"عم محمد" بتاع الجريد: الزمن جار على الصنعة بس مش ممكن تموت

السبت، 21 سبتمبر 2013 09:11 ص
"عم محمد" بتاع الجريد: الزمن جار على الصنعة بس مش ممكن تموت عم محمد بائع الجريد
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار الجريد مازلت تعلق على يديهم التى تعرف طريقها جيداً وهى تحول أغصان النخيل إلى أقفاص وأسبتة مشدودة البنيان، أعوام عمرهم بالكامل قضوها هنا يراقبون آباءهم وينقشون ما يرونه بينما يتقدم الزمن ويصبحوا صنايعية "قد الدنيا".. سنوات أكثر ويجور الزمن على مهنتهم وعليهم بالتبعية.. مواد جديدة تظهر وتنتشر كصناعة الأخشاب بسهولة وبأسعار أرخص، ولا يتبقى لهم سوى السبت الذى يجلسون لضبطه فى عالمهم الخاص بقلب مدينة طهطا بمحافظة سوهاج.

"محمود جمال" الرجل الستينى الذى بدأ عمله فى صناعة الجريد بعد تجاوزه عامه الخامس عشر، هو وابن عمه "محمد حسين"، ليشارك كل واحد منهم والده فى مهنته فى صناعة أقفاص العيش وأقفاص الطيور، بالإضافة إلى أقفاص الفاكهة "العدّيات"، يتحدث عم محمود عن مهنته لـ"اليوم السابع" فى فخر يقول "شغلانتنا دى مينفعش حد يتعلمها وهو كبير، لو متعلمهاش وهو صغير مش هيقدر يتعلمها طول عمره، عشان هى بتحتاج خبرة كبيرة فى الشغل ودى مش بتيجى غير من اللى فاهم الشغلانة وهو صغير وشاربها، فأبويا شربهالى وأنا عندى 15 سنة"، يتوقف قليلاً ليمسك بإحدى الجرايد المجاورة ليده "الشغلانة دى عاوزه اللى يقدر يمسك الجريدة ويحس بيها ويعرف يختار اللى تنفع للحاجة اللى بيعملها، الجريدة بتاعة قفص العيش، غير بتاعة قفص الفراخ".

يقاطعه "عم محمد" قائلاً "زمان الناس كانت بتشترى أى حاجة جريد علشان رخيصة، لكن دلوقتى الخشب بقى رخيص والبلاستيك كتير، فالناس بطلت تجيب الجريد، أنا فاكر زمان كنا بنعمل سراير جريد وكراسى جريد، لكن دلوقتى مش بنعمل غير أقفاص العيش، وأقفاص الفراخ، بعمل شوية وأخليهم جمبى والباقى بعمله بالطلب".

أما عن خطوات العمل التى يمروا بها فيقول "شغلانتنا دى مينفعشى فيها واحد لوحده، بتحتاج على الأقل لتلاتة، واحد يقشر الجريد من الزعف وواحد يقطع المقاسات اللى هنشتغل بيها، وأنا بعد كده بظبط كل حاجة فى الآخر".

ثلاثون عاماً هى مدة توجدهما بجوار بعضهما إلى جانب منزل رفاعة رافع الطهطاوى، إلا أن كل واحد يفضل أن يعمل بمفرده، فيقول عم محمد"إحنا قرايب ولينا هنا أكتر من 30 سنة مع بعض، بس كل واحد فينا بيشتغل لوحده، علشان ده رزق، وكل واحد يآخد الرزق اللى ربنا قسمهوله".

يشرح عم محمود أدواتهم ويقول "سكين، وعدد من المواسير لثقب عيدان الجريد، بالإضافة إلى شاكوش للضرب على عيدان الجريد للدخول فى الثقوب" ويتابع "الأسعار دلوقتى بتتراوح بين 50 جنيه لقفص الفراخ، و10 جنيه لقفص الخضار، و6جنيه لقفص العيش".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة