قصص طويلة انتهى بها الحال إلى لافتات قديمة معلقة فوق حوائط شوارع أم الدنيا ينطق الجميع أسماءها ويحفظها عن ظهر قلب دون أن يعرف تاريخها، بداية من بركة الفيل، لتل العقارب، وحوش الغجر، والدرب الأحمر، ودرب المهابيل، ودرب البرابرة، ودرب الأغوات، حتى المغربلين، والسروجية، والقربية، والسقايين.. فقط فى مصر تستقر هذه الأسماء وهنا خضنا رحلة فى قلب هذه المناطق لنتعرف على تاريخ وأصول هذه الأسماء.
فى "بركة الفيل" يحكى حسن الصولى، الذى قضى أكثر من ستين عاما هم سنوات عمرة فى هذا المكان ويعود بقصته إلى عهد الفراعنة، حيث كان يعيش عدد من الفيلة فيها وكان يعبدهم أهالى المناطق المحيطة، وعندما كانت تجف الأرض يصلون لها ويطلبون نزول الماء، لذلك أطلق على هذه المنطقة برَكَة الفيل ومع الوقت اختلط الأمر على الناس خاصة بعد ظهور العامية وبدأت تنطق "بركة الفيل".
بينما يقول محمد فراج، إن تسمية منطقة "تل العقارب" بالسيدة زينب يعود إلى أنها كانت منطقة جبلية تحوى آلاف العقارب والثعابين، لذلك سميت بتل العقارب ويستكمل حديثه قائلا "مع الوقت وبعد التخلص من العقارب اللى بتسكن المكان جه سكان من الرحالة واستقروا فى المنطقة، وكان أغلبهم من الستات، وعشان كانوا بيعملوا مشاكل كتير بدء الناس يوصفوهم بالعقارب، عشان كده استمر الاسم لغاية دلوقتى".
وإذا انتقلنا إلى منطقة مصر القديمة نجد عددا من المناطق بأسماء غريبة مثل منطقة "حوش الغجر" والتى جاءت قصتها على لسان فاتن المعداوى، التى تربت على هذه القصص وتقول إن المنطقة تقع خلف سور مجرى العيون فى مكان شبه مغمور وخف، لذلك كانت تأتى بعض القبائل الغجرية التى كانت تطرد من الصعيد، هاربين إلى القاهرة محاولين الاختفاء فترة، ومع تكرار هذه القصة أكثر من مرة أطلق على هذا المكان حوش الغجر".
أما عن مجموعة المناطق التى يسبقها كلمة درب مثل "الدرب الأحمر، درب البرابرة، درب المهابيل، درب الأغوات" والتى تعتبر معظمها على خط واحد بداية من السيدة زينب مرورا بالعتبة والموسكى ، يخبرنا عن قصتها بعض سكنها.
يقول أحمد حسنين من أهالى الدرب الأحمر "اسم المنطقة يرجع لحادثة مذبحة القلعة بعد قتل محمد على لكل المماليك فى ذلك الوقت، ويقال أن المنطقة امتلأت بالدم واستغرقت فترة طويلة للتخلص من أثاره، ولذلك أطلق عليها الدرب الأحمر" .
كما يقول على السنهورى من سكان درب المهابيل إن هذه المنطقة سميت بهذا الاسم نتيجة وجود بعض محال البوظة التى كان يقبل عليها أهالى المنطقة، مما كان يجعلهم سكارى معظم الوقت ولذلك سميت بدرب المهابيل، كما يشير إلى سبب تسمية درب البرابرة بهذا الاسم نتيجة نوعية سكنها من البرابرة سواء من المغرب العربى أو السودان أو أفريقيا، وكانوا يتسمون بالفقر الشديد ويعملون بالخدمة عند أهالى حى "درب الأغوات" الذى كان يسكنه الأغوات ومعظم رجال البلاط الملكى.
أما بالنسبة لبعض المناطق التى سميت حسب مهنة سكنها "كالمغربلين ، السروجية ، الخيامية، القربية ،الساقين " والتى تقع بالقرب من بعضها البعض، فتخبرنا عنها ليلى فؤاد كبيرة التجار بمنطقة العتبة، قائلة "المغربلين، كان يسكنها العطارون اللذين كانوا دائما يغربلون عطارتهم حتى تخلو من الشوائب لذلك سميت بالمغربلين، أما السروجية فكنت وقر لصناع كل ما يخص الخيول من الحدوات وسروج ولذلك سميت بالسروجية، ونفس الشىء ينطبق على الخيامية حيث كان يسكنها صناع الخيام، والقربية أيضا سميت بذلك الاسم لأن سكانها كانوا مشهورين بصناعة القرب وبيعها إلى أهالى حى الساقيين اللذين عرفوا بمهنة السقا وبيع المياه.
"مهابيل" و"عقارب" و"غجر" و"برابرة" أسماء شوارع لها تاريخ
الخميس، 26 سبتمبر 2013 04:45 م
تعليق مناطق قديمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة