قتل ستة عناصر أمن أكراد فى انفجار سيارة مفخخة، الأحد، استهدف مقرا أمنيا رئيسيا وسط مدينة آربيل شمال العراق، فى هجوم نادر فى الإقليم الكردى المستقر عادة، ولم تستبعد الحكومة العراقية أن يكون مرتبطا بالأحداث السورية.
وقال مسئول أمنى كردى رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس"، إن هجوما بسيارة مفخخة استهدف مبنى مديرية الأمن التابعة لقوات "الأسايش" عند نحو الساعة (10,30)، مضيفا "نعتقد أن انتحاريين كانوا يتواجدون فى السيارة".
وفى وقت لاحق، أكد المسئول نفسه أن انتحاريا كان يقود السيارة المفخخة، بينما ذكر مسئول أمنى آخر أن سيارة إسعاف مفخخة استهدفت عناصر الأمن الذين تجمعوا فى موقع الهجوم بعد الانفجار الأول.
وأعلن محافظ آربيل "نوزاد هادى"، فى اتصال مع وكالة "فرانس برس" أن أربعة عناصر أمن أكراد قتلوا فى هذا الهجوم الدامى، قبل أن يؤكد وزير الصحة فى الإقليم "ريوكت محمد رشيد" ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم إلى ستة قتلى من عناصر الأمن و39 جريحا.
وقال مراسل "فرانس برس" فى المكان إنه سمع دوى ثلاثة انفجارات على الأقل، بينها انفجاران قويان، وأصوات إطلاق نار كثيف فى موقع الهجوم الذى تصاعدت منه أعمدة دخان.
وأغلقت قوات الأمن الكردية الطرق المؤدية إلى المكان الذى توافدت إليه سيارات الإسعاف، وفقا لمراسل "فرانس برس".
وهذا أول هجوم من نوعه يستهدف عاصمة إقليم كردستان العراق الذى يتمتع بحكم ذاتى والمستقر أمنيا، منذ مايو 2007 حين استهدفت شاحنة مفخخة المقر ذاته فى هجوم قتل فيه 14 شخصا.
وقال "على الموسوى"، المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء العراقى، فى تصريح لـ"فرانس برس": "ندين بشدة الهجوم وهذا يؤكد أن الإرهاب لا يتقيد بساحة معينة إنما يستهدف الجميع"، مشددا على أن التعاون موجود ويجب أن يتعزز أكثر لمواجهة الإرهاب.
وأضاف "سوريا أثرت علينا جميعا، وليس ببعيد أن يكون (الهجوم) أحد شظايا الأزمة السورية، ونحن ندعو لحل سياسى بأقرب وقت ووقف تدفق الأسلحة التى بدأت تشكل خطرا على الدول المحيطة والمجاورة لسوريا".
ورأى من جهته المحلل الأمنى العراقى "على الحيدرى" أن الهجوم "مرتبط بخلاف الأكراد مع جبهة النصرة فى سوريا".
وقال لـ"فرانس برس": "هناك معارك بين الأكراد وجبهة النصرة، والجبهة هجرت الأكراد من أراضيهم وهى تنتمى إلى تنظيم القاعدة، واليوم تنتقم من الأكراد داخل أراضيهم فى إقليم كردستان".
وكان رئيس الإقليم "مسعود بارزانى" هدد فى وقت سابق بالتدخل للدفاع عن أكراد سوريا فى حال ثبوت تعرضهم للقتل على أيدى الجماعات الإرهابية فى سوريا.
وأوضح بارزانى: "إذا ظهر أن المواطنين ونساء وأطفال الكرد الأبرياء هم تحت تهديد القتل والإرهاب، فإن إقليم كردستان العراق سوف يسخر كل إمكانياته للدفاع عن النساء والأطفال والمواطنين الأبرياء الكرد فى كردستان الغربية فى سوريا".
ودرات فى الفترة الماضية اشتباكات عنيفة بين مجموعات جهادية وأكراد فى مناطق واسعة من شمال سوريا، حيث تمكن الأكراد الذين أعلنوا "النفير العام" من طرد المقاتلين الإسلاميين من عدد من المناطق، أبرزها مدينة رأس العين.
ووقع الهجوم فى آربيل بعد يوم من إعلان نتائج انتخابات البرلمان المحلى فى الإقليم عقب فرز 95 بالمائة من الأصوات، والتى فاز حزب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزانى بأكبر عدد من الأصوات فيها.
وحلت حركة التغيير "غوران" خلفه متفوقة للمرة الأولى على حزب الرئيس العراقى جلال طالبانى، الذى يتلقى العلاج فى ألمانيا من جلطة دماغية أصيب بها نهاية العام الماضى.
انفجار سيارة مفخخة فى آربيل وبغداد لا تستبعد ارتباطه بأحداث سوريا
الأحد، 29 سبتمبر 2013 04:41 م