الحياة على أطراف التاريخ..

كنائس مصر القديمة وتاريخ "خدام الكنائس" منازل عائلات مسيحية أصيلة

السبت، 28 سبتمبر 2013 08:06 م
كنائس مصر القديمة وتاريخ "خدام الكنائس" منازل عائلات مسيحية أصيلة بيوت حصن بابليون
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيشون فى بيوت يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادى، كانت سكناً لخدام الكنائس التى تقع فى حصن بابليون بمنطقة مصر القديمة، وبعد أن ماتوا توارثها جيلا وراء جيل حتى وصلت إليهم.

ومن بين نحو 100 عائلة كانت تعيش وسط ما أصبح الآن فى عداد التاريخ والآثار، لم يتبق إلا بضع عائلات مسيحية ترفض أن تفارق بيوت أجدادهم التى تترمم كل عام لتقاوم الزمن.

"صباح جندى" التى تخطت عامها الـ70 تعيش مع أخيها "ميلاد" فى بيت ورثه زوجها المتوفى "حنا متى" عن والده الذى توارثه بدوره عن جدود الجدود تفخر بأنها تعيش فى المنطقة الآثرية التى شرفت بزيارة السيد المسيح والسيدة العذراء"كل جيل بيورث البيت للى بعده، وكانت فى الأصل بيوت حراس المكان اللى كانوا بيخدموا الكنائس الستة بربارة، العذراء، مارجرجس الراهبات، مارجرجس القبطى، المعلقة، وأبو سرجة اللى فى مكانها قعد السيد المسيح وستنا العذراء وفيها مغارة الهروب عند الهيكل، وخبراء من كل أنحاء العالم بيجوا يشوفوا معجزة المياه الجوفية فى المغارة".
توقفوا منذ عدة سنوات عن دفع الإيجار؛ لأنه من فئة القروش التى أصبحت بلا قيمة، تحدثت صباح: "كنا بندفع ريال للبطرخانة التابعة لكلوت بيك (كتدرائية العباسية الآن) ودلوقتى ملهوش قيمة ومحدش بيسأل عنه، لكن بنرمم البيت كل سنة على حسابنا ولما بنعوز حاجة من الكنيسة مبتتأخرش".

ويلتقط أخيها طرف الحديث مشيرا إلى أنهم حين رمموا البيت لأول مرة وجدوا عروق أشجار كانت مستخدمة فى بنائه، ويتذكر مع أختها السكان الذين لا يزالون يسكنون فى الجوار"فاضل طلعت وكامليا وناجى وفتحى وإحنا، كلنا على بعض منكملش 10 عائلات، زمان كان فيه أكتر من 100 عائلة بس منهم اللى مات ومنهم اللى سكن بره".
لكنهم يفضلون البقاء فى هذا المكان الذى يشبه الحصن بوابته الضخمة المجاورة لمترو مارجرجس، التى تنزل عدة درجات تحت الأرض لتصل إليها، وكانت تغلق على سكانه أيام البربر والهكسوس ليحتموا من اضطهادهم.
"ميلاد" الكهربائى ذو الستين عام أشار متفاخرا بأن العديد من الشخصيات المشهورة زارتهم وعلى رأسهم "عمر الشريف ومحمد هنيدى ورغدة وهلارى كلينتون وفريد شوقى ومحمود المليجى" فتؤمن شقيقته "صباح" على كلامه" لافتة عمر الشريف جه هنا وعملتله قهوة، ومرة جم عملوا فيلم عندنا فى البيت وفضينالهم الشقة كام يوم، وفيلم رصيف نمرة 5 متصور هنا".
وأكدوا أن اقتصار البيوت على الأسر المسيحية لا يحمل أى شبهة عنصرية وسببه الوحيد أنها كانت بيوت لخدام الكنائس، كما أن المنطقة تضم مدافن المسيحين لذلك من المنطقى أن يكون سكانها منهم" وبياعين البازرات كتير منهم مسلمين أصحابنا وإحنا اللى مربين لهم عيالهم". هكذا أكدت "صباح" بحرارة.

أما "كاميليا" صاحبة الـ60 عاما فتعيش وحيدة فى بيت صغير مواجه لكنيسة الست بربارة، ورثته عن أبيها الذى كان يعمل فى الكنيسة، ولدت فيه وتزوجت وتوفى زوجها وتزوج أولادها ورحلوا عنها، ولكنها لا تزال تتمسك بالعيش هنا مبررة ذلك" بحب الهدوء اللى هنا حلو عن بره، حتى لما كان السياح بيجوا كتير قبل الثورة ودلوقتى رجعوا تانى بس بسيط".

تدفع ثلاثة جنيهات ونصف كل شهر لكاتدرائية العباسية إيجار للمنزل الذى يأويها، تنفق من معاش زوجها القليل وتجد السلام فى الصلاة فى الكنيسة التى عاشت فى رحابها، وتشير إلى أن وزارة الآثار قامت بترميم البيوت من فترة وتغيير بلاط شوارع الحارات.










































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة