إحصائيات:مصر الأولى على العالم فى الطلاق..ونفسيون: يعكس انهيار القيم

الخميس، 26 سبتمبر 2013 01:21 ص
إحصائيات:مصر الأولى على العالم فى الطلاق..ونفسيون: يعكس انهيار القيم صورة ارشيفية
كتب: إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شجار ارتفعت حدته حتى بلغت الذروة، مشاهد لبكاء وصراخ وضرب وإهانة أحياناً تنتهى بترك الزوج للمنزل وطلب الزوجة للطلاق الذى تحول إلى عبارة عادية وربما يومية فى مجتمعنا دون أن يلتفت أحد إلى معدلات الطلاق التى وصلت بمصر إلى لقب الدولة الأولى على العالم فيما يخص معدلات الطلاق، بحسب دراسة صادرة عن مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء فى بداية هذا العام، كما أوضحت الدراسة ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عاماً الماضية من 7% إلى 40% مما يعنى وقوع حوالى 240 حالة طلاق، ووصل عدد المطلقات فى مصر تقريباً إلى 2.5 مليون مطلقة، وهى الإحصائية التى جاءت صادمة لتحطم هيكل الحياة الزوجية والأسرة المستقرة التى عرفتها مصر قديماً، واختفت اليوم فى ظل مجموعة كبيرة من المشكلات الاجتماعية التى انعكست على العلاقات بين الزوجين وخاصة من الشباب فى السنة الأولى التى لا تكتمل فى معظم الأحوال قبل تدخل المأذون.

معدلات الطلاق المرتفعة كظاهرة لم يعد من الممكن السكوت عنها، ووصول هذه المعدلات إلى حد الذروة فى المجتمع المصرى الذى عرف قديماً بترابطه وقوته هو ما تتحدث عنه الدكتورة "نهلة ناجى" أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، لتشرح معظم الأسباب التى تضعها فى إطار تغيرات اجتماعية عكست شكل آخر للمجتمع، وكيف أثرت هذه التغيرات على تركيب الأسرة المصرية الناشئة التى لم تعد تحتمل ظروف الحياة القاسية على عكس ما مضى.

دراسة أخرى توضح ما وصلت إليه حالة الطلاق فى مصر، هى الدراسة الأخيرة التى صدرت عن مركز التعبئة العامة والإحصاء أن مصر شهدت أكثر من 75 ألف حالة طلاق فى العام الماضى فقط، وهو ما تعلق عليه ناجى قائلة: زيادة معدلات الطلاق كظاهرة لا ترجع فى الأساس إلى مرض نفسى أو تغيرات نفسية بقدر ما ترجع إلى تغيرات اجتماعية، واختلاف فى تركيب المجتمع وطريقة تعامل الأزواج مع المشاكل واختلاف ردود الأفعال عن الماضى، وأكبر هذه التغيرات وتأثيرها هو عدم تحمل المسئولية من الطرفين واعتبار الزواج فسحة أو لعبة تنتهى بتصاعد الخلافات أو الملل، على عكس الماضى.

وتضيف "ناجى": للأهل والأسرة دور كبير فى ما وصل إليه الحال إذا تحدثنا عن طلاق السنة الأولى، لم تعد الأم تجلس بجانب ابنتها لتعلمها كيف تتعامل مع حياتها، بل أصبح الأهل فى معظم الحالات سبباً رئيسياً فى إفساد الحياة الزوجية لأبنائهم، ولم تعد التربية كما تعودنا فى الماضى نظراً لتدخل عناصر أخرى فى تربية الأبناء، وانهيار قيم اجتماعية تربينا عليها خرجت بأجيال لا تعرف قيمة البيت والأسرة، كما اتجه معظمهم إلى تحدى المجتمع الذى لم يعد يفرض عليهم القيود ذاتها، فقديماً كانت الفتاة تتوق للزواج لأنه سيخرجها من قيود العائلة وسيسمح لها بحياة أكثر حرية، ولكن اليوم أعطاها المجتمع الحق فى الحرية دون الحاجة للزواج، فأصبح من حقها الخروج للعمل والسكن بمفردها دون خوف، على عكس وضعها السابق الذى كان يفيد بأن "البنت مكانها بيت جوزها".

المجتمع ضعيف، هى العبارة التى استخدمتها "ناجى" لوصف ما تحول إليه المجتمع فيما يتعلق بالزواج وعلاقات الأزواج التى انهارت فى ظل انهياره، لم تعد القيود السابقة أو العادات والتقاليد تفرض عائقاً يذكر أمام الأزواج اللذين يلجأون إلى حلول سريعة دون تفكير فى معظم الأحيان، وهى المشاكل الاجتماعية التى حولت الطلاق إلى جزء من نسيج المجتمع المصرى الحديث.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة