اتفقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اليوم الاثنين على تكثيف الضغط على الرئيس السورى بشار الأسد، للالتزام ببنود اتفاق تتخلى سوريا بمقتضاه عن ترسانتها الضخمة من الأسلحة الكيماوية وتتجنب ضربات عسكرية أمريكية.
وقال مكتب الرئيس الفرنسى فرانسوا أولوند، إن الدول الثلاث دائمة العضوية فى مجلس الأمن التابع للامم المتحدة، اتفقت على العمل على إصدار قرار قوى فى المجلس يضع مهلات زمنية محددة وملزمة، فيما يتعلق بازالة الأسلحة الكيماوية السورية.
وصدر البيان عقب محادثات بين أولوند ووزراء خارجية الدول الثلاث فى العاصمة الفرنسية بعد يومين من توصل روسيا والولايات المتحدة لاتفاق بشأن الأسلحة الكيماوية، يمكنه أن يجنب سوريا ضربة عسكرية أمريكية.
وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى مؤتمر صحفى فى باريس، إن الدول الثلاث اتفقت مع موسكو على ضرورة أن يواجه الأسد عواقب إذا لم يلتزم بالكامل بمطالب الأمم المتحدة. وأضاف كيرى أن الاتفاق المعروض على الرئيس السورى ليس بمثابة طوق نجاة، وأن الأسد "فقد كل شرعيته".
وأضاف "إذا لم يلتزم الأسد فى الوقت المحدد بشروط إطار العمل هذا، فلتتأكدوا أننا كلنا متفقون ومن بيننا روسيا على ضرورة أن تكون هناك عواقب".
وبعد اجتماع أولوند مع كيرى ووزير الخارجية البريطانى وليام هيج ونظيرهما الفرنسى لوران فابيوس قال مساعد لأولوند "الفكرة هى التمسك بنهج صارم".
وأضاف المسؤول الذى طلب عدم نشر اسمه "اتفقوا على السعى لإصدار قرار قوى يضع مهلات زمنية محددة وملزمة مع وجود جدول".
كانت الحكومة السورية، أشادت فى مطلع الأسبوع بالاتفاق الذى توسطت فيه روسيا ووصفته بأنه "انتصار"، فيما قال مقاتلو المعارضة الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بحكومة دمشق منذ عام 2011 أنه يفيد عدوهم فى الحرب الأهلية.
واتخذ الأسد إجراء احترازيا بتوزيع قواته فى مناطق متفرقة من سوريا بشكل مؤقت لحمايتها من ضربات هددت بها الولايات المتحدة عقابا عن هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق فى 21 أغسطس، تقول واشنطن إنه أودى بحياة أكثر من 1400 شخص الكثير منهم أطفال.
وقصفت المقاتلات والمدفعية السورية الضواحى الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب العاصمة السورية مجددا أمس الأحد، فى هجوم قال السكان، إنه بدأ الأسبوع الماضى عندما أرجأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد فى مواجهة معارضة من موسكو وفى الكونجرس الأمريكى.
وأرجأ الاتفاق الأمريكى الروسى الذى تم التوصل إليه فى جنيف التهديد الفورى بتوجيه ضربات جوية، لكن أوباما أكد على أن استخدام القوة لا يزال خيارا إذا لم يلتزم الأسد بما يطلب منه.
ورد كيرى على الشكوك التى انتشرت على نطاق واسع بشأن إمكانية تنفيذ عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، بالتأكيد على أن الخطة قابلة للتنفيذ.
وأبلغت الحكومة السورية الامم المتحدة بأنها ستنضم إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. ويدعو اتفاق إطار العمل الأمريكى الروسى الأمم المتحدة إلى التخلص من مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية بحلول منتصف العام القادم.
وأمام الأسد أقل من أسبوع للبدء فى تنفيذ الاتفاق، وذلك بتسليم قائمة كاملة لترسانته الكيماوية. ويتعين على الأسد السماح لمفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومقرها لاهاى تدعمهم الأمم المتحدة باتمام عمليات الفحص الأولى فى الموقع بحلول نوفمبر.
وقال الأسد للتلفزيون الروسى الرسمى الأسبوع الماضى، إن تعاونه يتوقف على إنهاء تهديدات الحرب ووقف الدعم الأمريكى لمقاتلى المعارضة. ولكن من المرجح على مايبدو أن تستطيع موسكو التأثير عليه للامتثال - بصفة مبدئية على الأقل - إلى اتفاق راهن فيه بوتين بشكل كبير على مكانته الشخصية.
وأكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى جنيف على أن الاتفاق لا يتضمن أى استخدام تلقائى للقوة فى حالة عدم التزام الأسد لكن الزعماء الغربيين، قالوا إن الدلائل القوية على إمكانية تعرض الأسد للقصف هى التى أقنعته بالموافقة على التخلى عن اسلحته التى ظل طويلا ينكر امتلاكه لها ناهيك عن استخدامها.
ويقول خبراء، إن التخلص من نحو 1000 طن من المكونات الكيماوية سيكون مشكلة كبيرة فى خضم الحرب الأهلية السورية، رغم أنهم يفترضون أن العشرات من مواقع الأسلحة الكيماوية لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
ومن جهة أخرى قال محققون تابعون للأمم المتحدة معنيون بحقوق الإنسان، إن جماعات معارضة متشددة فى سوريا منهم مقاتلون أجانب يدعون للجهاد صعدوا من جرائم القتل وجرائم أخرى فى شمال البلاد.
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق المستقلة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "فى شمال سوريا هناك تصاعد فى الجرائم وانتهاكات ارتكبتها جماعات مسلحة متطرفة مناهضة للحكومة مع تدفق مقاتلين أجانب. ألوية بأكملها مشكلة الآن من مقاتلين عبروا الحدود إلى سوريا و(المهاجرين) واحدة من أنشطها".
وأضاف أيضا متحدثا عما يشتبه أنها جرائم حرب ارتكبت منذ 15 يوليو أن الحكومة السورية واصلت "حملة لا هوادة فيها من القصف الجوى ونيران المدفعية فى أنحاء البلاد".
ضغط أمريكى فرنسى بريطانى على الأسد للتخلص من أسلحته الكيماوية
الإثنين، 16 سبتمبر 2013 02:58 م