاته بالتدريج.
من الواضح أنك لا تريدين الانفصال، أو أنك فكرتى فيه ولكنك لا تستطيعين تحمل عواقبه، فليكن، لكن يجب أن تعرفى أن حياتك لن تكون هادئة ومستقرة أغلب الوقت، حتى ومع عدم سفرك مع زوجك، و هو وضع غير طبيعى على فكرة وله سلبياته أيضا،
فمشاكلك مع زوجك مزمنة، ويجب أن تستوعبى أنك ستتعايشين معها مدى الحياة، لا أقول لك ذلك حتى تفقدى الأمل، لكن حتى تسلمى بالحقيقة وتعرفى أنه لا سبيل للعيش إلا بغض الطرف عن هذه النقاط، وبمحاولة (عدم التركيز) قدر المستطاع.
كما قلت لك عدم سفرك مع زوجك أمر لا أحبذه على الدوام، لكننا من الممكن أن نستخدمه للضغط كوضع مؤقت، بمعنى أن زوجك يجب أن يوضع فى موقف (يوجعه) حتى يشعر أن له زوجة وأبناء من حقهم عليه أن يستمع لهم وأن يهتم بأمورهم، وضحى له انك غير رافضة للرجوع معه مطلقا، وإنما ستكون تلك مهلة ليراجع نفسه فيها، واطلبى منه شيئا محددا يفكر فيه، كأن تطلبى منه مصروف ثابت للبيت مثلا يكون تحت تصرفك ، أو أن يكون هناك مبلغ شهرى معين تحت بند (الترفيه) بحيث يمكنكم من الخروج آخر الأسبوع، أو تناول الغداء بالخارج، أو حتى يمكنك ادخاره لاستغلاله فى المصيف... أيا كان اقتراحك، فكرى فى الأمر الذى يريحك واطلبيه منه، وضحى له أنه عليه أن يأخذ القرار فى فترة بعدكم عن بعض.
فكرة عملك وإنفاقك من مالك الخاص فكرة (مش بطالة) كحل بديل إذا ظل الوضع على ما هو عليه، لكنك لا بد وأن تظلى فى حالة تفاوض دائم معه، ولا تيأسى أبدا أو تتنازلى عن واجب إنفاقه عليكم، مهما طال الوقت ومرت السنين، لأنه حتما سيأتى عليك وقت ستتعبين فيه وتملين كونك مضطرة للإنفاق على نفسك وأولادك فى حين أن زوجك ميسور الحال ولا ينقصه شىء.
لكنى أكرر بقائك بعيدا عنه ليس بحل، لأنه سيباعد بينكما أكثر وقد تجدين نفسك فى يوما ما مجرد الزوجة الأولى و(أم العيال) كما يحدث كثيرا، فإما أن تقبلى التحمل واستمرار التفاوض بطول نفس، و تتحايلى على الأمور وتتعايشى مع الوضع بعملك أو بدخل خارجى بعيدا عنه، أو حتى عيشى معه متناسية تماما مسألة الترفيه تلك (يعنى ارمى طوبته من ناحيتها)، أو اتركى الجمل بما حمل... أما أن تعيشى فى مصر وهو فى السعودية، وتظلا زوجان على الورق فقط هذا ليس بوضع سوى ولن يؤدى إلا إلى المزيد من التعقيدات والمسافات بينكما.
للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
(افتح قلبك مع د. هبه يس).. حتى يغيروا ما بأنفسهم
الأربعاء، 04 سبتمبر 2013 01:11 م
د. هبه يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
nady
تعالى مصر
تعالى مصر وانا اجوزك
عدد الردود 0
بواسطة:
م. شــــريف (السندباد المـصــــري)
لا يا د هبة المرة دي جل كلامك عفوا غلط لان الصورة لك بالمشقلب تماما
عدد الردود 0
بواسطة:
م. شــــريف (السندباد المـصــــري)
السياسة اغرقتني وحطمتني نفسيا / اعيش زلزالا نفسيا يهدم كياني كله ويخرب به
عدد الردود 0
بواسطة:
م. شــــريف (السندباد المـصــــري)
السياسة اغرقتني/حطمتني/ اعيش زلزالا نفسيا يهدم كياني كله ويخربه
عدد الردود 0
بواسطة:
م. شــــريف (السندباد المـصــــري)
السياسة اغرقتني/حطمتني/ اعيش زلزالا نفسيا يهدم كياني كله ويخربه
عدد الردود 0
بواسطة:
م. شــــريف (السندباد المـصــــري)
عدد الردود 0
بواسطة:
م. شــــريف (السندباد المـصــــري)