بين المصور وكاميرته حكاية عشق لن يدرك عمق جذورها إلا من عاشها، خاصة المصور الصحفى الذى يخوض مع كاميرته مغامرة جديدة ومختلفة كل يوم من أيام الأحداث التى وضعت لمصور مكاناً ثابتاً بين تفاصيل الحدث الذى تقف فيه الكاميرا بطلاً من أبطال الميادين والاعتصامات التى اختفت بداخلها حكايات لا تنتهى لمغامرات التصوير، والصور التى خرجت من قلب معارك دامية بعضها من استطاع أصحابها اقتناص الصورة والنجاة بأعجوبة، والبعض الآخر ممن ضحى بحياته ثمناً لصورة العمر.
سامح أبو حسن، المصور فى جريدة التحرير، يروى لـ"اليوم السابع" قصة عشقه مع كاميرته "الكانون- دى 60"، الكاميرا "عاشت معايا كل اللحظات المبهجة والمرعبة اللى بقابلها فى شغلى، وإيدى اضربت كتير لكن استماتت عليها عشان متسبهاش لأنها بالنسبة لى الحياة، لو اتخدت أو اتكسرت الحال هيوقف لأن أغلب المصورين بيصوروا بكاميراتهم الخاصة".
من أغرب المواقف التى عاشها "سامح" فى اشتباكات المقطم بين الثوار والإخوان "خرجت من هناك فى شنطة عربية بتاعت واحد من أهالى المقطم عشان أهرب بعد ما صورتهم.
عمر الزهيرى، مصور جريدة الوطن، لم يتمكن من سرد كم التفاصيل التى تعرض لها من مضايقات أحياناً وضرب وسرقة أحياناً أخرى، أعتاد التعامل مع مثل هذه المواقف التى يتعرض لها أثناء الاشتباكات التى تنتهى به بساق مكسورة أو كتف مخلوع أو كاميرا لم تعد صالحة للاستخدام الآدمى، من كثرة ما تعرض له من مغامرات التصوير وحكايات الميادين.
ويقول مازحا" من كتر ما اضربت مش فاكر كام مرة، وأخر مرة بلطجية ضربونى وسرقوا كاميرتى فى مظاهرات 30 يونيه فى التحرير، وحتى دبلة الخطوبة خدوها".
وأشار إلى أن أغلب الشعب لديه فوبيا من التصوير لذلك تعلم أن يخطف الصورة، وهناك حكمة أخرى، تعلمها وهى "متضحيش بنفسك عشان صورة لأن الطمع يقل ما جمع"، ورغم كل ما تعرض له إلا أنه ما زال يحلم بأن يصبح مصور حروب مثل "جيمس ناكت واى" مصور الحروب الأمريكى.
حسام بكير، مصور "البديل" وصاحب الفيدو الشهير الذى أظهر الإخوان وهم يطلقون الرصاص فى التحرير، والذى كاد أن يدفع حياته ثمنا له يروى القصة لـ"اليوم السابع"، "بعد ما صورتهم شافونى واتجمعوا عليا وأخدوا الكاميرا لحد ما أقنعتهم أنى مصورتش حاجة ورجعهالى"، بعد 10 سنين الصور اللى مصورها للأحداث دلوقتى هتبقى تاريخ وهتكون الدليل على كل اللى بيحصل حولنا".
أما حسن محمد، مصور "اليوم السابع" فيشير إلى أن الجانب الممتع فى عملهم "بنشوف دائما حاجات غريبة فى الشارع، فى مرة صورت سباق لعربيات الكارو وكنت أول مرة أعرف أن فيه حاجة زى كده فى مصر وركبت مع متسابق العربية الكارو وكانت مغامرة مثيرة".
إلا أن وجودهم فى قلب كل حدث حرمهم من أشياء كثيرة كما قال حسن "مبنفرحش لكن بنصور الفرحة ومبنزعلش لكن بنصور زعل، والفترة اللى فاتت كانت صعبة لأننا كنا بنصور وسط ضرب النار وبنشوف كل يوم ناس ميتة".
حكايات المصورين من قلب الأحداث.. والكاميرا هى الجندى المجهول
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 09:19 م
المصورين الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة