"عم صلاح" فى عهد "ناصر" صاحب أرض وبعد وفاته عامل باليومية

منذ 42 عاما يستقل "صلاح ياسين" القطار من محافظته "كفر الشيخ" فجر ليلة 28 سبتمبر كل عام، ليصل فى ساعات الصباح الباكرة إلى قبر الزعيم جمال عبد الناصر فى منشية البكرى ليقرأ الفاتحة لمن ملكه 5 فدادين، فصار من أصحاب الأراضى قبل أن تنتزع منه فى عهد المخلوع مبارك بموجب قانون "العلاقة بين المالك والمستأجر"، ويعود مرة أخرى عاملا باليومية.

"صلاح" الفلاح الخمسينى ورث الأرض عن والده، ويتذكر بحسرة كيف كان يعيش من خيرها " كانت بتطرح أرز وغلة وبرسيم وكل الخيرات، ورثتها عن أبويا، أخدها بقانون الإصلاح الزراعى اللى عمله الزعيم عبد الناصر، ودلوقتى رجعت تانى من صاحب أرض لعامل باليومية، بأخذ 30 جنيها فى اليوم، أعيش منهم أنا ومراتى وعيالى."

لم يسعد صلاح برؤية عبد الناصر على الطبيعة، لكنه كان يراه فى التلفاز ويسمع والده وهو يتحدث عنه بحب "خلى لينا قيمة بعد ما كنا معدومين خالص، وخلى التعليم مجانى فبقى ابن الفقير زيه زى أى واحد، عشان كده ميتنساش."

يقطع كل هذه المسافة ليقرأ الفاتحة على قبره، مبررا ذلك" ولو فى أخر الدنيا هجيله، عبد الناصر كان ثورة وقاموس مش مجرد زعيم للأمة العربية لكن كان بيدى للعالم كله دروس."

هذا العام جاء بروح مختلفة بعد رحيل الإخوان، مستبشرا خيرا فى الفريق عبد الفتاح السيسى"عبد الناصر مش هيتعوض بس حاسس إن السيسى هيرجعلنا فترة عبد الناصر من تانى بعد الشقا اللى شوفناه فى عهد مبارك والإخوان." مؤكدا"الشعب عرف دلوقتى أن عبد الناصر كان عنده حق فى كل اللى عمله مع الإخوان، اللى كانوا بيضحكوا على الناس بالدين."