مساجد خارج التاريخ بنيت لتحقيق حكمة إلهية أو لمحاربة الخزعبلات

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013 05:33 م
مساجد خارج التاريخ بنيت لتحقيق حكمة إلهية أو لمحاربة الخزعبلات مسجد
كتبت جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال تاريخ مصر زاخرا بالآثار والقصص والنوادر غير المعروفة، والتى لم تأخذ حقها الكافى من الشهرة، فإذا نظرنا للمناطق الشعبية وحدها، نجدها مليئة بالأبنية التراثية ،كالمساجد وغيرها التى ترجع لعصور عتيقة، وتحمل تاريخ وقصص ساحرة تأخذنا من هذا العالم الواقعى إلى عالم الخيال، وعلى الرغم من ذلك مازالت خارج التاريخ، ولا يعلم أحد عنها شيئا إلا سكان المناطق المحيط بها، من خلال موروثاتهم الشعبية عن حكايتها وأصولها.

يقول "إبراهيم السولى" أحد سكان منطقة "بركة الفيل"، إنه قد نشأ وتربى على قصص الأماكن المحيطة به والتى كان ولازال يتداولها أهالى المنطقة حتى الآن، ويحكى "السولى" عن مسجد شيخون، والذى قد بنى فى العصر المملوكى على حد قوله.

يتابع، فقد كان شيخون أحد المماليك الذين أصيبوا بمرض الجرب، لذلك حكم عليه بالعزلة، والعيش بمفردة فى منطقة قريبة من بركة الفيل الآن، حتى لا يتسبب فى انتشار العدوى بين الأصحاء، وفى يوم جاءه منام به رجل يتحدث اللغة الشامية، ويخبره عن كنز كبير ينتظره فى بلاد الشام، ولكن هناك شرط للحصول على هذا الكنز، وهو أن يقتل 300 روح، هنا علم شيخون حكمة الله فى أن يبتليه بمثل هذا المرض، لأنه أدرك أن بمقدرته أن يقتل القمل والحشرات التى تسكن جسده حتى يصل إلى عدد 300 روح دون أن يمس بشريا أو يرتكب ذنوبا، وفعلا قتل 300 حشرة وفتح الكنز، وبنى مسجدا حتى يكون دارا لتعبد الله، والاعتراف بقدرته وحكمته.

كما يحكى لنا عادل فؤاد عن قصة المسجدين "القبلى والبحري"، بمنطقة "السيدة زينب"، والتى تجسد العناد والتحدى بين تاجرين مقتدرين فى عهد الأيوبيين، كان احدهما يتسم بالبخل الشديد، حتى عندما قرر أن يبنى مسجدا، بنى المسجد القبلى بدون تكية ولا ساقية ولا دور مياه، مما جعل التاجر الآخر يترك له رسالة على المسجد يقول بها "مسجد بلا عيش، بنى ليش"، وعندما رآها التاجر البخيل، رد هو الأخر برسالة "بنى للصلاة يا قليل الحية"، مما دفع التاجر الآخر أن يبنى مسجدا بحريا أمام مسجد التاجر البخيل، ويوفر له ولزواره الطعام والشراب، ويعلمه أن المساجد دور للعباد ولإكرام العباد فى وقت واحد.

كما يخبرنا محمد زكى أحد سكان منطقة "فم الخليج" عن قصة مسجد "يسبك"، وقد بنى هذا المسجد منذ مئات السنين، فى عهد انتشرت فيه حكايات الجان والعالم الآخر على حد تعبيره، وسيطر على الناس الخزعبلات، مما أثر على أداء عبادتهم وفروضهم اليومية، واتبعوا طريق السحر واللجوء إلى قوى ما وراء الطبيعة لتحقيق أغراضهم، مما دفع يسبك كأحد العقلاء فى ذلك الوقت لبناء هذا المسجد ليكون منبرا يدعو الناس من خلاله للعودة إلى رشدهم، واتباع طريق الله.

ويعلق جاسر مرشد الباحث فى علوم التاريخ المصرى، أن هناك الكثير والكثير من المساجد والأماكن التى لها تاريخ وقصص تراثية لا يعلم عنها أحد شيئا.

ويتابع، لذلك أحيانا يتوارث أبناء المناطق روايات وقصص خاصة بالأماكن الأثرية المحيطة بهم لا يستطيع أى باحث أن يتوصل لها مهما كانت خبرته، ومنها من تصدق بأكملها، ومنها من تتأثر روايتها وأحداثها نتيجة انتقالها من شخص لشخص ومن جيل لآخر، ومنها من تكون مجرد حكايات مبتدعة من الخيال، ولكن فى كل الأحوال مجرد فكرة القصص التراثية، والحكايات الموروثة هى فى حد ذاتها تراث وثقافة شعبية يمتاز بها الشعب المصرى، ويجب الحفاظ عليها.

























مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد مبروك

تحقيق رائع جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

حمادة لمبة

حكايات رومنسية عن التراث المصرى القديم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة