وخلافًا للوحات "الجرافيتى" التى تتميز بشكلها الجمالى، أصبحنا مؤخرًا، لا نكاد نرى حائطًا واحدًا خالى من الكتابات السياسية المتشابكة، والآراء المختلفة، حتى أن المكان لم يعد يتسع للإعلانات، وبعد أن كان الأسلوب المتبع دائمًا من قبل المعارضين للرأى المكتوب، هو محاولة طمس معالم الكلام الذى يرفضونه، أو شطبه، أصبح الاتجاه السائد الآن هو كتابة الرأى الآخر أيضًا، لتتحول الشوارع إلى منتديات كبيرة حافلة بالنقاشات السياسية المشتعلة.
وعلى سبيل المثال، شاهدنا قبل "30 يونيو" كتابات أعضاء ومؤيدو حركة تمرد التى تدعو المواطنين إلى النزول لدعوة المصريين إلى المطالبة بخلع مرسى، وبدلاً من أن يفكر مؤيدو مرسى فى دعاية مضادة، اكتفوا برسم علامة "إكس" حمراء على كلمة تمرد، وكتبوا إلى جوارها "تمرد = خراب مصر"، وفى المقابل، حين دعا مؤيدو مرسى إلى الحشد ليوم "30 أغسطس" وكتبوا على الجدران "انزل يوم 30 أغسطس" رد عليه آخر "مش نازل"، وحين كتبوا على جدران محطات المترو "مرسى راجع" رد آخر "انت بتحلم"، وحين تساءل أحدهم "where is my vote" كان الرد "ابقى تعالى وأنا أقولك فين".









