أهالى متهمى كرداسة يرفعون شعار "اعمل نفسك حزب وطنى"

جدار واحد كان الفاصل الوحيد بينهما طوال سنوات، ولكنه كان كافيًا لإخفاء حقيقتهم، ولم يكن أحد من أهالى كرداسة يتخيل أن وراء هذا الحائط من ينتمى لجماعة إرهابية، يخفى على بعد سنتيمترات منهم أسلحة، ومطلوب للعدالة.
اتهامات بالقتل وحمل السلاح والتحريض على العنف وغيرها من الاتهامات التى كان لها أثر الصدمة على جيران المتهمين، بعدما تحول أصدقاء العمر إلى أعداء الوطن الآن.

محمد حسام أحد المقيمين فى شارع " الصيدلية" بكرداسة يحكى لـ"اليوم السابع" عن الأيام الماضية أو كما أطلق عليها "الأيام السودة" ويقول، "أعمل جزارًا فى المنطقة منذ عدة سنوات وعلى الرغم من كونى واحد من أبناء هذه المنطقة، إلا أننى فوجئت بأن من تم القبض عليهم لاتهامهم فى أحداث القسم وحرق الضباط، وإطلاق النار على قوات الأمن أشخاص أعرفهم، وكنت أمر بهم كل يوم".

ويضيف باستنكار "لم نلحظ يوما أنهم إرهابيون ولكن الواضح أنهم استطاعوا أن يتخفوا طوال هذه السنوات، ليظهروا فى الوقت المناسب".


علامات الذهول والتعجب كانت مرسومة على وجوه جيران إرهابى كرداسة، أحمد جمال أحد البائعين بالشارع السياحى وجار لـ"أحمد لبنة" متهم أساسى فى القضية وهو أخر المقبوض عليهم بتهمة حمل السلاح والاشتراك فى الاعتداء على ضباط القسم، فيقول لبنة باستنكار "لم أكن أتخيل أنه سيكون ضمن هؤلاء ما يطلق عليهم إرهابيين فهو صاحب سوبر ماركت منذ سنوات، ولا نعرف كيف يكون إرهابيا يعيش وسطنا، ولم نعرف ذلك من قبل "، ويضيف "أنا لو أعرف أنه كده كنت بلغت عنه وتفادينا هذا الوضع السىء الذى وصلنا إليه من وقف للحال بعد أن أصبحنا منطقة "مشبوهة"، يخشى الجميع القدوم إلينا".

بينما لا تزال علامات الغضب والحزن والصدمة مسيطرة على وجه محمد الكردى أحد شباب منطقة القسم الذى كان يتحدث بحرقة عن حال كرداسة، ووقف الحال الذى يعانيه أهالى المدينة.
حكى محمد لـ"اليوم السابع" عن الذعر الذى يتعرض له أهل المدينة ليل نهار، ويقول منذ أيام والشرطة تقوم بتمشيط المنازل فى المدينة بأكملها، ونكتشف أن هناك الكثير من الجيران متورطين فى تلك الأحداث ويطلق عليهم قوات الأمن "إرهابيين"، ويستكمل ساخرا "كل ما حد يتقبض عليه عائلته تطلع تصرخ وتقول إحنا حزب وطنى وبنحب السيسى"، حكايات كثيرة ومواقف أكثر يسردها أهالى كرداسة لكل غريب يود أن يقترب من هذه المنطقة الشائكة ليعرف ما يدور بداخلها.