ما زالت فكرة "سفر الفتاة" بمفردها إلى الخارج بهدف العمل تثير جدلاً كبيراً، ورغم التقدم العلمى والتكنولوجى الذى وصل له المجتمع الشرقى وفى مصر تحديداً، إلا أن العادات والتقاليد مازالت تشكل عائقاً فى طريق أى فتاة تحلم بالتمرد والخروج من وطنها لإيجاد فرصة أفضل للعمل والارتقاء، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، لذلك أرادنا أن نسلط الضوء على هذه المشكلة، وطرحنا سؤالاً هاماً "هل نظرة المجتمع للفتاة التى تسافر للخارج للعمل تغيرت أم لا؟
حيث قال أحمد الجعفرى ويعمل صحفى: فى البداية يجب أن نتفق أن المرأة نصف المجتمع وسفرها للخارج حق أصيل، خصوصاً إذا كان السفر بهدف التعليم أو العمل بما يخدم فى نهاية المطاف مجتمعها، لأنها ممثلة له فى الخارج، ولو تأملنا فريضة الحج لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى حينما فرضها على المسلمين أوجب على المرأة أن تكون بصحبة محرم، لذلك يجب أن يكون ذلك السفر خاضعاً لقواعد وقوانين معينة تحافظ على حقوقها وهويتها ويكون فى إطار منظومة.
من جانبه قال محمد ربيع، ويعمل "مبرمج"، إن الموضوع يختلف من فتاة لأخرى حسب ظروفها حتى لو كانت فى نفس الوسط الاجتماعى، أما بالنسبة لى فأنا أرفض الفكرة تماماً، فأنا لا أقبل أن تسافر شقيقتى للعمل خارج البلاد من منطلق خوفى عليها "لأن الدنيا مش أمان".
أما "دنيا" طالبه فى كلية تجارة، تقول إن والدتها لا تستبعد أبدًا فكرة سفرها للعمل فى الخارج، وتقول إن هذا الأمر طبيعى، لأن الفتاة المعاصرة بشكل عام تتمتع بالقوة النفسية والقدرة على تحمل مشقات السفر.
كما قالت أستاذة "فاطمة" معلمة متقاعدة، إنها لا تعارض أبدًا هذه الفكرة، بل تشجعها، خاصة إذا كانت الفتاة قادرة على تحمل تبعات الغربة النفسية والاجتماعية، وترى أن المجتمع الحالى يتقبل هذه الفكرة ويرحب بها.. "وأنا ليس لدى أى مانع أن تسافر ابنتى للعمل خارج البلاد إذا كان هذا فى مصلحتها".
فى حين لا تحبذ"أم يوسف"، وهى أم لأربعة أبناء سفر الفتاة للعمل فى الخارج لوحدها، إلا إذا رافقها أحد من أقاربها، ولكن إذا كانت مضطرة للعمل وكسب المال فلا بأس فى ذلك.
وتقول"حنان"، طالبة هندسة، إنها تتمنى أن تسافر للعمل فى دول الخليج عندما تتخرج لأن هذه الدول تقدم فرص عمل مميزة وتضيف "إنها ترفض فكرة سفر المرأة المتزوجة للعمل فى الخارج لأنه من غير المنطقى أن تترك المرأة زوجها وأبناءها من أجل العمل بالخارج"، وترى أنّ الفتاة قادرة على المحافظة على أخلاقها ودينها سواء عملت خارج البلاد أو داخلها.
أما "آيه رياض"، طالبة اقتصاد وعلوم سياسية، تقول: أنا أؤيد الفكرة بصفة عامة لكن على حسب طبيعة العمل ده.. فى رأيى الموضوع ينقسم لقسمين.. الأول فى حالة وجود ظروف خارجة عن إرادتها كطلب العيش وتحسين المستوى وما إلى ذلك، والثانى كعمل أكاديمى أو تحسين وضع اجتماعى، وفى الحالتين يرفض المجتمع تقبل الفكرة.
تضيف: البنت مثل الرجل، تقع عليها مسئوليات كبيرة سواء على نفسها أو على من حولها، ولكن المشكلة فى كلمة "هجرة" التى يرفضها المجتمع.
كما طرحنا هذا السؤال أيضاً على الدكتور عبد الله السيد أستاذ علم الاجتماع بجامعة 6 أكتوبر ، الذى أكد أن مجتمعنا الشرقى يرفض فكرة سفر البنت للخارج من أجل العمل، خاصة إذا كانت غير متزوجة، وهذا يعود للعادات والتقاليد التى تتمسك بها الأسر المصرية، كما أوضح أن للتربية عاملاً أساسياً فى هذه الأزمة، حيث تربت الفتاة على أنها تظل فى حكم والديها وتحت نظرهما لحين يأتى لها نصيبها وتتزوج وتنتقل من حكم والدها إلى حكم زوجها الرجل الشرقى الذى بالتأكيد يرفض سفر زوجته.
كما تحدث "السيد"، عن نظرة المجتمع لهذه الفتاة أنها فتاة متحررة، وهو أمر ليس بسبة أو شتيمة، ويرى الدكتور إن أهل هذه الفتاة يجب ألا يمنعوها من السفر إذا كان فى ذلك مستقبلاً أفضل لها، كما أكد أن سفر الفتاة خارج البلاد بمفردها يؤثر على نفسيتها بسبب بعدها عن أهلها وتركها وحيدة فى بلد لا تعرف عنه شيئاً.
ورأى "السيد"، يؤكد لنا أنه مازال هناك فئة كبيرة فى مجتمعنا ترفض الفكرة من أساسها دون مناقشتها، ففى الوقت الذى تتقبل فيه العائلات الميسورة هذه الفكرة عموماً، فإن الفئات الأخرى تعارضها تحت مسميات كثيرة أبرزها الشرف والسمعة والخوف عليها.
الفتاه المغتربة ما زالت مرفوضة فى مجتمعنا الشرقى
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 04:02 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو ميدو
نرفض سفر الفتاة بمفردها مهما بلغنا من تقدم تكنولوجى