بى.بى تواجه ضغوطا بشأن هجوم منشأة الغاز الجزائرية

الإثنين، 30 سبتمبر 2013 04:10 ص
بى.بى تواجه ضغوطا بشأن هجوم منشأة الغاز الجزائرية صورة أرشيفية
لندن (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبر عمال أجانب فى حقل للغاز الطبيعى بمنطقة صحراوية فى الجزائر عن خشيتهم على سلامتهم الشخصية قبل أن يهاجم متشددون إسلاميون الموقع ويقتلوا العشرات منهم والآن يطالب الناجون وأهالى الضحايا شركة بى.بى المشاركة فى تشغيل المنشأة بالتحقيق فى إجراءاتها الأمنية قبل الحادث.

وقتل أربعون عاملا كلهم أجانب إلا واحدا فى إن أميناس فى يناير كانون الثانى بعدما هاجم متشددون المنشأة وأخذوا رهائن أجانب وانتهى الأمر بمداهمة القوات الجزائرية للموقع.

وقالت بى.بى وشتات أويل النرويجية الشريكتان فى المشروع مع سوناطراك التابعة للحكومة الجزائرية إنه كان من المستحيل التنبؤ بهجوم بهذا المستوى.

لكن أرملة أحد الضحايا البريطانيين قالت إن زوجها أبدى قلقه فى رسالة إلكترونية قبل حوالى سبعة أسابيع من الهجوم المفاجئ وتحديدا يوم 16 يناير كانون الثانى حيث، قال إن نزاعا عماليا بالموقع قوض الوضع الأمنى وقد يؤدى إلى أعمال عنف خطيرة.

وجرى ترحيل المتعاقد جارى بارلو بعد تصاعد حدة التوترات أثناء الإضراب العمالى الذى شهدته إن أميناس. وقالت أرملته لورين بارلو إنه عاد للعمل بعدما أكد له مديروه بالمشروع المشترك أن الوضع بات آمنا ليلقى حتفه بعد أسابيع وفى اليوم الذى أتم فيه 50 عاما خلال الحصار الذى قتل فيه أيضا أربعة عمال من بى.بى.

وقال محامى عدد من الناجين وأسر ضحايا أغلبهم بريطانيون إن موكليه يريدون إجابات من شركة بي.بى بشأن تقصير أمنى محتمل وإن البعض يدرس مقاضاتها على الإهمال والتقصير فى توفير الرعاية الواجبة.

ولم ترفع أى دعوى قضائية بعد. وفى رد بالبريد الإلكترونى على أسئلة لرويترز قالت بي.بى "لا نستطيع التعليق على إجراء قانونى لم يتخذ بعد. لكن الشركة ستدافع عن نفسها بقوة فى مواجهة أى إجراءات من هذا القبيل".

وخصصت الشركة بالفعل 42 مليار دولار لتغطية تكاليف التنظيف والغرامات والتعويضات عن انفجار وتسرب نفطى بحفار فى خليج المكسيك، وتستأنف يوم الاثنين المقبل فى الولايات المتحدة دعوى قضائية بحق الشركة فى هذه الكارثة التى وقعت قبل ثلاثة أعوام.

وستكون أى مطالبات بالتعويض عن هجوم إن أميناس أصغر من هذا المبلغ بكثير لكنها قد تضر بسمعة الشركة.

وقالت الشركة المدرجة فى بورصة لندن إنها لم تعلم بأى تهديد محدد لمشروع إن أميناس أو للمصالح البريطانية والغربية بالمنطقة قبل الهجوم.

وأجرت شتات أويل تحقيقا فى الحادث ونشرت نتائجه. لكن بى.بى قالت إنها لا تعتزم إجراء تحقيق "بسبب طبيعة الحادث ونظرا لأن الرد عليه كان بعملية عسكرية جزائرية فإن كثيرا من الأسئلة المطروحة لا تستطيع بى.بى الإجابة عليها" حسب رسالة للمتحدث باسم الشركة روبرت واين.

وحققت الشرطة البريطانية فى مقتل المواطنين البريطانيين نيابة عن محقق جنائى سيباشر بحث القضية طبقا لواين الذى قال إن شركته ستتعاون معه وتدرس نتائج التحقيق الرسمية لاستخلاص العبر.

وتساءلت بارلو عن الإجراءات الأمنية وصناعة القرار لدى بى.بى قبل مقتل زوجها جارى داعية الشركة للاقتداء بما فعلته شتات أويل التى نشرت تقريرا عن تحقيقات رفيعة المستوى يوم 12 سبتمبر أيلول.

وقالت لرويترز إن زوجها الذى كان متعاقدا وليس موظفا لدى بى.بى كان قلقا على سلامته العام الماضى حين نشبت توترات بسبب نزاع بين الشركة وسائقين جزائريين أتوا بذويهم إلى الموقع.

وعبر جارى عن خوفه فى رسالة إلكترونية إلى أخته يوم 30 نوفمبر تشرين الثانى بعد ترحيل عدد كبير من المغتربين.

وكتب فى رسالته التى شابتها كوميديا سوداء وتلتها البرلمانية البريطانية روزى كوبر فى البرلمان يوم 12 يونيو حزيران "الوضع يتجه للخطر هنا، السائقون المحليون مضربون منذ ستة أشهر وأضربوا عن الطعام الآن، الموقع مصاب بالشلل بالفعل، لا يمكن الاستمرار على هذ النحو".

وأضاف: "الطوارق فى المنطقة قالوا إذا توفى أى مضرب عن الطعام فسيقتلون 30 أجنبيا فى إن أميناس، تم إجلاء معظم المغتربين من الموقع وعددنا الآن عشرة فقط، ربما يريدون قتلنا ثلاث مرات".

وقال تقرير شتات أويل الذى أعده عاملون بالشركة وخبراء أمنيون منهم مدير سابق فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن الخلاف الذى دام طويلا بشأن العقود تصاعد فى نوفمبر تشرين الثانى حين بدأ الإضراب عن الطعام.

وعاد السائقون إلى عملهم إثر زيادة أجورهم وتمديد عقودهم فى الشهر التالى لكن التقرير قال إن مديرى المشروع المشترك شعروا بأنه اتفاق لن يستمر على الأرجح.

وقالت بارلو إن زوجها غادر الموقع فى بداية ديسمبر كانون الأول 2012 ولم يتوقع العودة نظرا لتوتر الأوضاع. وكان جارى بدأ البحث عن عمل جديد حين أبلغه مديروه بانتهاء الإضراب وعودة الهدوء فعاد لعمله.

وقالت لرويترز "لقد وثق فى كلامهم".

كان جارى معينا على قوة شركة ايتا السويسرية التى تقدم خدمات الموارد البشرية لقطاع النفط ويحصل على أجره منها. لكن أرملته قالت إنه كان يعمل ويخضع لإدارة المشروع المشترك.

وقالت بى.بى إنها لم تعلم برسالة جارى مسبقا وإنه ليس ثمة دليل على أن المشروع المشترك أو المساهمين علموا بها. وقال المتحدث باسم الشركة "لا دليل على أن بى.بى علمت بوجود علاقة بين إضراب السائقين والحادث".

ولم يأت المهاجمون من داخل المنشأة وإنما من بين جماعات متشددة نظمت هجمات فى أنحاء الصحراء الكبرى. وتقول الجزائر إنهم وصلوا لموقع إن أميناس عبر الحدود الليبية.

لكن العمال المعينين محليا والذين فروا من الحصار قالوا لرويترز وقتها إن المسلحين تجولوا فى الموقع مترامى الأطراف بثقة ودراية مما يطرح تساؤلات عما إذا كان أحد من الداخل ساعدهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة