"عادل" 49 سنة، أو كما يطلقون عليه "الفنان العشوائى" ليس رساما أو خطاطا بالمعنى المعروف، لكنه موهوب يعرف كيف يتخيل ويبدع، لا يلتزم بمفردات العالم المحيط حوله ويملك القدرة على تجاوزه ليجعل من الكتاب شخصا يحدثك ويحول البحر إلى شجرة، مستخدما فى ذلك ألوان زاهية ودافئة.
ولأن "عادل" لم يدخل المدرسة وتعلم القراءة والكتابة بالصدفة، قرر أن يتغلب على عجزه ويستغل طاقته فى الابتكار وحبه للألوان فى الرسم على ظهور المواصلات العامة مثل الأتوبيسات والتكاتك والتاكسى على سبيل "الزواق" والتجميل أو الدعاية والإعلان.
يقول "عادل": "أنا خليت من الفسيخ شربات يعنى ممكن أحول عربية فول قديمة وأخليها عروسة وكمان ممكن أرسم أى حاجة وبعرف أنحت كمان ويضيف: الظروف بس هى اللى علمتنى الرسم".
وبابتسامة رقيقة يشير أن دخله اليومى تأثر بشكل كبير نتيجة انخفاض معدل السياحة بسبب الأحداث الأخيرة وحظر التجوال وفرض الطوارئ التى أسهمت فى ضرب موسم المدارس والأفراح على حد قوله، وعزوف معظم السائقين عن العمل معظم اليوم.
ويعتبر "عادل" نفسه فنانا بالوراثة فوالده كان ينحت أباريق وقلل قناوى، وينقش على الحجر الطينى، ولا يزال يحتفظ بمجموعة من منتجاته، مؤكدا أن مشاهداته المبكرة لوالده وهو ينحت كانت هى أول معرفته بالفن.
يحلم "الفنان العشوائى" أن يصل بأفكاره إلى العالمية من خلال مشروع الرسم على المرافق العامة متمنيا أن تمد الدولة يد العون لأمثاله من خلال تدريب الموهوبين فى هذا المجال على أن يبدأ تنفيذها فى إحدى الأحياء السكنية ثم تنتشر إلى باقى الأماكن بالتدريج.
