تعتبر عادة تزوق أى طعام أو فاكهة قبل شرائها من العادات المتأصلة عند أغلب المصريين، حيث لا يثق الزبون فى أى شىء يشتريه إلا بعد تذوقه، وقد مثل هذا الأمر لـ"محمد على" صاحب فرشة لبيع البلح الصعيدى بمنطقة وسط البلد، مشكلة كبيرة نتيجة إصرار زبائنه على تذوق البلح، ليس فقط النوع الذى يشترونه، ولكن تذوق كافة الأنواع الأخرى بحجة اختيار الأفضل.
الأمر الذى دفع محمد إلى رفع شعار "الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح" و تحويله إلى واقع من خلال وضع لافتة كتب عليها" ممنوع الأكل منعا للإحراج" ليمنع بها أى زبون من تذوق البلح يقول" فيه زباين كتيرة لما تيجى تشترى، تحب تدوق البلح، والمشكلة أن الواحد مش بيدوق بلحة واحدة، دا بياكل من كل نوع واحدة وأكتر كمان، بحجة أنه بيشوف البلح حلو ولا لأ، وبتزيد المصيبة لو معاه حد، يعنى بيدوق هو وكل اللى معاه علشان يحكموا على البلح."
محمد يرى أن هذه اللافتة الصغيرة قد وفرت له العديد من المكاسب " لما أبيع كيلوا البلح بـ 11 جنيها، ويجى واحد يأكل خمسة أو ستة بلحات ممكن يوزنوا 100 جرام، يعنى أكل بجنيه ونص فوق كيلو البلح يعنى أكل باللى بكسبه منه"، يتوقف قليلا عن الكلام متذكرا موقف حدث مع أحد الزبائن " فى زبون كان عاوز كيلو بلح، قعد يأكل وعامل نفسه بيدوق لحد ما وزنت له وخلصت، وتقريبا أكل بتاع 15 بلحة يعنى أكتر من ربع كيلو، طيب يبقى أنا كسبت إيه من وراه، دانا اللى دفعتلوا من جيبى."
زكاء محمد فى وضع هذه اللافتة لم يمنع زكاء الزبائن من التغلب على الأمر، حيث يقوم بعض الناس بتجاهل اللافتة، كما قد يدعى بعضهم أنه لم يرها" فى زباين كتيرة بتستعبط، وبتعمل نفسها مش شايفة الورقة وتقعد تدوق".
محمد الذى يبيع البلح الصعيدى على ماكينته الصغيرة " التروسيكل" من الثامنة صباحا حتى الخامسة عصرا، لم يسمى بلحة بأى اسم من الأسماء المنتشرة، مثل بلح الثورة أو بلح الشعب، كما يفعل العديد من بائعى البلح، بل فضل إطلاق اسمه الحقيقى عليه، وهو بلح الوادى، لأنه الاسم المعروف لدى الناس".
محمد على صاحب فرشة لبيع البلح الصعيدى