أجيال ورا أجيال هتعيش على نهرنا..

بالصور.. عائلة "السيد".. 20 عاما من الحياة على مركب فى النيل

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013 03:53 م
بالصور.. عائلة "السيد".. 20 عاما من الحياة على مركب فى النيل عائلة السيد
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جيل بعد جيل يعمر نهر النيل بسكان جدد للمراكب، تنحصر حياتهم كلها بين بضعة أمتار، من دون سقف أو جدران، فى مساحة ضيقة من الحياة يتنفسون ويعملون ويأكلون وينامون عليه، عائلات كثيرة تأتى إلى جوارهم وترحل ويبقون هم حتى يورثوا حياة المركب لأولادهم بجوارهم.

قصة عائلة "محمد السيد" التى تعيش منذ 20 عاما فوق مياه النيل إلى أسفل كوبرى الجلاء ترويها الجدة "فوقية" لكنها لا تقصها على أحفادها الذين ولدوا فى مركب مجاور؛ تشفق عليهم وتتركهم فى غفلتهم ولهوهم، يقضوا ما تيسر لهم من الطفولة قبل أن يدركوا الواقع "قبل 20 سنة سافرنا من المنوفية نجرى ورا رزقنا، عشان البحر بتاعنا صغير "رياح المنوفية" ومفيهوش سمك زى القاهرة، وأدينا عايشين والعيال اتجوزوا وجابوا عيال".

اثنان من أبنائها وجدا لأنفسهما أسقفا تحميهما من الشمس والمطر وخففا حمولة المركب، وبقيت "فوقية" وزوجها، أما آخر أبنائها "حمادة" شيد لنفسه ولزوجته مركبا صغيرا يستقر بجوار مركب طفولته، زاد على العائلة "محمد" و"ذكرى" حفيدى "فوقية"، لعبة "محمد" المفضلة هى التنقل فى خفة من مركبهم إلى مركب الجدة المتلاصقين، أما "ذكرى" فلا تزال تحبو على أرضية المركب الخشبية، مربوطة بحبل يلف وسطها حتى لا تسقط منه فى غفلة الكبار!

تفاصيل حياتها التى تتكرر بشكل يومى "بنطعم السنارة" من بليل ونرميهم فى النيل لحد الصبح وربنا بيدنا الرزق المقسوم". بعدها يذهب زوجها وابنها محمد لبيع السمك فيما تذهب زوجة ابنها إلى السوق لتشترى الخضار وتجلس فوقية مع أحفادها بمفردهم فى المركب فى انتظار عودة الجميع "بحضر بعدها الأكل على الوابور".

قضاء الحاجة والاستحمام من المهام الشاقة بالنسبة للعائلة "بنجدف بالمركب لحد مشتل قريب فيه حمام، لكن بنستحمى هنا فى المركب من النيل بليل".

النوم له ترتيبات أخرى" بنفرد علينا مشمع بنرفعه على وتد فى نص المركب وبنستخدمه بردوا لما الدنيا تمطر لو ملحقناش نوصل تحت الكوبرى".

أما الفرحة فلا تزورهم إلا كل سنة مرة؛ تأتى فى ابتسامة جدة حين ترى ضحكة حفيدتها التى لم تع الواقع لتحمل همه، أو فى لهفة زوجة تخلو بزوجها مرة كل عدة أشهر فى غرفة لها سقف وباب مغلق، يسافرون عدة كيلومترات إلى "المنوفية" ليصلوا إليها، ثم يعودوا للقاهرة مرة أخرى بعد أن يقضوا ليلتهم.





























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة