رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: فى ذكرى الحرب على الإرهاب

الجمعة، 20 سبتمبر 2013 05:12 م
رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: فى ذكرى الحرب على الإرهاب صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس من شك فى أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر2001 التى تطل فى هذه الأيام بذكراها الثانية عشر على الشعب الأمريكى من أنها كانت بمثابة النكبة على منطقة الشرق الأوسط بعد إعلان الإدارة الأمريكية الحرب على الإرهاب فى هذه الإثناء والتى لم تفرغ منها إلى اليوم كما أنها تذكرنا أيضا بتلك الضربة القاسية والأليمة التى تلقاها الشعب الأمريكى.

والواقع أن الإدارة الأمريكية لم يتوقف نجاح حملتها فى القضاء على أنظمة كل من دول أفغانستان والعراق وليبيا عند هذا الحد فحسب وإنما ذهب إلى ابعد من ذلك بكثير حين حرض صقور البنتاجون فى ذلك الوقت على اغتيال صدام حسين ومعمر القذافى على يد مناوئهم سواء كان ذلك بالقتل أو بالشنق، وهذا ما حدث بالفعل فبهذه الطريقة الممنهجة تكون واشنطن وقد تخلصت من خصمين لدودين ثم سعت بعد ذلك إلى تدمر البنية التحية والقضاء على كفاءة القدرة القتالية لجيوش هذه الدول آنفة الذكر، كما نجحت فى تقسيم شعوبها ولولا استقبال الأمريكيين لنعوش أبنائهم أثناء رحلة الحرب على الإرهاب وثورتهم الجامحة ضد بوش الأصغر فيما يتعلق بهذا الشأن ما رحل الجيش الأمريكى عن أراضى هذه الدول قط.

ولقد تغيرت فى الآونة الأخيرة إستراتيجية الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالشأن الخارجى والوصاية الدولية بعد إعادة أوباما النظر فى القيام بأى عمل عسكرى منفردا إلا بموافقة الكونجرس ومجلس الأمن لتجنب أى مساءلة تجاه شعبه ولتلافى أى انتقادات دولية فى حال خروج الأمور عن مسارها الاستراتيجى المحدد لها من قبل فى منطقة الشرق الأوسط.

وقد تبدى ذلك الأمر واضحا فى قبول أوباما للمبادرة الروسية المطروحة أمام مجلس الأمن فيما يتعلق بإخلاء سوريا من السلاح النووى إلى جانب بنودى أخرى نصت عليها هذه المبادرة التى وقفت حيال الضربة العسكرية الأمريكية المعدة سلفا للقضاء على وحشية النظام السورى ولكن رغم ما فعله هذا النظام بشعبه ورغم حيازته للسلاح الكيماوى المحرم دوليا واستخدامه ضد معارضيه، والذى نجم عنه إبادة جماعية لنحو 1500 مواطن سورى فى ليلة واحدة، فإن البيت الأبيض لا يزال يتحلى نحوه بصبر لم ينفد بعد ويكتفى أوباما الآن بحيل التربص التى لاشك بأنها وشيكة بأن توقع هذا النظام الغاشم عما قريب فى شراك أعماله الإجرامية.

لقد كانت دعوة أمريكا فى الحرب على الإرهاب آثارها السلبية على المنطقة العربية وقد تأكد لنا ذلك مع أوبة وفود المجاهدين إرسالا من رحلة أفغانستان والعراق وليبيا حتى إذا وضعوا رحالهم فى بلادهم واستقبلوا حياتهم تباينت المفاهيم واختلف السلوك مع البيئة الأصلية التى سبق لهم العيش فيها، فهناك فرق كبير بين حياة الجبال والوهاد وحياة السهول الخصبة والحضر وهذه الفوارق المناخية والديمغرافية هى التى زرعت فيهم هذه الأفكار المتطرفة التى باتت خطرا على شعوبهم وبالطبع، فإن هذه النماذج القابعة فى سيناء لاشك أنها تتخذ من هذه الأفكار الإجرامية والمتمثلة فى تفجير الإفراد والمنشآت ذريعة لما يسمونه تطهير البلاد من الفساد، وهذه دلالة على هذا التطرف الفج وإلا فماذا يعنى إذن استهداف موكب وزير الداخلية أمام بيته وكذلك مهاجمة الثكنات العسكرية والكمائن وقتل ضباط وجنود الجيش والشرطة فى الشيخ زويد وغيرها؟ وماذا يعنى تفجير مبنى المخابرات العسكرية بسيناء؟ والجواب إنه عين التطرف والإرهاب الهابطين علينا من شرق آسيا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة