رأت مجلة (تايم) الأمريكية فى عددها الأخير، أنه على الرغم من رمزية المكالمة الهاتفية التى جرت بين الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والإيرانى حسن روحانى، إلا أنها انطوت على تطورات مهمة للغاية، وقعت فى مسار المواجهة بين واشنطن وطهران بسبب البرنامج النووى للأخيرة.
وذكرت المجلة –فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى- أن هناك ثلاثة أسباب تقف وراء ذلك؛ الأولى تتمثل فى حتمية موافقة المتشددين الإيرانيين على ذلك رغم أنه لم يتضح بعد السبب الذى منع روحانى من الحضور إلى مأدبة غداء الأمم المتحدة حيث تواجد أوباما، وذلك عقب إرساله إشارات طيبة والإعلان عن استعداده للقاء أوباما قبل أسابيع.
وأفادت المجلة أن البيت الأبيض أدرك ضمنيا أن الحياة السياسية فى إيران لا تسمح بذلك، واستشهد بعناوين الأخبار التى سبقت اجتماع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون بنظيره الإيرانى محمد خاتمى فى الأمم المتحدة عام 2000، والتى رفضت " مصافحة اليد النظيفة للرئيس الإيرانى لليد الملطخة بالدماء"- على حد قولها- وهو المشهد الذى ربما يكون تكرر خلال الأيام الماضية.. وقالت، " إنه سيكون من المستحيل لروحانى أن يبرم اتفاقا مع الغرب بدون موافقة الفصائل المحافظة فى بلاده".
ومضت تايم تقول، إن السبب الثانى، هو أن روحانى قام بشئ ماهر، وربما يكون ساخرا فى الوقت ذاته، فعندما أدرك أن السبيل الوحيد لتحقيق هدفه الأساسى المتمثل فى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الأمم المتحدة ضد بلاده، والتى أدت إلى عرقلة أداء الاقتصاد الإيرانى، هو وقف أو تحجيم البرنامج النووى الإيرانى قام بلعبة تجعله يتفادى هذا السبيل، وذلك من خلال تقسيم الائتلاف الدولى المؤيد للعقوبات، واستمالة بعض الدول وعلى رأسها روسيا والصين، على أمل تحفيف العقوبات، ولكن بدون تقديم تنازلات كبيرة.
وفيما يخص السبب الثالث، سلطت (تايم) الضوء على حقيقة تعرض أوباما لضغوط داخلية كبيرة وأقاويل تتهمه بالرضوخ إلى الأسلوب الماكر لروحانى الذى يسعى إلى كسب الوقت من أجل البرنامج النووى لبلاده، فيما باتت هذه الأقاويل أكثر مصداقية خاصة بعدما رفض روحانى مقابلة أوباما، ولكن دعوة روحانى لعقد محادثات مع الغرب، والتى تزامنت مع اجتماع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بنظيره الإيرانى فى نيويورك، منحت أوباما بعض القوة لكى يثبت أمام أعضاء الكونجرس، وحلفاء واشنطن فى إسرائيل أن الحل الدبلوماسى يجب أن يأتى سريعا.
تايم: من المستحيل اتفاق روحانى مع الغرب دون موافقة المحافظين الإيرانيين
السبت، 28 سبتمبر 2013 04:42 م