تعيش مناطق مختلفة فى ريف دمشق وأحياء العاصمة الجنوبية أوضاعاً إنسانية متدهورة، فى ظل القصف اليومى والحصار الذى تفرضه قوات النظام عليها، حيث يعانى الأهالى فى هذه المناطق نقص المواد الغذائية الأساسية كالخبز وحليب الأطفال، ونقصاً فى المواد الطبية ومستلزمات المشافى الميدانية، وفى معضمية الشام، قتل شاب وجرح ثلاثة مدنيين آخرين، بينهم طفل أمس، جراء قصف لقوات النظام على المدينة.
وأكد الناطق باسم المركز الإعلامى هناك، إن بين الجرحى حالات خطيرة، وإنهم أسعفوا جميعاً إلى المستشفى الميدانى فى المدينة، الذى يعانى نقصاً حاداً بالأدوية الإسعافية والكوادر الطبية.
وقال الناطق: إن مصدر القصف المدفعية الثقيلة والهاون المتمركزة فى مقرات الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكرى، مشيراً إلى تزامن القصف مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على الجبهة الشمالية للمدينة، بعد محاولة الأخيرة اقتحامها مجدداً.
وأوضح المصدر نفسه، أن 12 ألف مدنى محاصرون داخل مدينة المعضمية منذ 265 يوماً، حيث تمنع قوات النظام دخول المواد الغذائية والأدوية. ولفت المصدر، إلى أن خروج المدنيين من ملاجئهم إلى الشوارع، يشكل خطورة بالغة على حياتهم، حيث يعدون هدفاً سهلاً لمدفعية قوات النظام المتمركزة على الجبال القريبة.
كما قتل مدنيان برصاص قناصة قوات النظام، وجرح أكثر من عشرة آخرين، بقصف مدفعى وصاروخى على بلدة الضمير فى محافظة ريف دمشق، حسب المركز الإعلامى السورى فى القلمون، وقال الناطق باسم المركز: إنّ قناصة قوات النظام استهدفوا المدنيين فى البلدة من الحواجز التى تنتشر داخلها، وأوضح المصدر نفسه، إن مدينة الزبدانى تعرضت أيضاً لقصف بمدافع الهاون والدبابات المتمركزة عند مفرق (الحوش ومطعم النهر).
فى هذه الأثناء دمر مقاتلو الجيش الحر دبابة (T72) تابعة لقوات النظام على المتحلق الجنوبى قرب مدينة حرستا، واستهدفوا بقذائف الهاون حاجزاً لقوات النظام قرب منطقة السادات فى دمشق، حيث قتل مدنى وأصيب آخرون جراء سقوط قذائف هاون، كما قتل مدنيان فى قصف صاروخى ومدفعى لقوات النظام على بلدة السيدة زينب.
وجدّدت قوات النظام قصفها صباح اليوم لحى برزة فى العاصمة، فاستهدفته بأربع غارات جوية، أسفرت عن أضرار مادية كبيرة فى الأبنية السكنية، ولم تسجل إصابات بين المدنيين حتى اللحظة.
مدينة حمص التى أكملت عاماً من الحصار أمس، تعرضت وريفها لتجدد القصف المدفعى والصاروخى، فاستهدفت قوات النظام مدينة الرستن بالمدفعية المتمركزة فى كتيبة الهندسة شمالى المدينة، وكذلك استهدفت مدينة الحولة بالمدفعية الثقيلة من حاجز قرمص.
بدوره لم يعرف ريف حماه الهدوء منذ أيام، فى ظل المعارك العنيفة والقصف المتواصل الذى طال مختلف قرى الريفين الشمالى والشرقى، حيث قصفت قوات النظام قرى دهش وعنيق وباجرة وأبو الكسور، بالمدفعية الثقيلة من بلدة الصيادة، فى حين شنّت طائرات النظام المروحية غارات على قرى السماقة وتفاحة والزلاقيات.
فى دير الزور، قتل أربعة مدنيين وجرح أكثر من خمسة آخرين أمس، جراء سقوط صاروخ أرض- أرض على شارع الوادى فى مدينة دير الزور، حسب ناشطين، وقال هؤلاء: إن الجرحى أسعفوا إلى المستشفى العسكرى فى المدينة، مشيرين إلى أن الحى يقع تحت سيطرة قوات النظام، وأوضح الناشطون أن مدينة دير الزور، تتألف من أثنى عشر حياً، ثلاثة منها فقط، تحت سيطرة قوات النظام، وهى الجورة والقصور والهرابس.
وتشهد المدينة اشتباكات متواصلة بين مقاتلى الجيش الحر وقوات النظام، خاصةً حول أسوار مطار دير الزور العسكرى، الذى لا يزال تحت سيطرة قوات النظام، وتستخدمه بشكل دائم لتقصف منه أحياء المدينة.
أما فى درعا، جرح عشرة مدنيين ظهر أمس، جراء قصف طائرات النظام الحربية مدينة طفس، وقال مراسلنا هناك: إن مدفعية النظام جددت قصفها على بلدتى معربة والجيزة، بينما استهدفت الحارة، برشاشات الشيلكا.
وتحاصر قوات النظام مدينة طفس منذ نحو عشرة أشهر، بعد سيطرة الجيش الحر عليها، حيث تمنع دخول المواد الغذائية إليها، وتستهدفها بشكل شبه يومى بالأسلحة الثقيلة.
فى غضون ذلك دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف اللواء 15 فى مدينة إنخل، بينما استهدف مقاتلو الحر 4 باصات لمليشيات الشبيحة وأعطبوا دبابتين، من تعزيزات استقدمها النظام عبر محافظة السويداء لفك الحصار عن (سرية عمّان) فى ريف درعا.
وأكّد ناشطون من القريا فى السويداء، مرور رتل عسكرى مكون من عربات دوشكا وعشرات الجنود، اتجه الرتل عبر القريا جنوباً، بالتزامن مع القصف المدفعى والصاروخى من مثلث بكّا ونبع عرى على قرى وبلدات ريف درعا.
فى حلب تتواصل المعارك العنيفة فى الريف، فى محاولات من قوات النظام لاستعادة السيطرة على المناطق التى سيطر عليها الجيش الحر، وأكدت (غرفة عمليات مدينة السفيرة)، التابعة للجيش الحر فى حلب مساء أمس، مقتل وجرح عشرات من عناصر قوات النظام ومليشيات حزب الله اللبنانى، فى اشتباكات بقرية القبتين وجبل العنازة.
وذكر بيان صادر عن الغرفة، إن مقاتلى الجيش الحر دمروا دبابة للنظام بصاروخ مضاد للمدرعات من طراز (كونكورس)، كما دمروا مدفعاً من عيار 23 بقذائف (آر بى جى).
من جانبها، أفادت (حركة أحرار الشام الإسلامية)، أن خمسين عنصراً من قوات النظام ومليشيات الشبيحة، قتلوا خلال صد محاولة اقتحام قرية القبتين قرب مدينة السفيرة، وقال مسؤول المكتب الإعلامى للحركة: إن مقاتليها أعطبوا كذلك دبابة، ودمروا مدفعاً من عيار 23 ملم بتفجير لغم أرضى.
وأضاف المصدر، "إن هذا التصعيد يأتى فى إطار عملية التصدى للأرتال المتلاحقة التى يرسلها جيش النظام، خلال محاولاته المتكررة لاستعادة طريق خناصر"، الذى يعد معبر إمداد عسكرى حيوى لقوات النظام بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع فى ريف حلب الجنوبى.
"السورى الحر" يكبد قوات النظام خسائر فى دمشق.. والوضع الإنسانى يزداد سوء
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 12:55 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة